>>خبراء يتوقعون حدوث تسرب إشعاعي من محطة زابوريجيا في أوكرانيا
>> مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية: القصف الأخير للمحطة خارج عن السيطرة وخطير للغاية
>> جوتيرش في زيارة للمحطة لمحاولة تهدئة التوترات القائمة
>> ضربة صاروخية في مبنى التبريد يؤدي إلى تسرب إشعاعي في المنطقة المحلية ويلحق الضرر بالبلدان المجاورة
>> الهيئة النووية الأوكرانية: الضربات السابقة دمرت 3 أجهزة مراقبة للإشعاع
>> أستاذ بجامعة أوكسفورد: الخطر الإشعاعي المحتمل لن يكون بحجم كارثة تشرنوبل
>> سيتم إجلاء السكان المحيطين بموقع المحطة حال حدوث تسرب إشعاعي خطير
تصاعد المواجهة العسكرية بين الجيش الروسي والأوكراني قرب محطة زابوريجيا النووية، يمثل تهديدا خطيرا للموقف العسكري ولحظة محورية في الحرب الروسية الأوكرانية. ومع ذكريات تشيرنوبل الحزينة، يبقى السؤال الأهم، ما هو احتمال وقوع كارثة نووية أخرى في أوروبا؟ قالت وكالة المخابرات الدفاعية الأوكرانية إن روسيا تعد “لاستفزازات” جديدة في أكبر محطة نووية في أوروبا، قائلة إن القوات الروسية وضعت مدافع هاوتزر ذاتية الدفع من طراز بيون خارج البلدة القريبة ووضعت عليها العلم الأوكراني.
وحذرت وكالة المخابرات الدفاعية الأوكرانية من “استفزازات” روسية جديدة في محطة زابوريجيا النووية في جنوب أوكرانيا، في حين قال رئيس البلدية إن مدينته التي تقع فيها المحطة النووية تعرضت لقصف جديد.
ما مدى سوء الوضع؟
رافائيل جروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وصف القصف الأخير لأكبر محطة نووية في أوروبا بأنه “خارج عن السيطرة” و “خطير للغاية”.
وأكد جروسي أن العنف هناك وسط الحرب في أوكرانيا “يسلط الضوء على الخطر الحقيقي لحدوث كارثة نووية”.
وفي حين أن روسيا وأوكرانيا يلوم كل منهما الآخر، متهما الطرف الآخر بـ “الإرهاب النووي”، زار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الموقع في محاولة لتهدئة التوترات.
في غضون ذلك، يحذر الخبراء من أن وقوع المحطة في خضم الصراع قد يؤدي إلى وقوع حادث نووي مشابه للحادث الذي وقع في فوكوشيما باليابان في عام 2011.
ما هو خطر وقوع كارثة نووية؟
المفاعل هو قلب أي محطة للطاقة النووية، وفيه تولد التفاعلات النووية الخاضعة للرقابة حرارة كافية لتحويل الماء إلى بخار، والذي يستخدم بعد ذلك لتوليد الطاقة.
هناك نوعان، مفاعلات الماء المغلي، ومفاعلات الماء المضغوط.
وفي زابوريجيا، يستخدم الماء المضغوط، وهي أكثر أمانا من سابقاتها المستخدمة في موقع تشيرنوبيل، حيث أدت كارثة 1986 إلى تسرب إشعاعي ضخم وعشرات الوفيات المباشرة وغير المباشرة.
وقالت البروفيسور كلير كوركهيل، رئيسة قسم تدهور المواد النووية في جامعة شيفيلد، لشبكة سكاي نيوز: “بعد تشيرنوبيل، كان هناك الكثير من الدروس المستفادة”. وأضافت: “كان من بين أهمها ضرورة احتواء المفاعلات في مبان شديدة الصلابة، لذا فهي مبنية الآن في حاويات ضخمة من الخرسانة المسلحة”.
“يمكن لطائرة أن تطير إلى تلك المباني ولن تتضرر”.
