هل نستدعي وحدتنا من منصة الرياضة؟

آخر تحديث : الأربعاء 21 ديسمبر 2022 - 10:55 مساءً
بقلم: حاتم عبد القادر
بقلم: حاتم عبد القادر

لست من هواة مشاهدة مباريات كرة القدم أو تشجيعها إلا فيما ندر، وربما يستهويني مشاهدة بطولة كأس العالم كل أربعة سنة.

وبالطبع حين يمثل منتخبنا الوطني في هذه البطولة، لا شك في أن متابعته وتشجيعه واجب وطني.

وفي حال عدم مشاركة منتخبنا الوطني فإن أي دولة عربية سيكون تشجيعنا لها واجب ويعوض حالة غياب منتخبنا الوطني، ومن بعد الدول العربية يأتي تشجيعنا للدول الأفريقية المشاركة في بطولة كأس العالم لكرة القدم. إذن هذه مبادئ عامة لا يختلف عليها أي مواطن عربي.

وما حدث في بطولة كأس العالم الأخيرة التي استضافتها دولة قطر الشقيقة مثل حالة عربية فريدة، على المستوى الرياضي، افتخر بها كل عربي من المحيط إلى الخليج، وكان تشجيع العرب لفرق السعودية وقطر وتونس والمغرب باعتبارهم الفرق العربية في البطولة، وكان كل عربي يتمنى صعود أي دولة عربية لأعلى دورا من أدوار البطولة العالمية.

ويأتي فريق المغرب ليحقق المعجزة، بقيادة مدربه الشاب وليد الركراكي، والذي اتضح أنه يراهن على “الكأس” لنرى صعود المغرب إلى المربع الذهبي، لتحصل على المركز الرابع في مونديال هذه الدورة، في حدث لأول مرة تحققه دولة عربية وأفريقية في تاريخ البطولة العالمية.

أما ما أريد تناوله في هذا المقال ليس البطولة أو صعود المغرب إلى المربع الذهبي في مونديال قطر من الناحية الرياضية.

ولكن حالة الوحدة التلقائية بين كافة الشعوب العربية، والتي لم يخطط لها زعيم أو قائد، وحالة المشاعر الجياشة التي انتابت كل عربي جلس متابعا لمباريات المغرب أمام الفرق المنافسة، ونفس المشاعر ودقات القلوب متوحدة بين شعوب العرب في مغربه وشرقه… حالة انتفاض أمام الشاشات مع كل هدف يقترب أن يسدد في مرمى الفريق المقابل. هذه المشاعر التي تجسدت على مدار شهر كامل هو عمر البطولة تقابل العرب مع بعضهم بوجدانهم أمام ساحة افتراضية في عقولهم، خاطب فيها كل عربي أخيه العربي دون أن يراه أو يعرفه، شبك الجميع أياديهم ضاغطين بأصابعهم في إشارة إلى قوتنا عند اتحادنا.

كانت العيون صوب الأقصى وأراضي فلسطين المحتلة، وهضبة الجولان في سوريا، ومزارع شبعا في لبنان لتقول: كيف نحن بهذه القوة وكيف آل حالنا إلى هذا الضعف؟!! حالة الوحدة التي سادت بين الشعوب العربية فترة مونديال قطر خاطبت أهل السياسة من القادة والحكام بأننا وراؤكم نلبي ما تدعوننا إليه، فأقوياء إذا ما طلبتم قوتنا، متحدون إذا ما طالبتم وحدوتنا… فقط أطلقوا دعوات الوحدة من جديد، فالشعوب متعطشة للوحدة من جديد وأبدا.

هل ما أغفلناه في عالم السياسة من الممكن أن نستدعيه ونستنهضه من عالم الرياضة؟ هل من الممكن أن يستنفر القادة وأهل الحكم ويستجمعون وحدة شعوبهم من منصة الرياضة؟

إن ما ترقبناه وتابعناه على مدار شهر أظهر قوة الشعوب وقدرتها على تحديات كثيرة وكبيرة إذا ما توحدوا، فهل نستغل الفرصة لنكمل في مختلف المسارات التي تبنى الدول؟ إن بطولة رياضية استطاعت أن تكون مقياسا لقوة العرب ووحدتهم، فما المانع من خلق مقياس سياسي وعلمي واقتصادي يجمعنا في وعاء جغرافي يحقق ثقل نوعي وازن في مختلف القضايا والملفات العالمية؟

رابط مختصر
2022-12-21 2022-12-21
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر