>> عملية أمريكية للتقارب بين “حفتر” و”الدبيبة” وإخراج “باشاغا” من اللعبة السياسية
>> عقيلة صالح: لست طرفا.. والليبيون: التقارب حل تلفيقي لإطالة الأزمة
>> الأيام المقبلة ستشهد تعديلا طفيفيا على حكومة الدبيبة أو حكومة مصغرة لتسيير الأعمال
بعد سلسلة لقاءات نسقها وأشرف عليها السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند بين ممثلي طرفي النزاع بالشرق والغرب، أسفرت عن تقارب بين رئيس الحكومة الإنتقالية عبد الحميد الدبيبة وقائد عملية الكرامة خليفة حفتر وإخراج رئيس الحكومة المكلف فتحي باشاغا من اللعبة السياسية نهائيا.
كما وجد عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي نفسه هو الآخر خارج هذا الاتفاق، وقد سارع بالتصريح بأنه لم يكن طرفا في أي تقارب بين حفتر والدبيبة، معلنا عزمه تسمية المناصب السيادية.
هذا التقارب الغير منتظر الذي تبنته بعض الدول، يراه الليبيون حل تلفيقي ومؤقت ودوران في حلقة مفرغة لإطالة الأزمة الليبية، وقد يسفر خلال الأيام القادمة عن اتفاق بين العدوين المتقاربين حول تعديل طفيف لحكومة لدبيبة أو الإعلان عن حكومة مصغرة لتسيير الأعمال.
ولكن لماذا تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى اتفاقات مفخخة لن تستمر طويلا، سيما إذا توقفنا عند معسكر عبد الحميد الدبيبة المكون من ميليشيات مسلحة أغلبها مؤدلج وتخضع لفتاوى الصادق الغرياني المقيم في تركيا.. وهي نفس التشكيلات المسلحة التي دخلت في حرب ضروس مع قوات خليفة حفتر على تخوم طرابلس حين حاول دخولها لتحرير سكانها من سطوتهم.
كما يجمع الكثيرون أن هذا الاتفاق، جاء لتمرير مشروع “لجنة” لم يتم تسميتها بعد، خططت لها الولايات المتحدة الأمريكية لتتولى التحكم في إدارة المؤسسة الليبية للنفط والموارد المالية تمهيدا لفرض الوصاية على الشعب الليبي والاستحواذ على خيراته النفطية.
وهي خطة أمريكية لتحييد النفط الليبي وإخراجه من دائرة الصراع الداخلي، لتخفيف الضغط على الطلب العالمي وإيجاد مصادر بديلة للدول الأوروبية التي لم تعد قادرة على تحمل تبعات الحرب حتى لا تغير موقفها تجاه روسيا، وإن كان الحل مجرد مسكنات، لأن الغاز الليبي لن يعوض الصادرات الروسية. وهذا ما يفسر الدعوات المتكررة للسفير الأمريكي لدى ليبيا لحماية النفط وتحييده وإبقاء عائدات النفط الليبي بعيدة عن التجاذبات السياسية.
تنفيذ الخطة انطلق باستبدال رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله. وفي تغريدة للسفير الأمريكي ريتشارد نورلاند تؤكد إعلان أمريكا قبل أشهر عن مقترح لإدارة إيرادات النفط الليبي قال : “إن الجهود جارية بدعم دولي لإنشاء آلية بقيادة ليبية لتوفير الشفافية، فيما يتعلق بكيفية إنفاق عائدات النفط”.
قرار حكومة الوحدة الوطنية بتشكيل مجلس إدارة جديد برئاسة فرحات بن قدارة لاقى رفضا من مجلس النواب ومن مجلس الدولة، ليتفقا المعسكرين المتنافسين بشرق البلاد وغربها للمرة الأولى على موقف واحد على الرغم من اختلاف دوافعهما.
وأعلن “صنع الله” بدوره رفضه لهذه الإقالة، معللاً ذلك، بأن حكومة الدبيبة غير شرعية ولقد سقطت عندما رفع عنها البرلمان الثقة، معتبرًا أن وجوده صمام أمان للقطاع النفطي في البلاد.
ومن جديد تدخل السفير الأمريكي وأبدى قلقه البالغ أمام التطورات بشأن المؤسسة الليبية للنفط، داعيا في بيان صحفي إلى تجنب المواجهة المسلحة.
ويبقى السؤال، إلى متى سيستمر التقارب الهش بين من يمسك بمفاتيح الموانىء النفطية وبين من يسعى لإرضاء السفير الأمريكي لأجل البقاء، والحال أن المناوشات المسلحة مستمرة بين الجميع شرقا وغربا.
هذا ويشار إلى أن إحتياطي النفط الليبي يصل إلى 48 مليار برميل، ويبلغ احتياطها من النفط الصخري 26 مليار برميل ، (الأول عربيا والخامس عالميا من حيث الجودة).
ويبلغ احتياطي ليبيا من الغاز الطبيعي 55 تريليون قدم مكعب، ومن الغاز الصخري 122 تريليون قدم مكعب ( المرتبة الثانية أفريقيا ).