>> الداعية السُني البارز مولوي عبد الحميد يدعو قوات الأمن بضبط النفس وعدم إطلاق النار على الناس
>> إحسان حاج صفي أول لاعب في المنتخب الإيراني يعلن عن دعمه للاحتجاجات
أفادت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي وجماعات حقوقية بأن حكام إيران من رجال الدين كثفوا قمعهم للاحتجاجات المستمرة المناهضة للحكومة في المنطقة الكردية بالبلاد ونشروا قوات وقتلوا أربعة متظاهرين على الأقل.
واندلعت الاحتجاجات في أنحاء إيران بعد وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني (22 عاما) في سبتمبر في حجز لشرطة الآداب، وزادت حدتها في المناطق التي يعيش فيها غالبية الأكراد الإيرانيين البالغ عددهم زهاء عشرة ملايين نسمة.
وأظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي، لم تتمكن رويترز من التحقق من صحتها، قافلة آليات عسكرية تحمل قوات مدججة بالسلاح، في مدينة مهاباد غرب إيران على ما يبدو. وأمكن سماع أصوات أسلحة ثقيلة في العديد من المقاطع المصورة الأخرى.
وقالت منظمة هينجاو الحقوقية، ومقرها النرويج، إن طائرات هليكوبتر عسكرية نقلت أعضاء من الحرس الثوري لقمع الاحتجاجات في مدينة مهاباد الكردية التي يهيمن عليها السُنة.
وأكد الحرس الثوري في بيان نقلته وسائل إعلام رسمية “تعزيز” قواته في المنطقة الكردية الشمالية الغربية لمواجهة “الجماعات الإرهابية الانفصالية” في المنطقة.
وقال البيان “أمن الشعب هو خطنا الأحمر.. والتعامل بحسم مع الإرهابيين هو مهمتنا”.
وتقول السلطات الإيرانية، التي ألقت باللوم في وفاة أميني على مشاكل صحية سابقة، إن الاضطرابات أثارها خصوم أجانب وتتهم انفصاليين مسلحين بارتكاب أعمال عنف.
ودعا الداعية السُني البارز مولوي عبد الحميد، وهو صوت معارض قوي في الجمهورية الإسلامية التي يحكمها الشيعة، قوات الأمن إلى الامتناع عن إطلاق النار على الناس في مهاباد.
كتب مولوي عبد الحميد على تويتر قائلا “أنباء مقلقة تتصاعد من المناطق الكردية، لا سيما من مهاباد… الضغط والقمع سيؤديان إلى مزيد من الاستياء. يجب على الضباط الامتناع عن إطلاق النار على الناس”.
وقالت منظمة هينجاو إن أربعة متظاهرين على الأقل قُتلوا في المنطقة الكردية. وقال حساب (تصوير1500) على تويتر، الذي يحظى بمتابعة واسعة النطاق، إن طالبا يبلغ من العمر 16 عاما ومعلما قُتلا في مدينة جوانرود الكردية. ولم يتسن التأكد من التفاصيل بشكل مستقل.
وتأكيدا للاضطرابات في المنطقة الكردية، ذكرت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية أن الهدوء عاد للمنطقة، لكن نشطاء ومنظمة هينجاو قالوا على تويتر إن “المقاومة” مستمرة في عدة مدن كردية.
وقالت هينجاو “فتحت القوات القمعية النار على الناس في (مدينة) مريوان الكردية”.
وتحولت الانتفاضة إلى ثورة شعبية من جانب الإيرانيين الغاضبين من جميع طبقات المجتمع، مما شكل أحد أكثر التحديات جرأة للزعماء رجال الدين منذ الثورة الإسلامية عام 1979 التي صعدت بهم إلى السلطة.
وأصبح إحسان حاج صفي، لاعب كرة القدم الذي يلعب عادة في أثينا، أول لاعب في المنتخب الإيراني يعلن عن دعمه للاحتجاجات خلال مشاركته في نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة في قطر. والتزم لاعبون آخرون الصمت، ودعا نشطاء لتنظيم احتجاجات مناهضة للفريق.
وامتدت الاحتجاجات إلى الشهر الثالث على الرغم من حملة الدولة القمعية العنيفة وأحكام الإعدام الصادرة بحق ستة متظاهرين على الأقل.
وذكرت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) الإيرانية أن 410 متظاهرين قتلوا في الاضطرابات، بينهم 58 قاصرا. وأضافت أن نحو 54 من أفراد قوات الأمن قتلوا أيضا، موضحة أن السلطات اعتقلت أكثر من 17251 شخصا. ولم تقدم السلطات تقديرا لأي عدد أكبر للوفيات.
وأفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية بأن السلطات اعتقلت ممثلتين إيرانيتين، نشرتا صورا لنفسيهما على إنستغرام دون حجاب تضامنا مع الاحتجاج، بتهمة تأجيج الاحتجاجات.
وأظهرت مقاطع مصورة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مواجهات إيرانية في عدة مدن أخرى، من طهران إلى مدينة تبريز في شمال غرب البلاد، تطالب بإسقاط الجمهورية الإسلامية، وتردد هتافات “الموت (الزعيم الأعلى آية الله علي) لخامنئي”.