>> محاولات لنشر الفوضى في المنطقة الحدودية مع المغرب من خلال التنظيمات الإرهابية
>> الإرهابيون يستغلون الأزمة لاختراق المنطقة التي نجحت المغرب في تأمينها وجعلها جدارا منيعا لعقود طويلة ضد الإرهاب العابر للحدود
>> عناصر “البوليساريو” انضموا في السنوات الأخيرة إلى تنظيمي “القاعدة” و”داعش” في منطقة الساحل والصحراء
>> متطرفون ينشرون تسجيلات صوتية يبغون فيها نيل الشهادة في المغرب
تواصل جبهة االبوليساريو محاولاتها للتصعيد في الصحراء المغربية بعد الهزيمة المذلة في معبر الكركرات، لإبقاء الفوضى مُتقدة في المنطقة الإستراتيجية، فاتحة بذلك الأبواب لعناصر متطرفة تبحث عن منافذ للتسلل إلى المنطقة وهي عناصر أثبتت الشواهد الميدانية في بؤر الصراع في الشرق الأوسط أنها تتغذى على الفوضى وهي أفضل بيئة لها للتشكل وإعادة تنظيم صفوفها.
وليس غريبا أن يُعبّر متشددون دينيا عن استعدادهم للانضمام للجبهة الانفصالية ودعمها في مواجهة القوات المغربية التي أمّنت المنطقة وشكلت طيلة عقود جدارا منيعا ضدّ الإرهاب العابر للحدود.
ومحاولة متطرفين الالتحاق بميليشيات البوليساريو ليس قناعة ولا إيمانا بما تقول الجبهة إنه “نضال من أجل التحرر وتقرير المصير” بل عملية بحث عن موطئ قدم في منطقة ضلت عصية على الاختراق بفضل جهود مغربية لم تهدأ رغم التحديات الأمنية في المنطقة.
وقد أحيى انتهاك البوليساريو لوقف إطلاق النار وإعلانها “حربا مفتوحة” تحت مسمى الكفاح المسلح وهي العبارة التي تستخدمها قيادة الجبهة التي وفرت لها الجزائر اقامات فاخرة بعيدا عن حرّ الصحراء ونيرانها، رغبات متطرفين يُمنّون النفس بالانتقام من المغرب الذي حاصر الإرهاب وفكك عشرات الخلايا الإرهابية في عمليات أمنية ناجحة سلطت الضوء في الوقت نفسه على التحركات المشبوهة في مناطق البوليساريو.
وليس خافيا أن المئات من عناصر البوليساريو التحقوا في السنوات الأخيرة بصفوف تنظيمات جهادية في منطقة الساحل والصحراء وأساسا لفروع القاعدة التي تنشط بكثافة في منافسة مع الفرع الإفريقي لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” الوليد في المنطقة من رحم الانشقاقات في القاعدة.
وأشار تقرير لموقع ‘هسبرس’ المغربي اليوم إلى رصد تسجيلات صوتية لمتطرفين عبر منصات التواصل الاجتماعي “يبتغون فيها الشهادة في الأراضي المغربية”.
وبحسب المصدر ذاته ظهر شخص صحراوي يدعى عثمان عبدالمولى في شريط فيديو تحت عنوان “الويل للغزاة.. لقد جاؤوا أولاد الصحراويات”، موجها رسالة للمغرب مفعمة بمنطق التطرف والإرهاب، مضيفا أن هناك عدد من الموالين للبوليساريو مستعدون وجاهزون لتنفيذ أعمال انتقامية.
وفي السياق ذاته ورد تسجيل صوتي من ليبيا يدعو “أبناء الصحراء إلى الجهاد والدفاع عن أرضكم وعرضكم.. لا رجوع لا رجوع”.
وتحدث التقرير عن أكثر من تسجيل صوتي منسوب لمتطرفين في ليبيا ومالي واليمن تتضمن تأييدا للبوليساريو واستعدادا للدعم اللوجستي وللقتال.
وسبق للمغرب أن حذّر على لسان مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية عبدالحق الخيام من تنامي النشاط الإرهابي في منطقة المغرب العربي تحديدا بسبب عمليات الاستقطاب للمتطرفين ومنهم من ينتمون لعصابة البوليساريو.
ولم تكن تصريحات خيام السابقة مجرد تكهنات بل بناء على معطيات دقيقة وتطابق في مضمونها مع تقارير مراكز تتابع شؤون جماعات تكفيرية مسلحة تنشط في منطقة الساحل والصحراء، كانت قد أشارت إلى العناصر المتطرفة في جبهة البوليساريو.
والواقع أن التطرف ليس طارئا داخل الجبهة الانفصالية التي تتغذى من أنشطة التهريب والجريمة المنظمة ومن تجارة المخدرات ومن نهب أموال المساعدات الإنسانية الأممية والدولية للمحتجزين في مخيم تندوف وهو ملف كان يفترض أن يفتح منذ سنوات، لكن الجزائر لعبت دورا مهما في توفير غطاء سياسي وفي تسويق مظلومية زائفة لميليشيات تعتاش على مآسي الصحراويين.
وقد حفلت وكالة الأنباء الصحراوية المنصة الإعلامية لجبهة البوليساريو بأنباء تفيد في مجملها بحرب مفتوحة في الصحراء المغربية على اثر تحرير الجيش الملكي المغربي لمعبر الكركرات وطرد ميليشيات الجبهة منه وإعادة فتحه أمام حركة التجارة، مرسلة إشارات تعبئة بأخبار معظمها كاذبة.
وهذا أمر طبيعي بالنسبة للكيان غير الشرعي الذي يروج لحرب مفتوحة ويغري آلاف الصحراويين من المغرر بهم أو ممن يحتجزهم في مخيم تندوف المعقل الذي أبقته الجزائر في الظل بعيدا عن عيون الإعلام وفي عزلة عن العالم الخارجي بكل ما فيه من مآس إنسانية وظلم وتهميش وتجويع تحت حراب الميليشيات.
وذكرت وكالة الانفصاليين أن الأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي أكد يوم استمرار “الكفاح المسلح”، مضيفا أن “هذه المرة لن تكون بطرق سلمية كما كان عليه الوضع سابقا”.
وعلى مسار مواز أدان البرلمان الجزائري طرد المغرب لميليشيات البوليساريو والتمس الأعذار للجبهة، فيما أشار تقرير روسي إلى أن العشرات من الصحراويين من أبناء الجبهة الذين يدرسون في الجزائر يتلقون تدريبات على القتال ويستعدون للتطوع في ما سماها إبراهيم غالي بـ”الحرب المفتوحة”.