أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ورمطان لعمامرة وزير الشؤون الخارجية وشؤون الجالية بالخارج ان القمة العربية في دورتها الحادية والثلاثين كانت ناجحة بكل المقاييس وسوف تحقق تطلعات الشعوب العربية خاصة في ظل التحديات الراهنة عالميا واقليميا.
وقال لعمامرة في مؤتمر صحفي مشترك مع الامين العام لجامعة الدول العربية في ختام اعمال القمة العربية في دورتها الحادية والثلاثين أن القمة نجحت وهذا النجاح هو نجاح للجزائر ونجاح للعرب والجزائر حرصت على توفير كل شروط النجاح اللوجيستية والسياسية الجوهرية في هذا الصدد.
وشاهدنا انخراط رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون شخصيا مع اخوانه العرب وتسلم رسائل عديدة من قادة عرب وغير عرب وشاهدنا نشاط الدبلوماسية الجزائرية والعربية الدبلوماسية والتحضيرات المكثفة لقمة الجزائر.
وحرص القادة العرب على ان تكون هذه القمة التي تعقد بعد ثلاث سنوات من الانقطاع بعد قمة تونس 2019 حرص الرئيس تبون ان تكون ناجحة من جميع جوانبها.
وهي قمة نوفمبرية من كل جوانبها وحققنا الطموح الذي اردنا ان تتسم به القمة لان نوفمبر هو الرمز لرفع ومواجهة التحديات ورمز الحرص على ” لم الشمل” كما حرص عليها الرئيس تبون وفتح افاق واعدة للعمل العربي المشترك وجعل الجوامع تطغى وتأخذ الاولوية على الجوانب التي تحمل في طياتها خلافات وتصدع العمل المشترك والعمل على جمع الكلمة وتوحيد المواقف.
ووجه لعمامرة رسالة شكر لكل الجزائريين الذين نجحوا في تنظيم القمة وكذلك المواطنين الذين تحملوا وقدموا اسهامات بناءة ومرحب بها وكان لها دور في انجاح القمة ونجاح قائدها عبد المجيد تبون وهي نجاح العرب بعد ان اجتمعوا بعد جائحة كورونا وادركوا اهمية توحيد الكلمة وادركوا خطورة الوضع العربي والعالمي الذين يجتمعون في سياقهما وكان الحضور ايجابي وتلقائي وبناء ونجحوا في تقديم كل الاسهامات في انجاح القمة.
ونجحت الجزائر في التنسيق مع الجامعة العربية على ان تدخل تطورا في المنهجية وتحضير القمة ومن هنا نعتبر انها كانت قمة التجديد والتجدد ووضعت لبنة كبيرة على درب عملية التعزيز والتطوير للعمل المشترك العربي ونامل ان نقوى ونجتهد لتعزيز الجهد العربي الجديد . وقال ان الجامعة العربية برهنت على قدرتها على التفاعل مع الاحداث والتعامل مع التحديات وازاء دورها كاملا في تعزيز العمل المشترك وتسريع وتيرة الاحداث ولتجعل العرب فئة مستفيدة من التطورات وقادرة على فرض قيمنا المشتركة.
وسيسجل في التاريخ انها قمة ناجحة جزائريا وعربيا ودوليا وهناك اهتمام كبير عربيا ودبلوماسيا وحظيت بمشاركة اممية في اعمالها ومشاركة ممثل حركة عدم الانحياز وممثل الاتحاد الافريقي والشخصيات التي شاركت وواكبت اعمالنا من مستوى المندوبين مرورا بالمستوى الرئاسي.
من جهته أكد أبو الغيط أن قمة الجزائر قمة ناجحة بكل المقاييس وقال لقد رصدت 17 من القادة ورؤساء الحكومات أو ولي العهد مثلوا 21 دولة والاربعة الاخرين كان لهم تمثيل عال جدا وهي احد اكثر القمم العربية حضورا من حيث المستوى، كما أن الجزائر وفرت كل الظروف لانجاح القمة من حيث الترتيبات والتنظيم والموضوعات الخلاقة.
