أعلن رئيس الجمهورية قيس سعيد، أول أمس الأحد 20 نوفمبر 2022، اختتام أعمال القمة 18 للفرنكوفونية التي احتضنتها جزيرة جربة يومي السبت والأحد.
وأكد سعيد في كلمته الاختتامية، ارتباط تونس العميق بالمبادئ المشتركة للديمقراطية والحرية والمواطنة.
وشدد “سعيد” على قناعته التامة بالتزام دول الفضاء الفرنكوفوني بمخرجات “اعلان جربة”، وترجمتها الى اجراءات فعلية تستجيب لتطلعات الشعوب والشباب والنساء لمستقبل افضل.
كما جدّد من خلال الكلمة التي ألقاها شكره وامتنانه للقادة ورؤساء الوفود على مشاركتهم الفاعلة ومساهماتهم القيّمة في مختلف جلسات هذه القمّة، مشيدا بجهود الجميع من أجل إنجاح أعمالها. كما نوّه بالحوار الصريح والبنّاء في تناول القضايا المدرجة على جدول أعمالها، والإرادة المشتركة للعمل سويا من أجل مستقبل يستجيب لتطلعات الشعوب الفرنكوفونية.
وأكّد “سعيد” أنّ القرارات المنبثقة عن قمّة جربة تترجم العزم المشترك على مزيد ترسيخ قيم الانفتاح والحوار والتشاور وتعزيز التعاون قصد إيجاد حلول مبتكرة للتحديات متعددة الأبعاد التّي تواجهها الدول الفرنكوفونية، معربا عن ثقته في قدرتها على إيجاد الحلول الملاِئمة، ضمن مقاربة متضامنة لبناء مستقبل أفضل لشعوبها ولاسيّما للمرأة والشباب. وعلى إثر اتخاذ القمّة بالإجماع قرار إعادة انتخاب السيدة لويز موشيكيوابو لولاية ثانية، توجّه رئيس الجمهورية بتهانيه لها، مُعربا عن ثقته في مواصلتها المسار الإصلاحي للمنظمة. كما تقدّم بتهانيه للجمهورية الفرنسية بمناسبة اختيارها لاحتضان القمّة التاسعة عشرة للفرنكوفونية.
من جانبها، عبّرت الأمينة العامّة للفرنكوفونية عن عميق شكرها لرئيس الجمهوريّة وللشعب التونسي، وأهالي جربة بصفة خاصّة، على كرم الوفادة، مثنية على جهود كل من ساهم في النجاح الباهر الذي حقّقته القمّة بمختلف فعاليّاتها. كما نوّهت بما جسّدته القرية التونسيّة للفرنكوفونيّة من تنوع ثقافي أبرز ثراء التراث الفرنكوفوني وتعدّده. وتقدّمت بتهانيها إلى تونس، بصفتها البلد المضيف، وجميع المشاركين على النجاح في جعل قمّة جربة “قمّة تطوير المنظمة الدولية للفرنكوفونيّة” بامتياز، داعية إلى متابعة تنفيذ ما انبثق عنها من قرارات وتوصيات هامّة من شأنها المساهمة في تكريس المبادئ والقيم التي تقوم عليها المنظمة، ودفع العمل المشترك وبرامج التعاون صلب الفضاء الفرنكوفوني، لاسيّما في مجالات التعليم والرقمنة وإدماج الشباب والمساواة بين المرأة والرجل.
هذا، واعتمدت القمة الثامنة عشرة للفنركوفونية “إعلان جربة” و”الإطار الاستراتيجي للفرنكوفونيّة للفترة 2023-2030″، وقرارا حول “الأزمات الراهنة وسبل تجاوزها وبناء السلام في الفضاء الفرنكوفوني” و”إعلانا حول اللغة الفرنسية في إطار التنوع اللغوي” و”الإطار الترتيبي لإجراءات الانضمام للمنظمة الدوليّة للفرنكوفونيّة”، إضافة إلى التوصيات المنبثقة عن الجلسات رفيعة المستوى.
وصفت القمة بحسب المتابعين بالـ “ناجحة جدا وعالجت مواضيع شتى”، وأثنى الجميع على “الطريقة المبتكرة المعتمدة للمرة الأولى حيث تمت الاستعاضة عن الكلمات الجامدة بطاولات مستديرة وحلقات نقاش كانت مجدية وفعالة أتاحت الخروج بقرارات مفيدة للمستقبل”. وقد وصفت هذه الطريقة بأنها “مبادرة جيدة جدا”.
تناولت المداخلات في الجلسة الختامية الحرب في أوكرانيا وتأثيرها على الدول الفرنكوفونية. وهي المسألة التي تناولها الرئيس التونسي، كما ذكّر بطريقة لبقة جدا بـ “القضية الفلسطينية والمآسي المشابهة حول العالم”.