- اللواء طارق مرزوق مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون: الدولة تتكفل بجميع متطلبات النزلاء ومهمتنا الأساسية تحقيق الأمن لنفاذ العدالة الاجتماعية
>> حملة شاملة لتطعيم جميع نزلاء السجون ضد فيروس كورونا المستجد.. و5000 جرعة في المرحلة الأولى لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة
>> 1400 جرعة لتطعيم كامل الأطقم الطبية العاملة بمصلحة السجون
>> وزارة الداخلية تنفذ إجراءات صارمة للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا المستجد
>> عند ظهور أي اشتباه يتم العزل فورا وبدء العلاج طبقا للاتفاق المتبع مع وزارة الصحة
>> طبيب الأمراض الجلدية: يتم تعرض النزلاء للشمس والتهوية يوميا حفاظا على الصحة العامة
>> ندوات طبية متخصصة للتوعية بخطورة الأمراض المعدية وإدمان المخدرات
>> لدى مصلحة السجون 300 طبيب والعمليات الكبرى تجرى في المستشفيات المركزية للسجون أو الجامعية
>> انعقاد ندوات الوعظ الديني بشكل دائم وزيارة المكتبة مرة أسبوعيا
>> الترفيه وممارسة الرياضة جزء أصيل من حياة النزلاء
>> مصلحة السجون تساعد النزلاء في تعلم الحرف والصناعات اليدوية
>> شروط مشددة لسداد ديون الغارمين حتى لا تضيع حقوق العلاقات التجارية
يظن غالبية الناس أن الحياة داخل السجن هي عبارة عن حياة مقيدة للحرية وفيها الكثير من الاضطهاد ضد من يقضي عقوبة لجريمة ارتكبها، كما يعتقد الكثيرون أيضا أن حياة السجين ذاتها تعد كنوع من العقوبة أو أنها عقوبة إضافية لتلك التي قررها القضاء. ولعل ما ساهم في ترسيخ تلك الفكرة بعض الأعمال الدرامية في السينما والتليفزيون التي جسدت واقع السجن بالكثير من المهانة وانتهاك حقوق السجناء بالمعاملة السيئة التي تصل إلى حد الاحتقار والإذلال والعبودية وصلت إلى حد ادعاء البعض من منظمات حقوق الإنسان وبعض وسائل سواء في الداخل أو الخارج بقيام ممارسات التعذيب ضد السجناء، في محاولة واضحة من النيل من سمعة مصر في الخارج وتشويه متعمد لوزارة الداخلية.
ولعل الزيارات المتعددة والحوار مع السجناء بمنتهى الحرية يجعلنا تكشف تلك الادعاءات والمزايدات التي لا هدف لها إلا تشويه صورة رجل الشرطة وجهاز الشرطة بأكمله أمام المواطنين لكسر هيبة واحدة من أهم ركائز الدولة في حفظ الأمن والاستقرار المجتمعي. لقد تبين من تلك الزيارات المتعددة تطوير وزارة الداخلية للفلسفة العقابية والتي تراعي حق السجين في الحياة داخل السجن بكرامة وآدمية في إطار إعادة تأهيله ليخرج إنسانا صالحا يقبله المجتمع بعد انتهاء فترة عقوبته. ولعل من أبرز مشاهد مراعاة البعد النفسي للسجناء هو تغيير المصطلح نفسه إلى “نزيل” بدلا من مصطلح “مسجون”.
كما راعت وزارة الداخلية نواحي الترفيه والتثقيف وممارسة الهوايات وتعلمهم الأعمال والحرف التي تعينهم على أعباء الحياة بعد خروجهم من محبسهم.
“العربي الأفريقي” رصدت في آخر زيارة لها إلى سجن الفيوم العمومي حياة النزلاء بمختلف أنشطتها، والتفاصيل في السطور التالية:
بدأت الزيارة بمستشفى السجن وكان في استقبال الوفد اللواء طارق مرزوق، مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون، والذي شرح آخر جهود وزارة الداخلية في تطبيق أحدث نظم الفلسفة العقابية لنزلاء السجون المصرية وفقا للمعايير الدولية المتبعة.
وقد لوحظ انتظام العمل بالمستشفى في مختلف أقسامها طبقا للإمكانيات المتاحة.
هذا، ومن أهم ما تقوم به مستشفيات مصلحة السجون حاليا هو القيام بتطعيم النزلاء ضد فيروس “كورونا المستجد”، حيث أعلن اللواء طارق مرزوق مساعد الوزير لقطاع السجون بتوفير خمسة آلاف جرعة من لقاح سينو فارم (الصيني) وذلك في المرحلة الأولى للنزلاء والتي تم تخصيصها لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، على أن يتم تطعيم بقية النزلاء تباعاً.
كما أعلن “مرزوق” أنه تم توفير ١٤٠٠ جرعة من اللقاح لتطعيم جميع الأطقم الطبية العاملة بمصلحة السجون وتم تطعيمهم بالكامل.
وأوضح “مرزوق” أن تطعيم الأطقم الطبية العاملة في السجون كان إجباريا؛ نظرا لأن السجن مجتمع مغلق، ويجب الحفاظ على كل الموجودين داخله، كما أن اللواء محمود توفيق وزير الداخلية حريص على تطعيم جميع النزلاء حفاظا عليهم وعلى أن لا تنتقل إليهم العدوى بأي وسيلة.
وأوضح “مرزوق” أن هناك تشديدات وإجراءات صارمة في الوقاية من الإصابة بفيروس “كورونا المستجد”، وتم اتباع الإجراءات الاحترازية داخل السجون سواء بين النزلاء أو الزائرين، وأكد أنه ممنوع قيام أي زائر بالدخول دون ارتداء الكمامة الطبية، كما يتم قياس درجة حرارته بدقة، وفي حال أي اشتباه في إصابته يمنع دخوله نهائيا. وعن قواعد التباعد الاجتماعي، فهناك مسافة متر على الأقل بين النزيل وزائره وحاجز معدني بينهما (سلك حديدي).
وأضاف “مرزوق”: أنه في حال ظهور أي اشتباه في الإصابة بفيروس كورونا المستجد بين النزلاء يتم عزله فورا والبدء في علاجه حتى التأكد من حالته الصحية بدقة متناهية.
وأكد “مرزوق” أن السجون تطبق معايير الإجراءات الاحترازية، علاوة على اتباع طرق النظافة والتطهير والتهوية والتعرض للشمس يوميا، وفي حال ظهور أي أعراض أو اشتباه يتم التنسيق مع وزارة الصحة طبقا للاتفاق المبرم معها في هذا الشأن.
وقال “مرزوق”: إننا في مجتمع السجون قد نكون أفضل حظا من الخارج في شأن الإصابة بفيروس كورونا المستجد، نظرا لاتباعنا الإجراءات الاحترازية التي حددتها وزارة الصحة، ولأن الناس في السجون قليلي الاختلاط، كما أن لدينا سيطرة على الزائرين من الخارج وعلى السجناء في الداخل.
وبالمرور على مختلف أقسام مستشفى سجن الفيوم العمومي، تبين عمل مختلف الأقسام بانتظام، وبمناقشة مدير المستشفى لوحظ أن هناك طبيب متخصص في الأشعة، رغم ندرة التخصص، فقد شاهد الوفد الصحفي والحقوقي عمل عيادات الباطنة والأسنان والعلاج الطبيعي والاستقبال.
وفي قسم الأشعة أفاد مسؤول القسم أن الأشعة يتم تحميضها أوتوماتيكيا، وأن جهاز الأشعة الموجود لديه إمكانية إظهار حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
وبمناقشة عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان دكتور صلاح سلام لطبيب الأمراض الجلدية في مستشفى سجن الفيوم العمومي دكتور موسى عزيز أوضح الأخير أن مرض الجرب لم يعد منتشرا بالصورة القديمة بين النزلاء، وفي حال ظهور أي حالة يتم علاجها بأفضل أنواع الأدوية اللازمة للعلاج، مع استخدام صابون الكبريت ومضادات الحساسية.
وأكد دكتور موسى عزيز أن النزلاء يتم تعرضهم للشمس صباحا بشكل يومي في إطار الحفاظ على الصحة العامة.
وفي إطار الحرص على تقديم الثقافة الطبية لمجتمع السجون يقوم مكتب المعني بالجريمة والمخدرات التابع لمنظمة الأمم المتحدة بتنظيم ندوات متخصصة في هذا الشأن للنزلاء، حيث يتم شرح أضرار تعاطي المخدرات وخطورتها، كذلك ندوات عن أمراض الإيدز وكورونا وغيرها من الأمراض الأخرى، وقد تبين مدى استيعاب النزلاء للتوعية وزيادة حصيلتهم الثقافية من خلال عقد مثل هذه الندوات.
