التكافل الاجتماعي والإنساني

آخر تحديث : الثلاثاء 1 ديسمبر 2020 - 8:50 صباحًا
بقلم: العارف بالله طلعت
بقلم: العارف بالله طلعت

من خلال التكافل والتعاون الإجتماعي يعيش الإنسان في ظل مجتمع كبير يتكون من العديد من الأفراد الذين تجمع بينهم علاقات متنوعة حيث لا يستطيع الإنسان العيش بمعزل عن الناس فلتعاون والتكافل في المجتمع العديد من الآثار التي تعود على المجتمع بالإيجابيات والخيروقوة المجتمع واستحالة تفككه وانهياره حيث يحس الإنسان بأخيه الإنسان.

فالغني يعطي الفقير وتقضى الحوائج دون الشعور بالذل والإهانة حيث يعتبر التعاون فعلاً جماعياً يشمل العديد من الأشخاص وتوفير الوقت وتنظيمه وتوفير الجهد والنجاح والتفوق وتوطيد المحبة والمشاعر الجميلة في النفوس. نيل رضا الله سبحانه وتعالى وبالتالي الشعور بالراحة النفسية والسعادة والطمأنينة وتخفيف الأعباء والظلم عن الناس المستضعفين والمظلومين وإتقان العمل وتصليح التالف من الأغراض للجيران ومساعدة الآخرين سواء كانوا أقرباء أم جيران بالمال عند تعرضهم لمشكلات مادية كبيرة وقضاء الديون عن الناس المحتاجين دون علمهم ومساعدة الطلاب الضعفاء على التعلم في المواد الدراسية لتحسين أدائهم المدرسي وذلك بمساعدة الأشخاص المختصين والأساتذة وزيارة المرضى وقضاء حوائجهم والوقوف معهم حتى يتمكنوا من الشفاء والتمتع بالصحة من جديد ومساعدة كبار السن.

يعد التضامن الاجتماعي والإنسانى مظهر من مظاهر التعاون والتنسيق بين أفراد المجتمع لمواجهة هذه الأزمة الإنسانية وفيه تحقيق لبعض صور التكافل الاجتماعي وتعزيز لقيمة التعاون بين أفراد المجتمع إعمالا لمبدأ التضامن الدولي الذي أكدت عليه المواثيق الدولية لحقوق الإنسان وتعاليم الدين الإسلامي.ومن مظاهره تقديم العون والمساعدة للفئات الاجتماعية الأكثر هشاشة في مثل هذه الظروف بالتضامن والقيم الإنسانية النبيلة وحسن التدبير والاحتياطات الاحترازية والوقائية في مختلف مراحل تطور فيروس كورونا وفي ظل هذه الظروف الصعبة والاستثنائية.

و لا ننسى حملات التضامن التي أعلن عنها عدد من الشباب لمواجهة تداعيات فيرس « كورونا » خصوصا بعد قرار إغلاق المطاعم والمقاهي والأماكن الرياضية والترفيهية.شباب يوزعون منتوجات غذائية على أُسر أحيائهم الفقيرة ونشطاء يتكلفون بمساعدات مالية لفائدة مواطنين آخرين فقدوا عملهم.تضامن انخرط فيه الجميع لم يقتصر على فئة دون أخرى. وتفاعلا مع مجموع هذه المبادرات المواطنة والمسؤولة وجب التذكير بأن التضامن ليس فقط مجرد واجب شرعي و أخلاقي وإنما هو واجب دستوري على الجميع أن يتحمل بصفة تضامنية وبشكل يتناسب مع الوسائل التي يتوفرون عليها.

إن هذه الأوقات العصيبة هي اختبار لإنسانية الإنسان وتواضعه وحقيقة الإيمان وأثره وتعظيم الشعائر الدينية وتأثيرها هل ننجح أم نفشل؟ . إننا ننادي بتحقيق المصالحة بين الإنسان ونفسه وبين الإنسان والإنسان وبين الإنسان والطبيعة من خلال تعميق الشعور بمسؤولية الإنسان تجاه البيئة وحمايتها والتقليل من التلوث بأنواعه ومن سائر أنواع التعديات وتعزيز المسؤولية المؤسسية للعمل على زيادة الإنفاق على البحث العلمي في مجتمعاتنا المعاصرة.

ان وباء كورونا جعل المجتمع متضامنا ومتآزرا أكثر من أي وقت مضى مما يجعلنا واعون بإمكانية بناء مستقبل البلاد بطريقة مغايرة وصحيحة أكثر عدلا إنها لحظة تاريخية من قيم التضامن وعلينا أن نستحضر المصلحة العامة ومصلحة الوطن وجعلها فوق كل الاعتبارات. فبالالتزام بالتدابير الصحية وبالتضامن المجتمعي والإنسانى يمكن الانتصار في مواجهة جائحة كورونا.وإن تعزيز مفهوم التضامن في المجتمع ونشره كقيمة سلوكية هو مسؤولية المجتمع بمختلف شرائحه هيئات وجماعات وأفرادا وبمقدار ما يتم تعزيز هذه القيمة بقدر ما يحقق المجتمع وحدته وتماسكه وقوته لمواجهة هذه الظروف الصعبة فالإنسان بمفرده لا يستطيع مجابهة أي خطر دون وجود من يسانده ويدعمه.

رابط مختصر
2020-12-01
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر