قال مسؤول أممي، إن قوات الدفاع والجنود من البلدان المجاورة لجمهورية أفريقيا الوسطى، وغيرهم من أفراد الأمن، خاضوا “حربا غير متكافئة” ضد الجماعات المسلحة، مما حرّك “أزمة إنسانية غير مسبوقة”.
وفي جلسة عقدها مجلس الأمن يوم الأربعاء، أعرب الممثل الخاص للأمين العام، مانكور ندياي، الذي يرأس أيضا بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في البلاد (مينوسكا)، عن قلقه من هجوم عسكري مضاد ضد تحالف الوطنيين للتغيير – وهو تحالف من الجماعات المسلحة شن هجمات ضد القوات الموالية للحكومة قبل الانتخابات الرئاسية في كانون الأول/ديسمبر، والتي أعادت الرئيس الحالي فوستين أرشانج تواديرا إلى السلطة في 4 كانون الثاني/يناير.
وقال ندياي في إحاطته التي قدمها من داخل قاعة مجلس الأمن: “كانت النتيجة أزمة إنسانية غير مسبوقة مع موجات نزوح جديدة و57 في المائة من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية”.
وشدد الممثل الخاص للأمين العام على أن انتهاكات الحقوق واسعة الانتشار التي ارتكبتها القوات الحكومية في الآونة الأخيرة تشجع الجماعات المسلحة وتفاقم المخاوف من التطرف وتقوض أي فرصة لبناء الثقة بين المواطنين وقادتهم.
وحذر من أن “هذا اتجاه جديد، إذا لم يتوفر الحرص، فسوف يفسد التقدم الضئيل الذي تم إحرازه بشق الأنفس في السعي إلى التماسك الاجتماعي والمصالحة الوطنية”.
وأضاف أن القوات الثنائية لن تكون مفيدة إلا إذا ساهمت في حماية المدنيين من الجماعات المسلحة وخلق بيئة مواتية لحل سياسي دائم.
كما أفاد السيد ندياي بأن العنف الجنسي المرتبط بالنزاع كان في الربع الأول من هذا العام أعلى بخمس مرات من الربع الأخير في عام 2020.
وأشار إلى إنشاء لجنة تحقيق خاصة بشأن الانتهاكات التي ارتكبتها قوات جمهورية أفريقيا الوسطى وشركاؤها، قائلا إن بعثة مينوسكا تعتزم مواصلة توثيق انتهاكات الحقوق ليتم الإبلاغ عنها علنا “حفاظا على إطار للحوار الصريح والشفاف والبنّاء” مع السلطات.
وأضاف رئيس مينوسكا أن نهب وعسكرة البنية التحتية المدنية، مثل المدارس والمستشفيات، يعيقان الوصول غير الكافي بالفعل إلى الخدمات الأساسية، كما يقوض ذلك حماية المدنيين والمساعدات الإنسانية، وجهود السلام والاستقرار.
ولفت انتباه المجلس إلى تواتر الأجهزة المتفجرة التي يتم نشرها، والتي تقيّد حركة حفظة السلام، وتعيق الأنشطة الاقتصادية وتحد من تنقّل البعثة والجهات الفاعلة الإنسانية.
وأضاف يقول: “لقد شاركنا شواغلنا مع السلطات الوطنية ذات الصلة وشجعنا التصديق على الاتفاقيات الدولية ذات الصلة من أجل إيجاد آلية للوقاية من هذه الآفة ومكافحتها”.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن وجود القوات الدولية إلى جانب مينوسكا يقلل من فعالية البعثة، وأضاف أنه بدعم من المجلس، سيتخذ “تدابير فورية” لتهيئة الظروف المثلى بهدف تحسين الكفاءة وتعزيز أداء “الخوذات الزرقاء” التابعة للأمم المتحدة.
وأبلغ السفراء في مجلس الأمن أن مينوسكا تلقت تأكيدات بأن الرئيس قد أصدر تعليماته للقادة العسكريين في جمهورية أفريقيا الوسطى لاستكشاف طرق جديدة للعمل مع البعثة.