وفي سياق الجولة الطبية أوضح اللواء طارق مرزوق أن العمليات الجراحية الكبرى يتم إجرائها في المستشفيات المركزية التابعة لمصلحة السجون أو المستشفيات الجامعية. وقال: لدينا ٣٠٠ طبيب في مختلف مستشفيات مصلحة السجون ويعتبر عدد ليس بالقليل لاحتياجات تلك المستشفيات.
وفي الجانب التثقيفي، شوهد انعقاد ندوات الوعظ الديني للنزلاء المسلمين وتتم في المسجد، وندوات للنزلاء المسيحيين في قاعة مخصصة لهم، علما بأن حضور مثل هذه الندوات اختيارياً بحسب رغبة النزيل.
كذلك هناك مكتبة السجن والمتضمنة كافة فروع المعرفة والثقافة، ويسمح النزيل زيارتها مرة أسبوعيا، حيث يتناوب على زيارتها جميع النزلاء من مختلف عنابر السجن لتكون متاحة للجميع.
وفي إطار الحرص على رعاية الموهوبين وتوفير الإمكانيات المتعلقة بمواهبهم فقد شوهد رسام قام برسم لوحات لرؤساء مصر السابقين منهم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والرئيس أنور السادات، كما قام برسم صورة مبدعة للرئيس عبد الفتاح السيسي، وكان يقوم بالانتهاء من رسمها.
وفي مجال الحرف والأعمال اليدوية يقوم نزلاء السجون بتصنيع بعض المنتجات اليدوية مثل التحف والانتكيات والمجسمات الخشبية وأعمال الجبسوم بورد ويتم بيعها وإيداع عائد البيع في حساب النزيل أو تسليمها لأقاربه.
وفي مجال الترفيه والتريض يسمح للنزلاء بممارسة الرياضة وبعض الألعاب مثل كرة القدم والبينح بونج والمشي وغيرها.
وفي أعقاب الزيارة التقى اللواء طارق مرزوق ووفد ممثلي الصحف الأجنبية وبعض المنظمات الحقوقية، حيث أوضح أن وزارة الداخلية تقدم رعاية صحية والقيام بعمليات الإصلاح والتأهيل في مختلف مجالات الحياة، حيث تتيح مصلحة السجون لنزلائها تعلم أي حرفة أو صنعة داخل السجن تمكنه من التكسب وتوفير عائد مادي يستفيد منه وأسرته، كما تعينه تلك الحرفة أو الصنعة على الحياة ومتطلباتها بعد الخروج من السجن.
ولفت “مرزوق” إلى أن الدولة تتكفل بجميع احتياجات نزلاء السجون من الأغذية والملابس بأنواعها وكذلك أدوات العناية الشخصية.
وأكد “مرزوق” أن المهمة الأساسية لقطاع السجون هي تحقيق الأمن؛ حيث استأمننا المجتمع على تنفيذ العدالة الاجتماعية.
وعن كيفية الإفراج عن الغارمين والغارمات أوضح”مرزوق” أن هناك شروط يجب تحقيقها للإفراج عن الغارمين، وهي أن يكون الغارم مستحق لأن تتحمل الدولة سداد ديونه، حتى لا تضيع حقوق العلاقات التجارية؛ لأن هناك من يتعدون حدود الغارمين إلى مرحلة النصب، وهنا يكمن دور ضابط مباحث السجن فيقوم بدوره وعمل التحريات اللازمة عن مدى تأكد استحقاق الغارم أو الغارمة أن تتحمل الدولة سداد ديونهم كمن وقعت على إيصالات أمانة لتزويج بنتها وتعذرت في السداد فيما بعد.. لأن هناك من خرج من السجن في العفو وعاد مرة أخرى في قضايا شيكات فهذا لا ينطبق عليه وصف “غارم”.
واختتم اللواء طارق مرزوق حديثه مع ممثلي الوفد الصحفي والحقوقي بأن وزارة الداخلية لديها منظومة ثابتة لتطوير الرعاية الصحية، وتحسين الخدمات الطبية، ووسائل التأهيل والإصلاح وفقا للسياسة العقابية الحديثة.