أعلن قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر ليل الأربعاء الخميس “وقف جميع العمليات العسكرية” للقوات الموالية له بمناسبة شهر رمضان الذي بدأ في 24 نيسان/إبريل في ليبيا. لم تصدر حكومة الوفاق الوطني المنافسة له والمعترف بها من قبل الأمم المتحدة، أي تعليق على هذا الإعلان.
وقال أحمد المسماري الناطق باسم الجيش الوطني الليبي في بيان في بنغازي بشرق ليبيا أن “القيادة العامة تعلن عن وقف جميع العمليات العسكرية من جانبها”.
لكن صحفيين وشهود عيان ذكروا أن دوي انفجارات كان ما زال يسمع في وسط العاصمة طرابلس بعد الإعلان. وأوضح المسماري أن هذه الهدنة أعلنت “استجابة للدعوات من الدول الشقيقة والصديقة التي تطالب بوقف القتال” لكنه حذر من أن “الرد سيكون فوريا وقاسيا” على “أي اختراق لوقف العمليات العسكرية”. وكان الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ودول عدة دعت قبل أسبوع إلى هدنة في القتال في ليبيا خلال شهر رمضان.
ولا يعترف حفتر بشرعية حكومة الوفاق الوطني التي تعترف بها الأمم المتحدة وشُكلت بموجب اتّفاق وقع في الصخيرات بالمغرب في 2015. وهو يقود منذ أكثر من عام هجوما لتحرير العاصمة من الميليشيات والجماعات المتطرفة الموالية لحكومة السراج. ومنذ 2015 تتنازع الحكم في ليبيا هاتان السلطتان، أي حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها فايز السرّاج ومقرّها طرابلس في الغرب، وحكومة مدعومة من الجيش الليبي والبرلمان المنتخب في شرق البلاد.
ومنذ بداية هجوم الجيش الليبي، أعلن المشير حفتر هدنة مرات عدة لكنها لم تحترم سوى نسبيا من قبل حكومة الوفاق بينما يتبادل الجانبان باستمرار الاتهامات بانتهاكها. وفي خطاب الاثنين في بنغازي، أعلن حفتر “إسقاط” اتفاق الصخيرات السياسي وحصوله على “تفويض شعبي” لإدارة البلاد بدون تحديد كيفية ذلك فيما دانت حكومة الوفاق الوطني هذه الخطوة معتبرة أنها “انقلاب جديد” على السلطة. وفي المقابل تستعد العملية البحرية الأوروبية التي أطلق عليها اسم “إيريني”، في مهمة مراقبة الحظر على الأسلحة إلى ليبيا خلال الأيام القادمة مع وصول أولى السفن وذلك بعد أسابيع من التاخير.
وأعلن بيتر ستانو، المتحدث باسم وزير الخارجية بالاتحاد الأوروبي أن “إيريني”تملك الوسائط اللازمة لبدء مهمتها”، مشيرا إلى أنه تم التوصل إلى اتفاق الاثنين بين الدول الأعضاء لتوفير أولى السفن والطائرات والأقمار الصناعية اللازمة لبدء العملية.
ولفت إلى اكتمال المرحلة الأولى من العملية وأنه سيتم تنفيذ الخطوات الرامية لتقديم المزيد من الدعم لها، مشيرا إلى أن الدول الأعضاء تعهدت بتقديم 3 مركبات جوية و3 مائية للعملية. وأوضح مصدر دبلوماسي أوروبي أن سفينة إيطالية ستتجه إلى منطقة العملية خلال الأيام القادمة.