>> محللون أمنيون يؤكدون أنه لن يتم التخلص بسهولة من أوجه القصور العسكرية لدى موزامبيق التي سمحت للمتمردين بالسيطرة على الشمال
خرجت دوريات للقوات الرواندية إلى الشوارع التي أضرمت فيها النيران عندما كانت محاصرة من قبل المتشددين في شمال موزامبيق، وقالت إن المدينة أصبحت آمنة الآن لعودة المدنيين إلى هذه المنطقة الغنية بالغاز، رغم تحذيرات الأمم المتحدة من استمرار وجود تهديد من قبل المسلحين.
وقال رونالد رويفانجا المتحدث باسم الجيش الرواندي إنهم أعادوا بالفعل 25 ألفا إلى منازلهم، وإن العودة أصبحت آمنة تماما.
وتدخلت قوات متحالفة من رواندا وموزامبيق في يونيو لاستعادة السيطرة على مناطق في شمال كابو ديلجادو، وهي منطقة تضم مشاريع للغاز بقيمة 69 مليار دولار وكان المسلحون يستهدفونها منذ عام 2017.
وفي حين تقول حكومة موزامبيق إن المقاتلين طلقاء، وشجع مسؤولون المدنيين على العودة، إلا أن مسؤولين في الأمم المتحدة ليسوا واثقين من ذلك بشكل تام.
وذكرت وثيقة، أعدت في سبتمبر من أجل وكالات الأمم المتحدة وغيرها من وكالات الإغاثة، أنه ليس واضحا ما إذا كانت قدرات المسلحين قد انخفضت كثيرا.
وخرج الأطفال للعب في شوارع مدينة بالما الخميس، وعرض التجار بضائعهم في أكشاك البيع، وذلك بعد ستة أشهر من هجوم المسلحين على المنطقة حيث قتلوا العشرات من الأشخاص آنذاك وأجبروا عشرات الآلاف على الفرار.
إلا أنه على بعد 60 كيلومترا في ميناء موسيمبوا دا برايا -وهي مركز ضروري لتوصيل الشحنات إلى مشاريع الغاز- كانت الشوارع مهجورة إلى حد كبير وتحيط بها بنايات بلا نوافذ وأنقاض ومركبات عسكرية مقلوبة.
إلا أن محللين أمنيين يقولون إنه لن يتم التخلص بسهولة من أوجه القصور العسكرية لدى موزامبيق والتي سمحت للمتمردين بالسيطرة على الشمال.
ويبين المحللون أنه حتى مع وجود قوات أخرى هناك فإن الأمن ليس أمرا مؤكدا خارج المناطق الصغيرة التي تخضع لحراسة مشددة.
أما العائدون من المدنيين فهم مشغولون بشكل أكبر بالتفكير في من سيأتيهم بالوجبة المقبلة. وقال برنامج الغذاء العالمي هذا الأسبوع إن أول شحنة من المساعدات وصلت إلى بالما منذ هجوم مارس. هذا في الوقت الذي لا يزال فيه الكثيرون يتوجسون خيفة ولا يرغبون في العودة، بينما لا يزال نحو 750 ألف شخص مهجرين حتى هذا الشهر، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.