والقمة اقترنت بأول نوفمبر وثورة نوفمبر وكانت القمة عرسا كبيرا بكل الحضور القوي من العرب والاجانب الذين شاركوا احتفال الجزائر بمرور 68 عاما على الثورة واتسمت الاجتماعات بقدر كبير من التوافق . ولم نرصد تحفظات وغابت التحفظات في هذه القمة، وأجرينا لأول مرة تجربة تمخضت عن الاجتماعات التشاورية بين وزراء الخارجية والاجتماعات الوزارية تبادلت رؤية إقرار القرارات السابقة للقمم في سطر واحد وتم إقرار قرارات قمة تونس حتى اليوم واستحداث موضوع جديد حول الأمن القومي العربي وتحديث آخر حول العمل الإلكتروني، فكل شيء من خلال شاشات الكمبيوتر ، ومداخلات القادة عكست اهمية قدرة العالم العربي ان يخاطب العالم ككتلة وليس كدول فرادى.
كما أن البعد الاقتصادي في العمل المشترك استحوذ في هذه القمة على اهتمام اساسي وذلك نظرا لازمات الطاقة والمياه والتغيرات المناخية وبالتالي هناك اهتمام كبير ويتم التاكيد دائما ان الامن الغذائي العربي يحظى باهتمام وهناك حرص سوداني على التعاون في هذا الصدد وكلها مسائل استحوذت على الاهتمام والحضور القوي.
وأوضح أن القمة اهتمت بكل الأزمات سواء في سوريا وليبيا واليمن ولبنان وصيانة الأمن القومي العربي وقضاياه مثل الأمن المائي العربي، وهناك اهتمام بضرورة وجود اتفاق ملزم بشأن سد النهضة الإثيوبي على نهر النيل.
وأكد القادة أهمية ان يكون هناك حلول عربية للازمات العربية بعيدا عن التدخلات الخارجية.
وأوضح أبو الغيط ان سوريا لم تشارك في القمة “نظرا لتجميد مقعدها” لكن الحديث عنها كان هاما للغاية والمتابع للقمة ويلاحظ في جدول الأعمال أن كل القرارات الفلسطينية أيضا على مدى سنوات تكررت مرة أخرى وتم إقرارها في سطر واحد باعتبار أن فلسطين هي القضية المحورية للأمة والدول العربية وكان هناك قرار أن تطرح على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تأكيدًا على الموقف العربي من القضية الفلسطينية والتمسك بمبادرة السلام العربية.
وفي رده على سؤال أكد أبو الغيط أنه رغم مضي مائة عام على القضية الفلسطينية إلا أننا لدينا قناعة أن فلسطين ستنتصر في النهاية، وكنت اتمنى أن يشارك فلسطينيو إسرائيل في انتخابات أمس ليغيروا الكنيسيت ويجب أن نلوم من كان وراء عدم مشاركتهم في هذه الانتخابات.
وردا على سؤال حول عقد قمة صينية عربية قريبا وأهمية التعاون لعربي الصيني ،قال أبو الغيط، إن الجامعة العربية لديها منتديات عديدة مع اليابان وروسيا والصين وامريكا اللاتينية وهناك قمة مقبلة في الرياض ٩ ديسمبر المقبل بين الصين والدول العربية وهناك تراض وتعاون مشترك بين الدول العربية مع دول كبرى وبالتالي هناك تراض لعقد هذه القمة .
وفي هذا الإطار قال رمطان لعمامرة : اننا نعمل على الدفع قدما بعجلة التنمية والشراكة العربية- العربية وتحقيق ما تم الاتفاق علية من بناء سوق عربية مشتركة وفتح الحدود وهناك دول عربية دخلت في شراكات مع الصين وغيرها من التجمعات وهذه الاستحقاقات نعمل على انجاحها في اطار الحرص على تحقيق مصالح الشركاء وتنمية الشعوب العربية وفي ظل تطابق وجهات النظر السياسية ودعم القضية الفلسطينية وعدد من الشركاء للدول العربية لهم وزنهم في المحافل الدولية ونامل ان يسهم ذلك في دعم الطلب الفلسطيني في الامم المتحدة بالحصول على العضوية الكاملة بالمنظمة الدولية وسننسق مع هؤلاء الشركاء بشكل كبير .
