>> الاقتتال أوقع نحو 200 قتيلا
>> حاكم “النيل الأزرق” يعلن حالة الطوارئ ويمنح قوات الأمن صلاحيات كاملة لوقف القتال
>> متظاهرون يطالبون برحيل المحافظ بحجة عدم قدرته على حماية السكان
>> خبراء: النزاعات القبلية تتصاعد في السودان نتيجة الفراغ الأمني
سقط “حوالى 200 قتيل” في الاشتباكات القبلية التي وقعت، مؤخرا، في ولاية النيل الأزرق في جنوب السودان على ما أعلن مسؤول محلي.
وقال المدير التنفيذي للمجلس المحلي في بلدة واد الماحي عبد العزيز الأمين إن “حوالى 200 شخص قتلوا” في ثلاث قرى “وبعض الجثث لم تم دفنها حتى الآن”، داعياً المنظمات الإنسانية لمساعدة السلطات المحلية لدفن الجثث.
وأعلن حاكم ولاية النيل الأزرق حالة الطوارئ في الولاية ومنح قوات الأمن صلاحيات كاملة “لوقف” القتال القبلي. وجاء في مرسوم أصدره أحمد العمدة بادي أنه “يعلن حالة الطوارئ في جميع أنحاء إقليم النيل الأزرق لمدة ثلاثين يوماً”.
كذلك كلّف المسؤولين المحليين للشرطة والجيش والمخابرات وكذلك قوات الدعم السريع “التدخل بكل الإمكانات المتاحة لوقف الاقتتال القبلي”.
تجدد الاشتباكات وكان مدير مستشفى ود الماحي عباس موسى قال لوكالة فرانس برس: إن الاشتباكات القبلية أسفرت عن “مقتل 150 شخصاً بين أطفال ونساء وشيوخ وشباب أغلبهم مات نتيجة الحرق، كما جرح 86” آخرون في المنطقة الواقعة على بعد 500 كيلومتر من الخرطوم.
وفرضت السلطات حظر تجول ليلياً بعد مقتل 13 شخصاً وفق الأمم المتحدة، في اشتباكات بين أفراد قبيلة الهوسا وقبائل متناحرة، لكن الاشتباكات تجددت رغم الانتشار الأمني.
وتظاهر مئات في الدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق احتجاجاً على العنف، وطالب متظاهرون آخرون برحيل المحافظ بادي معتبرين أنه غير قادر على حماية السكان.
وقُتل ما لا يقل عن 149 شخصاً ونزح 65 ألفاً في النيل الأزرق بين يوليو ومطلع أكتوبر، وفق الأمم المتحدة.
نزاعات القبائل
في بداية أعمال العنف، احتج أفراد من قبيلة الهوسا في جميع أنحاء السودان على خلفية ما اعتبروه تمييزاً ضدهم بسبب العرف القبلي الذي يحظر عليهم امتلاك الأرض في النيل الأزرق لأنهم آخر القبائل التي استقرت في الولاية.
يعتبر استغلال الأراضي مسألة حساسة للغاية في السودان، إحدى أفقر دول العالم، حيث تمثل الزراعة والثروة الحيوانية 43 بالمئة من الوظائف و30 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.
ويقول الخبراء إن النزاعات القبلية تتصاعد في السودان بسبب الفراغ الأمني، وخصوصاً بعد إنهاء مهمة قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الإقليم إثر توقيع اتفاق سلام بين فصائل مسلحة والحكومة المركزية عام 2020.
وقتل، مؤخرا، 19 شخصاً وجرح 34 آخرون في نزاع قبلي بولاية غرب كردفان (جنوب)، بحسب بيانات الأمم المتحدة.
وقُتل منذ يناير قرابة 600 شخص ونزح أكثر من 210 آلاف بسبب النزاعات القبلية في السودان، وفق المصدر نفسه.