حالة من الترقب تسود سوق الطاقة في ظل انتشار السلالة الجديدة من كوفيد 19 “أوميكرون”، وانتقالها للعديد من البلدان. بحسب خبراء الطاقة من المرتقب عودة مؤشر الأسعار نحو الارتفاع مرة أخرى مطلع العام الجديد، الذي يحتمل أن يكون أكثر استقرارا من ناحية أسعار الطاقة. وتراجعت أسعار النفط، أمس الجمعة وسجلت أيضا خسارة أسبوعية، إذ أثار تزايد حالات الإصابة بسلالة أوميكرون المتحورة من فيروس كورونا مخاوف من قيود جديدة تضر بالطلب على الوقود.
وأنهت العقود الآجلة لخام برنت الجلسة على انخفاض 1.50 دولار بما يعادل اثنين بالمئة إلى 73.52 دولار للبرميل، فيما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.52 دولار أو 2.1 بالمئة إلى 70.86 دولار للبرميل. ونزل برنت 2.6 بالمئة على أساس أسبوعي، وهبط خام غرب تكساس الوسيط 1.3 بالمئة. تأثير المتحورات الجديدة في الإطار، قال خبير الطاقة اللبناني ربيع ياغي، إن المتحور الجديد يؤثر بشكل أكبر على الدول الأوروبية المستهلكة للنفط ومشتقاته.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن حظر التجول والحظر وعمليات الإغلاق الجزئية تؤثر بشكل كبير على أسعار النفط، خاصة حال حدوث خلل بين العرض والطلب نتيجة الإجراءات التي قد تتخذ.
وأشار إلى أنه من المحتمل تراجع الأسعار خلال الأيام المقبلة، حال استمرار تراجع الطلب، في حين أن توقعات العام المقبل تتوقف على قدرة “أوبك بلس” على الحد من زيادة الإنتاج، خاصة أن زيادة الإنتاج تؤدي إلى الاستقرار أو التراجع. ويرى أن الطلب على النفط في العام المقبل محتمل أن يصل إلى 99 مليون أو 100 مليون برميل يوميا، في حين أن الوفرة الموجودة تمثل نحو 97 مليون برميل.
صعود مرتقب
وأوضح أنه حال تجاوز تبعات المتحور الجديد أو عدم حدوث أي إغلاقات كبيرة يمكن أن تصل الأسعار لنحو 100 دولار.
استقرار الأسعار
من ناحيته قال محمد بنعبو، خبير الطاقة والمناخ المغربي، إنه عند معرفة حقيقة المتحور الجديد عرفت أسعار النفط عدة تقلبات، لكن بمجرد من التيقن أن هذا المتحور لن تكون له تبعات صحية سلبية على الوضع الصحي، وارتفاع عدد الوفيات، عادت الأسعار نحو الاستقرار مع تراجع المخاوف من أثر سلالة “أوميكرون” المتحورة من فيروس كورونا.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن العقود الآجلة لخام “برنت” صعدت بنسبة ضئيلة جدا وارتفعت معها العقود الآجلة لخام “غرب تكساس الوسيط” الأمريكي بعدما تراجعت الأسبوع الماضي.
وفيما يتعلق بالإغلاق الكلي واحتمالية العودة مرة أخرى له، وأثاره، أوضح أنها إغلاقات قطاعية أو تتعلق بوقف السفر وغلق الحدود مع الأخذ بعين الاعتبار جواز التلقيح والتحليلات المخبرية، حيث من الممكن أن نشهد إغلاقات بسبب الاحتفالات برأس السنة الميلادية، إلا أنه الجرعة الثالثة قد تمثل انفراجا وشيكا مع تعميمها على جميع بقاع العالم.
تذبذب الأسعار
ويرى أن تذبذبات الأسعار ستستمر مع ظهور متحورات جديدة، وعدم إقبال المواطنين على اللقاح مما يعطل عملية الحماية الجماعية تجاه الفيروس.
عوامل هامة
من ناحيته قال خبير الطاقة الجزائري بوزيان مهماه، إن أسعار برميل خامات النفط تبقى مرتفعة، خاصة في ظل الاستشهاد بما عرف بيوم “الجمعة الأسود” التي تراجعت فيها أسعار مختلف المواد الأولية، والتراجع الذي وصل إلى 9 دولارات، إلا أن الأسعار عادت إلى مستوى أعلى من 11 شهرا الماضية.