تحل علينا غداً الذكرى الثامنة لثورة الثلاثون من يونيو المجيدة ، و التى تعد نموذجاً فريداً للثورات الشعبية ، كونها تعد العلامة الفارقة في تاريخنا الوطني ، فقد كانت شرارة الإنطلاق و السبب في خروج مصر من نفق الظلام الدامس خلال فترة حكم جماعة الإخوان المسلمين ، وإستعادة روح السلام .
حيث قامت الجماعة الإخوانية لمدة عام كامل ، بنشر أتباعها ومعاونيها داخل جميع المواقع القيادية في الدولة بغرض السيطرة على أجهزتها ، في محاولة منها لتملك حكم مصر أبد الدهر ، فقامت بالعديد من التجاوزت في حق هذا البلد العظيم ، والذي بدأ بصياغة الدستور بشكل يفتقر للتوافق الوطني ، نتيجة إستحواذ أعضاء حزب الحرية والعدالة على لجنة صياغة الدستور ، والذي أدى بدوره إلى إنسحاب ممثلي الكنائس وبعض التيارات الليبرالية من اللجنة.
كما تم التعدي على السلطة القضائية بالدولة وعدم إحترامها ، و إستبعاد النائب العام ، هذا بالإضافة الى إصدار عفو رئاسي عن أعداد كبيرة من الإرهابيين و الجهاديين المسجونين في قضايا تمس الأمن القومي ،ولم تقف جماعة الإخوان عند هذا الحد ، ولكن سعت نحو تغيير هوية مصر الثقافية، فمنعت عروض الباليه بالأوبرا ، و حولت قصور الثقافة إلي منابر إخوانية ، كما إنها زرعت أتباعها داخل المؤسسات الصحفية والإعلامية ،
أما على الصعيد السياسي الخارجي فقد تأثرت علاقة مصر بمعظم دول العالم العربي ، إضافة إلى أزمة سد النهضة التي تم بث الإجتماع الخاص بها على الهواء مباشرة وهو مايعد خطأ فادح جسيم كونها مسألة أمن قومي ،
وحدث أزمة إقتصادية كبيرة في توفر السلع الغذائية و نقص البنزين وأنابيب البوتاجاز و الكهرباء ، و إنتشرت الفتنة والفرقة والكره داخلياً بين أبناء الوطن ، مما دفع جموع الشعب المصري للخروج عن صمته و التعبير عن غضبه الشديد وإعلانه عن رغبته الجامحة نحو تغيير مجري التاريخ و التخلص من حكم الإخوان المسلمين ،
ليسطر التاريخ ثورة ٣٠ يونيو المجيدة، و تنطلق بلادنا الحبيبة نحو مسيرة حافلة من البناء والإعمار والإزدهار والتنمية في ظل فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي ،الذي إستجاب بدوره سريعاً فور نداء الشعب بعزل رئيس جماعة الإخوان ، وأعلن خارطة الطريق لاسترداد مصر ،
فعمت الفرحة ميادين مصر معلنة للعالم أن ثورة 30 يونيو هي إرادة شعب عظيم إنتصر لنفسه و هزم كل المؤامرات . وقد صدق السيد الرئيس حين قال “سيتوقف التاريخ كثيرًا أمام ثورة 30 يونيو المجيدة، وستظل حية فى ذاكرة كل الأجيال، بما رسخته من مبادئ العزة والكرامة والوطنية والحفاظ على هوية مصر الأصيلة من الاختطاف”.
ليكون لنا إحتفالاً رسمياً سنوياً في الثلاثون من يونيو من كل عام نخلد فيه ذكرى تلك الملحمة الشعبية العظيمة ، مستمرين في مساندة الوطن الغالي ، متعاهدين على العمل والبناء ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية ونحن مجتمعين على قلب رجل واحد. كل عام و مصر وأبناء شعبها بكل خير وسلام . تحيا مصر .. تحيا مصر.. تحيا مصر.
*كاتبة المقال: مدير عام مساعد بإحدى شركات وزارة البترول والثروة المعدنية.