يبدو أن العلاقات السعودية التونسية دخلت منعرجا جديدا من التوافق والتكامل ويظهر ذلك جليا من الدعم القوي الذي توفره المملكة العربية السعودية لتونس خاصة بعد الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد يوم 25 يوليو الماضي. وقد ثمن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في اتصال هاتفي بالرئيس التونسي الجمعة، “الخطوات التي أقدم عليها قيس سعيّد”، في إشارة إلى التدابير الاستثنائية وذلك وفق الرئاسة التونسية.
وقرر قيس سعيد في 25 يوليو إقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي، وتجميد اختصاصات البرلمان لمدة 30 يوما، ورفع الحصانة عن النواب، ولاحقا أصدر أوامر بإقالة مسؤولين وتعيين آخرين.
وقالت الرئاسة التونسية في البيان، إن العاهل السعودي جدّد خلال الاتصال “التأكيد على دعم المملكة لتونس في كافة المجالات، وحرصها على مواصلة الوقوف إلى جانب الشعب التونسي وتقديم دعم صحي إضافي”.
وأضافت “بارك الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، خلال المحادثة، الخطوات التي أقدم عليها رئيس الجمهورية (التونسي)”.
ووفق الرئاسة التونسية، “كانت هذه المحادثة فرصة، أيضا، للتأكيد على الحرص المشترك على توطيد علاقات التعاون والتآزر الوثيقة والراسخة بين الجمهورية التونسية والسعودية”. من جانبه، توجه سعيّد لملك السعودية “بالشكر على مبادرته النبيلة بمواصلة دعم جهود تونس في مواجهة جائحة كورونا، والتي رسّخت روابط الأخوة الصادقة وقيم التآزر والتضامن القائمة بين البلدين والشعبين الشقيقين”.
وأظهرت السعودية إضافة إلى عدد من الدول الخليجية والعربية دعما غير محدود لتونس حيث قدمت المملكة مساعدات طبية ومليون جرعة تلقيح في يوليو الماضي.
كما ادى وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان زيارة الى تونس والتقى الرئيس التونسي حيث اكد دعم المملكة للشعب التونسي ولقرارات الرئيس.
وكانت السعودية من أولى الدول التي أيدت إجراءات قيس سعيد حيث قالت خارجية المملكة ” ان الرياض تؤكد ثقتها في القيادة التونسية في تجاوز هذه الظروف وبما يحقق العيش الكريم للشعب التونسي الشقيق وازدهاره”.
وطالبت الخارجية السعودية حينها المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب تونس في هذه الظروف لمواجهة تحدياتها الصحية والاقتصادية.
ولم تنظر السعودية بعين الرضا لفترة سيطرة حركة النهضة الإسلامية على الحكم طيلة 10 سنوات بطريقة أو بأخرى حيث ترى الرياض في الحركة امتدادا لتنظيم الإخوان المسلمين الذي تصنفه إرهابيا.
لكن حركة النهضة تؤكد دائما أنها حزب تونسي ولا علاقة لها بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين في محاولة لتطمين دول الخليج وعلى رأسها السعودية لكن يبدو أنها لم تنجح في ذلك. ويرى مراقبون أن السعودية ترى في النهضة احد اذرع المحور التركي القطري في منطقة شمال إفريقيا وان خسارة النهضة للسلطة يعني هزيمة جديدة لهذا المحور وبالتالي فان الرياض تريد إنجاح القرارات التي اتخذها قيس سعيد وستعمل على تقديم مزيد من الدعم الاقتصادي في ظل أزمة مالية حادة تمر بها تونس.