وردا على سؤال بشأن التدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية قال ابو الغيط: تناولناها في محورين: التدخلات الاجنبية ، وكذلك حماية الامن القومي العربي ، وهناك اعادة تاكيد على كافة القرارات التي صدرت منذ قمة تونس حتى اليوم .
وردا على سؤال حول القمة العربية المقبلة قال أبو الغيط إن القمة العربية المقبلة ستعقد في الرياض ، موضحا أن الجزائر دورها بديع في هذه القمة والرئيس تبون طرح أفكار جديدة على القادة وكلف وزراء الخارجية بتنفيذها لتطوير عمل الجامعة العربية ودور المجتمع المدني في التعامل مع الحكومات لتحقيق أهدافها والتركيز على مسائل الشباب وتنسيق العمل بين الشباب العربي وحكوماتهم وكيفية مساهمتهم في بناء مجتمعاتهم بالأفكار ودعم مجتمع الاعمال الذي يقوم به الشباب وكلها افكار ذات اهمية ومرحب بها. وهي مساهمة جزائرية وقبل ٣٠ مارس سيتم التقييم قبل التنفيذ لهذه الأفكار.
وكشف أبو الغيط في ذات الإطار عن مقترح بتشكيل لجنة حكماء لمساندة رئاسة القمة وتعمل على مساعدة الرئيس في الافكار ونشاطات القمة لان رئاسة القمة لها صلاحيات وتفويضات وهي فكرة طيبة تحتاج لنظام اساسي لمجموعة الحكماء من الدول العربية كما اكد في الوقت ذاته اهمية العمل على تنشيط التبادل التجاري البيني العربي :
وقال أبو الغيط ان الدول العربية تتمتع بنفس الجغرافيا والمسار وبالتالي انتاجه يقترب من التماثل ومنطقة التجارة الحرة تتقدم وتحتم على المنتجين العرب تحقيق نسبة اعلى من التبادل التجاري ونامل ان نحقق خطوات مستمرة وهناك قرار حول ما انجز في قمة تونس حتى انعقاد هذه القمة.
وأكد لعمامرة ان اعلان الجزائر اكد الحرص الجزائري على اهمية التوصل لعمل عربي اقتصادي تشاركي ومتوازن وشامل يعكس العمل العربي المشترك .وقد توفرت الارادة السياسية لذلك .
وحول إصلاح الجامعة العربية أوضح أبو الغيط أن هناك لجان عربية تعمل في هذا الإطار وهناك لجنة لمساعدة رئاسة القمة بالتشاور مع الدول العربية، وشق حول تحديث وتطوير دور الجامعة العربية وتم إقرار مشروع قرار في هذا الإطار واذا توفرت الارادة ستنفذ القرارات . وفي سؤال حول اهمية عودة مقعد سوريا للجامعة العربية قال لعمامرة : إن سوريا موجودة في الجزائر باستمرار في قلوبنا وضمائرنا وتعاطفنا مع الشعب السوري الشقيق الذي كان سباقا مع شعبنا أيام المحنة وعلمها الوطني السوري يرفرف في الجزائر العاصمة وأزمة سوريا كانت حاضرة في الاجتماع وقد التقيت الرئيس بشار الأسد، مؤخرا، واطلعت على استراتيجيته في التلاقي مع الأسرة العربية، وعودة سوريا وشغلها لمقعدها مجددا أمر طبيعي وسيتحقق ونحن بنوعية حوارنا مع اشقائنا في سوريا وهي لها قدرات وامكانيات تجعلها تاتي بقيمة مشتركة لتعزيز العمل المشترك في مواجهة النزاعات في منطقتنا والعمل على تحقيق سلام عادل يشمل استعادة سوريا للجولان المحتل.