>> التأهيل والإصلاح الإنساني الشامل للنزلاء.. أحدث مهمات الشرطة المصرية
>> النزلاء يمارسون حياتهم اليومية بمنتهى الحرية والأمان
>> اهتمام خاص بذوي المهارات والمواهب الفنية
>> تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء.. وإنتاج مميزة من المصنوعات اليدوية والحرفية
>> تأسيس مستشفى تفوق في إمكانياتها المستشفيات الاستثمارية
>> الاهتمام بجمال البيئة الداخلية للمكان تجنبا لإيذاء الرؤية البصرية
تشهد جمهورية مصر العربية نقلة نوعية هائلة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي بدأ عهده بعدد كبير من المشروعات القومية الكبرى والتي يفتتحها يوما بعد آخر؛ لبناء مصر في جمهوريتها الجديدة ليلاحق التطور والحداثة العالمية في مختلف المجالات.
وفي واحدة من أهم القطاعات، كانت توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي لوزارة الداخلية بإصلاح السجون المصرية ومراعاة الحالة الآدمية للسجناء ومعاملتهم معاملة إنسانية ترقى إلى المستوى الحديث لتطوير فلسفة السياسة العقابية، لإعادة تأهيل السجناء وانخراطهم أفرادا صالحين أسوياء في المجتمع مرة أخرى.
وفي هذا الإطار، قامت وزارة الداخلية بقيادة اللواء محمود توفيق، بتنفيذ توجيهات الرئيس السيسي، وبدأت في تنفيذ عدد من مراكز التأهيل والإصلاح ليكون المسمى البديل للسجون، ليقضي به النزلاء عقوباتهم المختلفة (كل حسب قضيته).
وقد روعي في هذه المراكز أن تكون على أعلى مستوى من المعايير العالمية من حيث أماكن الإقامة والمعيشة والمستشفيات ودور العبادة وأماكن الرياضة والترفيه والمكتبة وممارسة الهوايات وأماكن الإنتاج المختلفة.
وترصد “العربي الأفريقي” في التقرير التالي أوجه الحياة الجديدة لنزلاء مركز الإصلاح والتأهيل في مدينة بدر بمحافظة القاهرة، للوقوف على آخر ما توصلت إليه هذه المراكز الإصلاحية التابعة لوزارة الداخلية والتي تعد أحدث صيحة لأماكن قضاء العقوبة في المنطقتين العربية والإفريقية.
وكان في استقبال الوفد الصحفي اللواء طارق مرزوق، مساعد وزير الداخلية لقطاع الحماية المجتمعية وعدد من قيادات القطاع وقطاع العلاقات والإعلام بالوزارة.
وبدأت الجولة بشرح تعريفي موجز اللواء طارق مرزوق، والذي أوضح أن المركز تم إنشائه على مساحة ٨٤ فدانا وبه كافة الخدمات والاحتياجات اللازمة للنزلاء أثناء فترة قضاء العقوبة.
وصرح “مرزوق” أنه كمواطن مصري قبل أن يكون مسؤولا فخور بالمستوى الذي وصلت إليه تلك المراكز الإصلاحية التي تهدف إلى إعادة تأهيل النزلاء ليخرجوا إلى المجتمع مرة أخرى مواطنين أسوياء يأمنهم المجتمع ليبدأوا حياة جديدة مع ذويهم ومختلف الناس.
وأوضح “مرزوق” أن مركز الإصلاح والتأهيل في مدينة بدر بالقاهرة ومركز وداي النطرون بمحافظة البحيرة تم إنشائهما في أقل من عام، وأنه جاري تنفيذ ٤ مراكز أخرى في مناطق مختلفة لتكون قريبة من أهالي النزلاء لتخفيف عبئ السفر والتنقل عند الزيارة.
بدأت الجولة بالمستشفى، والتي تم تأسيسها على أعلى مستوى من التجهيزات الإنشائية والأجهزة الطبية والمعملية، وغرف الكشف والعمليات، حيث رأينا مستوى يفوق مستوى المستشفيات الاستثمارية.. ليس هذا فحسب، فقد لوحظ مدى الاهتمام بالرؤية البصرية لرواد المستشفى، حيث تم تزيين الاماكن والطرقات بالتابلوهات والمناظر الطبيعية والورود والأزهار لإضفاء لمسة فنية وجمالية إلى المكان.
وقد تم إنشاء غرفة العمليات الكبرى بنظام الكبسولة المغلقة،. هي عبارة عن غرفة يتم دخول الهواء إليها من خلال فلاتر لتنقية الهواء الداخل والخارج من وإلى الغرفة، مما يمنع وجود أي ميكروبات في الغرفة أثناء إجراء العملية للنزيل. وفي بقية العيادات والأقسام روعي المواصفات ومعايير الجودة العالمية.
وفي غرفة الغسيل الكلوي يكون لكل نزيل شاشة تليفزيون خاصة به ليشاهد ما يرغب أثناء مدة الغسيل (٤ ساعات) وسماعة خاصة به حتى لا تتداخل أصوات الشاشات، فالغرفة تسع لعدد ٤ أفراد، كما هناك غرفة خاصة بالعزل في حال كان هناك أحد النزلاء مصابا بأحد الأمراض المعدية.
ويضم المستشفى مركز صحة المرأة، وهو الأول من نوعه في مراكز الاصلاح والتأهيل التابعة لوزارة الداخلية، ويهدف إلى الاهتمام بصحة النزلاء من السيدات، حيث به أحدث أجهزة الكشف عن الأورام والأمراض السرطانية، وكذلك جهاز قياس نسبة كثافة العظام. كما أن هناك وحدة للحضانات في حال كانت النزيلة لها مولود يحتاج الدخول إلى الحضانة. وهناك حضانة الأطفال من عمر عامين إلى ٤ أعوام لمن يضطرون إلى الإقامة مع أمهاتهم في مراكز الإصلاح والتأهيل.
وقد تم رصد قيام النزلاء بإنجاز بعض الأعمال الحرفية، حيث يقوم قطاع الحماية المجتمعية بوزارة الداخلية بتسويق منتجاتهم ووضع عائدها المادي في حسابهم. ومن تلك الأعمال إنتاج الملابس ذات التصنيع اليدوي وبعض المشغولات اليدوية كحلي النساء والميداليات والمفروشات وأعمال الحدادة والنجارة. وفي مجال الهوايات لوحظ الاهتمام بهوايات الرسم والغناء والعزف الموسيقي. كما يلقى النزلاء اهتماما كبيرا بفترات الترفيه وممارسة الرياضة.
وفي مجال الثقافة والتعليم، فهناك مكتبة تضم العديد من الكتب في مختلف المجالات يزورها النزلاء مرة كل أسبوع بالتناوب، وفي حال تسجيل النزيل لرسالة ماجستير أو دكتوراة تسمح له إدارة مركز الإصلاح بزيارة المكتبة حسب احتياجه. أيضا يضم المركز مسجدا لصلاة المسلمين من النزلاء والقاء محاضرات دينية من قبل الأئمة والوعاظ، وهناك قاعة كنسية للنزلاء للمسيحيين لممارسة شعائرهم الدينية ولقاءات وعظية من رجال الدين المسيحي.
أما بالنسبة للتغذية، فيقوم النزلاء بإنتاج الخبز البلدي، كما لدى المركز مطابخ مجهزة بأفضل الإمكانيات تقدم وجبات اللحوم والدواجن والأسماك وفاكهة الموسم بشكل يومي، وتقدم تلك الأغذية من إنتاج المزارع الخاصة بمراكز الإصلاح والتأهيل، محققين الاكتفاء الذاتي داخل المراكز.
وفي ختام الجولة أعلن اللواء طارق مرزوق أن مركز الإصلاح والتأهيل في مدينة بدر بصدد استقبال النزلاء الواردين من السجون القديمة بعد أن يتم إغلاقها نهائيا.