حذّرت الولايات المتحدة من أي تطبيع للعلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد واعتبرت أن مصالحته مع حركة حماس الفلسطينية تظهر “عزلته”.
كان الرئيس الرئيس السوري بشار الأسد قد استقبل، مؤخرا، وفدا من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في تطور تأمل الحركة في أن “يطوي صفحة” الماضي، بعدما ظلت تنأى بنفسها عن دمشق لعقد من الزمن.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس للصحفيين إن “تواصل نظام الأسد مع هذه المنظمة الإرهابية يؤكد لنا عزلته”.
وأضاف “إن هذا يضر بمصالح الشعب الفلسطيني ويقوض الجهود العالمية لمكافحة الإرهاب في المنطقة وخارجها”.
وتابع “سنواصل رفض أي دعم لإعادة تأهيل نظام الأسد، لا سيما من المنظمات المصنفة إرهابية مثل حماس”.
وتحالفت حماس التي تسيطر على قطاع غزة طويلا مع سوريا لكنها اتخذت مسافة منها عام 2012 مستنكرة قمع الاحتجاجات.
وتأتي زيارة دمشق كذلك في ظل تحسن العلاقات بين حماس وحزب الله بوساطة إيرانية.
وأعلن قادة حماس دعمهم للاحتجاجات التي خرجت عام 2011 ضد حكم الأسد وأخلوا مقارهم في دمشق عام 2012، في خطوة أثارت غضب الحليف المشترك إيران.
ومن شأن تطبيع العلاقات مع الأسد أن يعيد حماس لما يطلق عليه “محور المقاومة” ضد إسرائيل، والذي يضم إيران وحزب الله اللبناني حليفي الأسد المنتمي للطائفة العلوية الشيعية.
وقال خليل الحية رئيس الوفد الصغير الذي التقى الأسد في دمشق إن الزيارة تهدف لطي كل صفحات الماضي.
وأضاف في مؤتمر صحفي “في هذا اللقاء الذي نعتبره لقاء تاريخيا وانطلاقة جديدة للعمل الفلسطيني السوري المشترك. في ظل حضانة سوريا للشعب الفلسطيني، سوريا التي نعتز بها”.
وصرح قائلا “نحن نطوي أي صفحة مؤثرة هنا وهناك في الماضي، أي فعل فردي هنا وهناك فهو فعل خاطئ لا تقره قيادة الحركة ولن تقره قيادة الحركة. نحن متفقون مع سيادة الرئيس على أن نتجاوز الماضي ونذهب إلى المستقبل”.
وأشار إلى وجود عدة عوامل شجعت على التقارب الآن، من بينها تطوير إسرائيل لعلاقات مع دول عربية.
وقد استعادت حماس بالفعل علاقاتها مع إيران، وأشادت قيادات في الحركة بالجمهورية الإسلامية لمساهماتها في إمداد غزة بالصواريخ ذات المدى الأبعد، التي استخدمت في قتال إسرائيل.
إلا أنها تمهلت في المصالحة مع سوريا خشية مواجهة رد فعل عنيف من مموليها، وغالبيتهم من السنة، وداعمين آخرين، بالنظر إلى أن معظم ضحايا عنف الأسد في سوريا كانوا من السنة.