بعد قلق أميركي شديد، عبرت فرنسا وألمانيا وبريطانيا في بيان مشترك عن قلقها العميق اليوم الخميس بشأن تقرير ذكر أن إيران سرعت معدل تخصيب اليورانيوم لتقترب من النسبة المطلوبة لصنع أسلحة نووية، قائلة إن هذا يشكل انتهاكا خطيرا لتعهداتها.
وذكر البيان المشترك لوزراء خارجية البلدان الثلاث والذي أعلن في ألمانيا “يتعين على إيران وقف انتهاك خطة العمل الشاملة (الاتفاق النووي) على الفور”.
وأضاف البيان “نحث إيران على العودة إلى المفاوضات في فيينا في أقرب وقت ممكن بهدف اختتامها على نحو سريع وناجح. شددنا مرارا على أن الوقت ليس في صالح أحد”.ذ
ويبدو أن أنشطة إيران النووية التي تجاوزت الحد المنصوص عليه في اتفاق 2015 باتت مصدر قلق دولي، لاقترابها من المستوى المطلوب لصنع سلاح نووي، ولا تزال الدول الممضية في خطة العمل المشتركة تخطو خطوات محدودة في ردع الأنشطة الإيرانية المشبوهة، بينما يستدعي ذلك إجراءات صارمة لوقف تمادي الجمهورية الإسلامية التي تواصل عمليات تخصيب اليورانيوم بلا حدود على الرغم من التحذيرات المتكررة.
كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة ذكرت في تقرير يوم الثلاثاء اطلعت عليه رويترز أن إيران سرعت وتيرة تخصيب اليورانيوم.
يأتي ذلك بينما أعربت الولايات المتّحدة الاربعاء عن قلقها البالغ إزاء ما أعلنته الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤخّراً من أنّ إيران أحرزت تقدما في إنتاج اليورانيوم المعدني المخصّب، مطالبة الجمهورية الإسلامية بالعودة إلى طاولة المفاوضات.
وفي 2015 أبرمت إيران اتفاقاً مع الدول الكبرى ينصّ على تخفيف العقوبات الغربية والأممية المفروضة عليها بسبب أنشطتها النووية مقابل التزامها بعدم السعي لامتلاك سلاح ذري وخفض أنشطتها النووية الموضوعة تحت رقابة صارمة من الأمم المتحدة.
وبالتالي تعهّدت طهران بموجب هذا الاتفاق بعدم إنتاج يورانيوم مخصّب.
لكنّ إيران قالت في وقت سابق من هذا العام إنّها بدأت بإنتاج اليورانيوم المعدني لأغراض بحثية، وهو موضوع حسّاس لأن هذه المادة يمكن استخدامها في تصنيع أسلحة نووية.
وقالت الوكالة “في 14 أغسطس/آب 2021، تحققت الوكالة من أن إيران استخدمت 257 غراما من اليورانيوم 235 المخصب حتى 20 بالمئة في شكل رابع فلوريد اليورانيوم من أجل إنتاج 200 غرام من معدن اليورانيوم 235 المخصب حتى 20 بالمئة”، مضيفة أن هذه الخطوة الثالثة في خطة من أربع خطوات تعمل عليها إيران في هذا الإطار.
وباتت مفاعيل الاتفاق النووي الإيراني في حكم الملغاة عملياً مذ قرّر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سحب بلاده أحادياً منه وإعادة فرض عقوبات قاسية تسبّبت بأزمة اقتصادية ومعيشية حادّة في الجمهورية الإسلامية.
وأغضب سعي لإيران لتخصيب معدن اليورانيوم القوى الأوروبية الثلاث الكبرى (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) والولايات المتحدة لأن هذه التكنولوجيا ومعرفة كيفية إنتاجها يمكن أن تُستخدم في صنع المادة الرئيسية اللازمة لقنبلة نووية. وتشدد إيران على أن أهدافها النووية سلمية تماما وعلى أنها تطور نوعا جديدا من وقود المفاعلات.
وأبدى الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن الذي تولى مهامه في مطلع 2021، عزمه على العودة الى الاتفاق بشرط عودة إيران لاحترام التزاماتها والتي تراجعت عن غالبيتها اعتبارا من 2019 ردّاً على الانسحاب الأميركي منه.
وتخوض إيران والقوى الكبرى، بمشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات في فيينا تهدف لإحياء الاتفاق المعروف رسميا باسم “خطة العمل الشاملة المشتركة”.
ومباحثات فيينا متوقفة منذ تولّى الرئيس الإيراني الجديد المحافظ المتشدّد ابراهيم رئيسي مهامه في مطلع أغسطس/آب الجاري، دون دون تقدم يذكر في المفاوضات ولا مؤشرات على التوصل لاتفاق في القريب العاجل.