>> مسؤول حوثي: إذا لم يتم تحويل قيمة عائدات النفط إلى البنك المركزي في صنعاء فلن يكون التعامل إلا بالحديد والنار
صعد الحوثيون في اليمن من تهديداتهم باستهداف الملاحة البحرية في البحر الأحمر حيث توعدوا بالانتقال من الضربات التحذيرية لسفن النفط في الموانئ الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية إلى استهدافها بشكل مباشر رغم دعوات مجلس التعاون الخليجي لإحلال السلام في اليمن والابتعاد عن سياسة توتير الأجواء.
وفي لهجة ابتزاز واضحة قال المسؤول في الجماعة عبدالعزيز بن حبتور “إذا لم يتم التفاهم معنا لتحويل المبالغ (عائدات النفط) إلى البنك المركزي بصنعاء فلن يكون التعامل إلا بالحديد والنار” بحسب تصريح نقلته “قناة المسيرة” التابعة للجماعة.
وأضاف أنه “في المرات القادمة لن نحذر السفن بل سنضربها بشكل مباشر” فيما يرى مراقبون أن تلك التصريحات الهدف منها تحقيق مصالح إيرانية باستهداف الملاحة البحرية خاصة وان النظام يعيش ضغوطا كبيرة.
وتأتي التهديدات التي يطلقها الحوثيون بين الحين والآخر تماهيا مع التصعيد الإيراني في المنطقة وخاصة في مياه الخليج وقرب المضائق في استهداف واضح للممرات المائية ولإمدادات الطاقة العالمية.
والشهر الجاري تعرضت ناقلة نفط على ملك رجل أعمال إسرائيلي لهجوم بطائرة مسيرة يعتقد أنها إيرانية لكن قبل ذلك هاجم الحوثيون موانئ نفطية جنوب شرقي البلاد كما أجروا اختبارات على صواريخ مضادة للسفن.
وتعهد الحوثيون كذلك بشن حرب بحرية واسعة ضد التحالف العربي وسط توقعات بأن تشمل التهديدات باب المندب ومضيق هرمز وهما منفذان حيويان للتجارة البحرية و إمدادات الطاقة للعالم.
ويرى مراقبون أن للحوثيين تاريخ طويل في استهداف السفن خاصة قرب سواحل الجارة المملكة العربية السعودية من خلال الزوارق المفخخة فيما تمكنت القوات الأمريكية أكثر من مرة من إحباط عمليات لتهريب الأسلحة الإيرانية إلى الجماعة في البحر الأحمر. ويسعى الحوثيون لتوسيع نطاق التصعيد العسكري من البر إلى البحر ما سيشكل انعطافة في سير المعارك وتهديدا مباشرا لأمن الملاحة البحرية تناغما مع السياسة الإيرانية.
وتعيش إيران على وضع ضغوط داخلية وخارجية مع تصاعد العقوبات الغربية ضدها إضافة إلى استمرار الاحتجاجات السلمية على مقتل الشابة مهسا أميني حيث يعتقد أن الهدف من التصعيد الإيراني هو التغطية على الارتباك الذي يعيشه النظام.
وقد أعلنت الحكومة في بيان أن جماعة الحوثي هاجمت بطائرة مسيرة مفخخة ميناء الضبة بمحافظة حضرموت (شرق) في ثاني هجوم من نوعه خلال شهر. فيما اكتفى المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع، بالقول عبر بيان الاثنين إن قوات جماعته تعاملت مع سفينة نفطية وأجبرتها على الابتعاد عن ميناء الضبة بعدما حاولت نقل نفط خام.
وقال مسؤول محلي في حضرموت ، إن هجوم الحوثيين على الميناء أوقف عملية تصدير شحنة تبلغ نحو مليوني برميل من النفط الخام وهو ما يعني ان الحوثيين باتوا يستهدفون ناقلات النفط كورقة ضغط اقليمية.
وجاء الهجوم في وقت تبذل فيه الأمم المتحدة جهودا لتمديد هدنة انتهت في 2 أكتوبر وتتبادل الحكومة والحوثيون اتهامات بشأن المسؤولية عن فشل تمديدها. وتأتي هذه التطورات فيما دعا مجلس التعاون الخليجي لدعم الجهود الأممية المبذولة لتمديد الهدنة وإيقاف إطلاق النار في اليمن والتوصل إلى حلٍ سياسي شامل للأزمة اليمنية لتحقيق تطلعات الشعب اليمني الشقيق بينما لا تلقى هذه الدعوة أية آذان صاغية من الحوثيين.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف خلال لقائه بسفير السعودية لدى اليمن، المشرف على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، محمد بن سعيد آل جابر في مقر الأمانة العامة بالرياض “على الموقف الثابت لمجلس التعاون في دعم كل ما يضمن ويحقق أمن واستقرار الجمهورية اليمنية، ودعم جهود الحكومة الشرعية اليمنية لتحقيق الأمن و الاستقرار في اليمن”.
وأثنى الحجرف وفق ما أودته وكالة الأنباء السعودية على الجهود الكبيرة التي يقوم بها البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في تنفيذ عدد من المشاريع التنموية والإغاثية لمساعدة الأشقاء في اليمن ودعم جهودهم نحو التنمية والاستقرار.
ويشهد اليمن منذ 8 سنوات حربا بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات بينها صنعاء (شمال) منذ سبتمبر 2014. وحتى نهاية 2021، خلفت الحرب 377 ألف قتيل، وكبدت اقتصاد اليمن خسائر 126 مليار دولار في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية في العالم، وفق الأمم المتحدة.