تتميز المفاعلات أيضًا بدفاعات حريق مدمجة، وفي حالة انقطاع التيار الكهربائي عنها، فإنها تحتوي على مولدات احتياطية تعمل بالديزل تدوم حوالي ثلاثة أيام.
خطر “الماء المشع”
باختصار، البنية التحتية الأخرى لا تزال في خطر.
بمجرد استخدام الوقود المشع داخل المفاعل بكامل طاقته، يتم وضعه لاحقا في بركة تبريد كبيرة لمدة عامين تقريبا قبل نقله إلى منشأة تخزين جاف.
ووفقا للهيئة التنظيمية النووية الأوكرانية، فإن الضربات السابقة دمرت ثلاثة أجهزة مراقبة للإشعاع في أحد مرافق تخزين الوقود المستهلك.
يقول البروفيسور كوركهيل: “ضربة صاروخية لمبنى بركة التبريد تثير القلق لأن الماء شديد الإشعاع ويمكن أن يؤدي التسرب إلى نشر النشاط الإشعاعي في المنطقة المحلية”.
“إن توجيه ضربة إلى مخزن البراميل الجافة أمر أقل إثارة للقلق، لأن الوقود النووي محمي جيدا بواسطة حاويات معدنية وخرسانية سميكة.”
ويضيف البروفيسور مالكولم سبرين، مدير قسم الفيزياء الطبية والهندسة السريرية بأوكسفورد، أن إطلاق مادة مشعة من بركة تبريد أو مختبر خارج المفاعل “يخلق خطرا محتملا على البلدان المجاورة ولكن ليس بدرجة كارثة تشرنوبل “.
احتمال وقوع كارثة نووية
وتؤكد البروفيسور كوركهيل أنه “كلما زاد عدد الصواريخ التي تطلق في اتجاه محطة للطاقة النووية، زادت مخاطر وقوع حادث نووي كارثي”.
وأضاف: “في حالة تلف إمدادات الكهرباء، ولكن المولدات التي تعمل بالديزل لم تتضرر، فإنها تعطي وقتًا كافيا لإيقاف المفاعل عن طريق التبريد وجعله آمنا قبل حدوث الانهيار”.
“ولكن في حالة تلف إمدادات الكهرباء والمولدات الاحتياطية، فإن احتمال وقوع حادث مرتفع للغاية”.
“تسبب حادث فوكوشيما في انتشار النشاط الإشعاعي على مدى مئات الكيلومترات، لذلك يمكن أن يحدث الشيء نفسه في زابوريجيا.”
ووفقا للخبراء، فأنه اعتمادا على حجم التسرب، قد يعني ذلك إجلاء آلاف الأشخاص من منازلهم وأولئك القريبين المعرضين لمستويات خطيرة من النشاط الإشعاعي.
كيف يؤثر التسريب النووي على الصحة؟
ويقول البروفيسور جيري توماس، الأستاذ السابق في علم الأمراض الجزيئي في إمبريال كوليدج بلندن، إن التسرب الإشعاعي في زابوريجيا من شأنه أن يشكل مخاطر صحية لأولئك القريبين من المكان.
ويقول: “القلق الصحي الوحيد سيكون لمن هم داخل محطة الطاقة نفسها، وبدرجة أقل، أولئك الذين ما زالوا يعيشون في البلدات والقرى المجاورة”.
آخر التطورات
في آخر التطورات المتعلقة بهذه الأزمة، وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتن على أن تمر بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى محطة زابوريجيا النووية التي تسيطر عليها القوات الروسية في جنوب أوكرانيا، عبر أوكرانيا وليس عبر روسيا، وفق ما أعلن قصر الإليزيه.
وقالت الرئاسة الفرنسية بعد اتصال هاتفي أجراه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بنظيره الروسي، هو الأول منذ28 مايو، أن بوتن وافق على “إعادة النظر في شرط” مرور البعثة عبر روسيا.