كشفت صحيفة عربية، اليوم الخميس، عن زيارة ثانية سيقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان، والتي ستختلف بمضومنها عن الزيارة الأولى التي قام بها عقب انفجار مرفأ بيروت.
وأشارت صحيفة “الشرق الأوسط” من مصادر خاصة أن الزيارة الثانية للرئيس الفرنسي ما زالت قائمة في موعدها، لكن من الأفضل أن يصار التحضير لها في إحداث خرق يسبق مجيئه على الأقل لجهة مبادرة الرئيس عون إلى تحديد موعد لإجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة”.
وشددت المصادر على أن “الوقت ليس لمصلحة المنظومة الحاكمة أو القوى السياسية المعارضة، ورأى أنه من غير الجائز عدم مبادرة الجميع إلى ملاقاة ماكرون في منتصف الطريق، وهذا لن يتحقق إلا بإقرار عون وفريقه السياسي بأن تذرّعه في تحديد موعد لبدء الاستشارات النيابية الملزمة في إجراء مشاورات سياسية تسبقها لتسهيل عمليّتي التكليف والتأليف ليس في محله، خصوصاً أن هذه المشاورات ليست ظاهرة للعيان”.
ولفتت المصادر إلى أن “جميع الجهات أكانت محسوبة على الموالاة أو المعارضة باتت مأزومة وأن النكبة التي حلت ببيروت باتت تحاصرها وأصبحت عاجزة عن الخروج منها، وهذا ما برز من خلال إحجامها عن النزول إلى الشارع على الأقل للتضامن مع المنكوبين الذين فاجأتهم كارثة الانفجار المدمّر في مرفأ بيروت”، مشيرا إلى أن “الطبقة السياسية باتت محاصرة ولم يعد أمامها من مفر إلا بتسهيل مهمة ماكرون المدعومة من المجتمع الدولي، وهذا يتطلب منها أن تتوارى على الأقل مرحلياً عن الحضور بكل ثقلها في الحكومة الجديدة أو بأسماء مكشوفة في انتماءاتها لأن المزاج الشعبي ليس في وارد أن يبلعها”. ورأت المصدر أنه “لا مصلحة للقوى السياسية التقليدية أن تتعامل مع النصائح التي أسداها لها في جولته الأولى وكأنها لم تكن، وجميع هؤلاء في حاجة إلى تعويم”، مبينا أن “مجرد إشعارها ماكرون بأنها ما زالت تتموضع في المربّع الأول قد يضطر إلى إعادة النظر في عودته إلى بيروت على وجه السرعة”.
وزار ماكرون بيروت، وكان أول رئيس في العالم يفعل ذلك بعد الانفجار، ووعد الشعب اللبناني بأن المساعدات الإنسانية ستأتي لكنه شدد على الحاجة لإصلاحات سياسية جذرية لحل مشاكل البلاد وضمان دعم أطول أمدا.