دراما أبريل.. طعن في شرف المجتمع!!

آخر تحديث : الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 4:32 مساءً
بقلم: حاتم عبد القادر
بقلم: حاتم عبد القادر

ينتظر المسلمون في كل بقاع الأرض قدوم شهر رمضان المبارك مرة كل عام، لينالوا بركته وعظيم غفران الحق تبارك وتعالى خلال الشهر الكريم.

وشهر رمضان هو الشهر الوحيد الذي تعددت صفاته لكرم الحق تبارك وتعالى على عباده خلاله، فهو الشهر المبارك والمعظم والكريم والفضيل.. كيف لا؟! وهو الشهر الذي تعتق فيه الرقاب من النار، وتستجاب فيه الدعوات.. كما أنه الشهر الذي يتسابق فيه المسلمون في طاعة الله وعبادته.

ومع تقدم وسائل الإعلام والنشر اعتادت مؤسسات البث التلفزيوني في جميع الدول العربية والإسلامية على إنتاج محتوى إعلامي يتم بثه من خلال التليفزيون أو الإذاعة خلال شهر رمضان من كل عام. وهذا المحتوى عبارة مسلسل اجتماعي أو تاريخي أو ديني، أو برنامجا ترفيهيا لا يؤذي مشاعر المشاهدين.

وكان ذلك المحتوى لا يمس حياء الأسرة أثناء مشاهدتها له، بل كان ينقل واقعا موجودا ويلمسه الجميع، وكانت الأخطاء أو السلبيات التي يتضمنها العمل يقدم المؤلف مع المخرج رؤية مشتركة لوضع المعالجة المطلوبة، وهي ما تعرف بالمعالجة الدرامية، وهذا هو الهدف الأسمى من العمل، وبهذا يكون العمل هادفا وحقق مغزاه من نشره على المجتمع. قس على ما سبق مختلف المحتويات الإعلامية الأخرى من برامج أو حتى محتويات الترفيه، فلم يكن فيها التسفيه أو الابتذال.

أما اليوم، فحدث ولا حرج من كمية الإسفاف والتسفيه من نشر مسلسلات وأعمال درامية تذاع في شهر رمضان المعظم، وليس لها أي علاقة بخصائص الشهر الفضيل، ولا تقترب من واقع المجتمع بأدنى صلة.

فنرى مسلسلات العري، والرقص، وأعمال العنف والبلطجة، والزنا، والدعارة، والخيانة الزوجية، والقتل وجميع مظاهر العنف بحجة أن المؤلف ينقل من واقع المجتمع، ولم يدري أنه قد طعن في شرف المجتمع واتهمه بما ليس فيه.

لقد نفذ صبر المجتمع على نوعية تلك الدراما التي انتشرت في السنوات الأخيرة وكلها من نوعية واحدة، وأصبحت رافدا تعليميا هابطا (كرد فعل) يؤثر في سلوكيات الشباب والأطفال، فقد انتشرت مصطلحات تلك المسلسلات وأفعالها بين الشباب، وبدأ الأطفال ينشئون عليها، دون أي رد فعل من صاحب القرار التنفيذي بإيقاف تلك الأعمال أو مراجعتها قبل بثها.

لقد انتفضت وسائل التواصل الاجتماعي هذا العام وفي بدايات الشهر الفضيل واشتعل صراخها بسبب تلك الدراما التي يجب أن تكون الفصل الأخير في مسرحية ذات عرض مستمر منذ سنوات.

كنا نتمنى أن نصف تلك الدراما بـ”دراما رمضان”، ولكن كيف ونوعيتها لا تتناسب أبدا مع طبيعة الشهر ولا روحانياته ولا عباداته.. فهل أعمال الزنا والدعارة والخيانة والبلطجة والعنف من سمات الشهر الفضيل؟!!

لا مناص من تسميتها “دراما أبريل” حيث تزامن قدوم شهر رمضان المعظم مع شهر أبريل لهذا العام الميلادي؛ وذلك تقديرا وتوقيرا للشهر الفضيل.

قديما، تجمعنا في شهر رمضان على مشاهدة أعمال هادفة، منها مسلسلات محمد رسول الله، والقضاء في الإسلام، وعمر بن العزيز، ورأفت الهجان، والمال والبنون، وليالي الحلمية وغيرها من الدراما الاجتماعية والتاريخية الهادفة، حتى البرامج وإن كانت ترفيهية، إلا أنها لم تكن مستفزة أو مبتذلة، أو محرضة على العنف كما يحدث من برنامج المدعو رامز جلال ومن على شاكلته.

الواقع الاجتماعي في مصر مازال بخير، والبلطجة ليست عنوانا لشباب مصر ورجالها الأحرار، والخلاعة والخيانة ليستا من صفات نساء مصر.

إن الأعمال التي تم بثها وما تضمنته من كلمات وعبارات خارجة عن نص الاحترام وأفعال مغايرة لواقعنا تستلزم وقفة جادة وقرار حاسم لمحاسبة القائمين على تلك الأعمال وألا تتكرر مستقبلا، مع وضع ضوابط ومعايير تتفق وتقاليد وأخلاقيات المجتمع.

رابط مختصر
2021-04-20 2021-04-20
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر