أعيد افتتاح المكتبة المركزية رسمياً اليوم بعد ان أعيد تأهيلها حديثاً. وتقع هذه المكتبة في ثاني أكبر جامعة على مستوى العراق وهي جامعة الموصل. تم الافتتاح بواسطة برنامج الامم المتحدة الانمائي وجمهورية المانيا الاتحادية إضافةً الى محافظة نينوى.
المكتبة المركزية بجامعة الموصل، التي كانت يوماً من الأيام مركزاً للمعرفة والثقافة، تركها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في حالة خراب تام. تأسست المكتبة عام 1921، وأصبحت تُعرف كواحدة من أغنى المكتبات في العراق، وتأتي في المرتبة الثانية بعد المكتبة المركزية في بغداد. لقد كانت خلية من النشاط وتضم ما يقرب من مليون مصدر ومورد. خلال احتلال داعش، تعرضت للقصف بالصواريخ ولحقت بها أضراراً بالغة، مما أدى إلى حرق ما يقدر بـ 8.000 إلى 10.000 كتاب ومخطوطة.
تقع المكتبة المكونة من طابقين بجوار المركز الطلابي المفعم بالحياة. اضافة الى ذلك فقد أُعيد افتتاح قاعة المسرح مؤخراً. يمكن للمكتبة الان أن تستوعب أكثر من 1.000 طالب في وقت واحد وتضم أكثر من 100.000 كتاب. تحتوي المكتبة على مساحات مخصصة للدراسة والاجتماعات وكذلك أجهزة الحاسوب ومعرض.
تم اليوم ايضاً إعادة افتتاح مبنى رئاسة محكمة الاستئناف الاتحادية في نينوى ومقرها في الموصل والذي يضم محكمة الاستئناف ومحكمة الأحوال الشخصية ومحكمة الجنح ومحكمة التحقيق ومحكمة العنف الأسري ومحكمة البداءة. وصممت هذه المنشآت القضائية لتضم 50 قاضياً و300 موظفاً إدارياً و50 فرداً من أفراد الأمن. ستتمتع المحاكم الست بالقدرة على التعامل مع حوالي 7.500 قضية شهرياً.
تقول السيدة زينة علي أحمد الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق: “إن إعادة افتتاح المكتبة المركزية ومبنى رئاسة محكمة استئناف نينوى الاتحادية يعتبر علامة فارقة مهمة في رحلة إعادة الحياة لهذه المدينة العريقة. نظراً للأهمية التاريخية للمدينة والدمار الكبير الذي طالها في ظل احتلال تنظيم داعش، وقد أعطى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الأولوية لجهود تحقيق الاستقرار وإعادة البناء في الموصل. واشعر بالفخر عندما أرى عدد الطلاب في الجامعة اليوم قد تجاوز معدلات التسجيل قبل احتلال داعش بنسبة قد تصل لأكثر من 40 بالمائة. ما نراه هنا اليوم ليس مجرد جامعة تنبض بالحياة، لكنها رمز لمدينة على درب التعافي من الصراع المدمر، ان ما نراه هنا اليوم هو الأمل والعزيمة والقوة التي تظل سمة لطريقة حياة اهل الموصل.“
قام برنامج إعادة الاستقرار للمناطق المحررة التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بإعادة تأهيل المكتبة المركزية بدعم مالي من جمهورية ألمانيا الاتحادية، والمقدم من خلال بنك التنمية الالماني. بينما تم تجهيز المكتبة بدعم من الحكومة الهولندية. كما يتم تمويل إعادة تأهيل محكمة الاستئناف الاتحادية في نينوى من قبل جمهورية ألمانيا الاتحادية، ويتم توفير الأثاث الخاص بالمحكمة من قبل أستراليا.
وتضيف السيدة زينة على أحمد: “لما كنا هنا اليوم لولا دعم أحد أقدم شركائنا، جمهورية ألمانيا الاتحادية. جنباً إلى جنب مع ألمانيا، قدمنا مساهمات هائلة لتحقيق الاستقرار في العراق. كما أود أن أغتنم هذه الفرصة لأشكر هولندا وأستراليا على تأثيث المكتبة المركزية ومحكمة الاستئناف الإتحادية في نينوى. هذا الجهد المشترك يؤكد مواصلتنا العمل معاً لدعم شعب العراق في المضي قدماً بشكل أفضل”
يقول السيد بيتر فيلتن، القائم بالأعمال بالنيابة في سفارة جمهورية ألمانيا الاتحادية في بغداد: “بتحدثي الى الناس في الموصل، اتفهم إلى أي مدى يعني لهم أن مكانين رئيسيين في حياة المجتمع قد قاما من الرماد كطائر العنقاء. يسر ألمانيا أنها ساهمت في إعادة تأهيل المكتبة المركزية لجامعة الموصل لأننا نريد للشباب في العراق أن يكونوا قادرين على بناء المعرفة والمهارات اللازمة ليساهموا بتشكيل العراق كدولة مستقرة وذات سيادة، وموحدة، وديمقراطية، وشاملة. وبالمثل، فإن المحكمة التي أعيد تأهيلها ترسل إشارة مطمئنة مفادها أنه على الرغم من كل الدمار الذي عانى منه اهالي الموصل، إلا أن سيادة القانون تسود في النهاية ”
تقول الدكتورة آنا كريستين يانكي، المديرة الاقليمية لمكتب بنك التنمية الألماني في العراق: “نحن مسرورون جداً لأن بنك التنمية الألماني بالنيابة عن الحكومة الألمانية، كان قادراً على تقديم الدعم المالي لإعادة تأهيل المكتبة المركزية. إنه لمن دواعي سروري أن نشهد إعادة افتتاح هذا المرفق ونتطلع إلى رؤية هذا المركز الهام للتعلم وتبادل المعرفة والتفاعل لإثراء الحياة الثقافية والأكاديمية في الجامعة”