أحمد أبو الغيط: مصر والإمارات من الدول الحريصة على العمل العربي المشترك بمعناه الجماعي

آخر تحديث : الأربعاء 26 أكتوبر 2022 - 3:10 مساءً
أحمد أبو الغيط: مصر والإمارات من الدول الحريصة على العمل العربي المشترك بمعناه الجماعي
هالة شيحة:

بمشاركة كل من الدكتور مصطفى مدبولي – رئيس مجلس الوزراء و الوزير محمد عبد القرقاوي – وزير شئون مجلس الوزراء بدولة الإمارات العربية المتحدة نخبة من الوزراء من مصر والإمارات، احتفلت اليوم دولة الامارات العربية المتحدة بمرور خمسين عام من العلاقات المصرية الإماراتية المتميزة مناسبة و من جهته قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط:” نحن نتحدث اليوم عن العلاقات العربية-العربية.. ليس من باب الانتقاد أو التباكي كما يجري هذا الحديث عادة.. ولكن من زاوية الإمكانية الكبيرة التي تنطوي عليها هذه العلاقات في ضوء نموذج مبهر.. نحتفي به اليوم ونُقدره ونُعرب عن سعادتنا به.. لعلاقات ممتدة بين دولتين عربيتين.. جمعتهما روابط شديدة الخصوصية والتميز لخمسة عقود متواصلة.

مشيرا في هذا السياق لنموذج العلاقات بين مصر والإمارات.. بما يعكسه من تكامل في الجوانب المختلفة، السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.. يُمثل وبكل الصدق.. مثالاً نطمح إليه، ونتطلع له.. لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين دولنا العربية.. وللإمكانيات الكبيرة التي يُمكن إطلاقها، والطاقات التي يُمكن تفجيرها والاستفادة منها.. إذا أُديرت العلاقات بين دولنا على نحو صحيح، وبرؤية استراتيجية تكاملية. مؤكدا بعبارة واضحة على ان الجامعة العربية هي الرابح الأول من أية علاقات بينية طيبة بين دولها الأعضاء.. سواء في أي إطار، ثنائي أو متعدد.. فيما بين الدول العربية وبعضها البعض.. فلستُ من أنصار أن الرابطة العربية يتعين أن تتمثل في الجامعة وحدها دون غيرها.. وإنما أعتبر الجامعة مظلة كبرى شاملة تضم تحتها كافة أشكال التعاون والتنسيق بين الدول العربية… وتكتسب الجامعة قوة وحيوية من كافة التجمعات العربية، ومختلف أشكال التعاون بين الدول الأعضاء. و أضاف:” كأمين عام للجامعة- أحث الدول العربية دوماً على أن تجعل العلاقات بينها. سبيلاً وطريقاً، إلى التكامل العربي بمعناه الشامل.. فالغاية من الجامعة العربية هي أن يتخذ التعاون والتنسيق بين الدول شكلاً مؤسسياً، وطابعاً مستديماً وممنهجاً وشاملاً. ونحن نتحدث اليوم عن دولتين لهما إسهام بارز، وحضور مهم في عمل الجامعة العربية على كافة الأصعدة… فمصر والإمارات من الدول الحريصة على العمل العربي المشترك بمعناه الجماعي.. وكل منهما تُكرس جزءاً معتبراً من تحركاتها ونشاطها الدبلوماسي للعمل العربي في إطار الجامعة. مشيرا إلى ما نتابعه جميعاً من تطورات عالمية متسارعة.. وتفاعلات شديدة السيولة والتحول تنطوي على أزمات متلاحقة وغير مسبوقة في حدتها وتواترها… وفي خضم هذه الأزمات تزداد حدة الاستقطاب في النظام الدولي، كما يتصاعد الاتجاه إلى التكتل والتصلب في المواقف.

و تابع:” إن هذه الأوضاع كلها تفرض علينا، من وجهة نظري، المزيد من التنسيق والعمل المشترك.. ففي عالم يزداد ميلاً للاستقطاب والمواقف الحدية، تشتد الحاجة إلى المواقف الجماعية وإلى التكتل وتوحيد المواقف… وأتمنى مخلصاً أن تكون القمة العربية، التي تنعقد في الجزائر بعد أيام بإذن الله، فاتحةً لهذا النهج في العلاقات العربية… وأن تكون قمةً للمِّ الشمل وجمع الإخوة تحت سقف واحد.. من أجل توحيد كلمتهم ورؤيتهم دفاعاً عن المصالح العربية ومستقبل الشعوب العربية.. في عالم تتعقد مشاكله، وتتوالى أزماته.

مؤكدا على ما كشفته تجربة السنوات الماضية عن أن العرب هم الملجأ الأخير لإخوانهم العرب في وقت الأزمة وزمن الشدة، مشيرا لما تتعرض له الكثير من دول منطقتنا من أزمات خطيرة تُهدد وجودها ذاته في بعض الحالات.. ليظل العمل العربي المشترك سبيلاً لا بديل عنه للتعامل مع هذه الأزمات في داخل البيت العربي.. وبعيداً عن تدخلات الآخرين وأجنداتهم. و في الختام قال أبو الغيط:” نحن اليوم بصدد نموذج ناجح لعلاقات بين دولتين عربيتين.. قامت على الصدق والمحبة والاخوة الخالصة منذ اللحظة الأولى،سواء على مستوى القيادات أو الشعوب، وفي شتى المجالات، وها هي شجرة العلاقات، التي تعهدها الشعبان والدولتان بالرعاية والمحبة لخمسين عاماً، تُثمر اليوم ثمراً طيباً.. وتمنحنا نموذجاً باهراً من استدامة الصداقة بلا انقطاع.. وتواصل العطاء المتبادل بغيرِ حدود.

رابط مختصر
2022-10-26
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر