في آخر الإحصاءات : 80 0/0 من اللبنانيين هـمْ من الفقراء …
40 0/0 من سكان لبنان هـمْ من الغرباء ..
في المقابل : 99،99 0/0 من المسؤولين يتحمّلون عقوبة اللاّمسؤولية.
سؤالٌ يُطْرح بصيغة التعجّب : هل الذين ملأوا الصالات والفنادق والقاعات في ليالي رأس السنة وترنَّحوا بها غنىً وغناءً ، هل هم من الغرباء ..؟
أوْ من اللبنانيين الفقراء ، على ما يقول “إيليا أبو ماضي” :
أنا مِنْ قـومٍ إذا حزِنوا وجَدوا في حزْنِهمْ طرَبا ..؟
***
بكركي وغفران الذنوب
بعضُ الذين تراهم يتهافتون على الصرح البطريركي هذه الأيام ، من سياسيين وزعماء ومشاريع رؤساء ، هم الذين تحـوم حولهم الشبهات والخطايا الوطنية ، والخطأة أكثر من يحتاجون إلى الغفران .
في السياسة ، ليس كما في الدين ، والبطريركية ليست المرجع الصالح لغفران الذنوب السياسية ، ولا شأن لها بقول “أبي نواس” :
تكثَّـرْ ما استطعتَ من الخطايا
فإنّك قاصدٌ ربّـاً غفورا
***
المنجّمون وساحة النجمة
يقول إبن خلدون : “عندما تنهار الدول يكثر المنجّمون” .
والمنجمّون الذين كثروا عندنا يقولون : إنّ الفراغ الرئاسي قد يطول بعد ولاية الرئيس ميشال عـون كمثل ما كان قبلها ، يعني أنَّ الوراء يمشي إلى الوراء ، وأنّ ساحة النجمة”، أكثر ما تتأثر “بدستور” المنجّمين حتى ولو كذبوا ، فإذا النواب يقترعون لرئيس مجهول وطربوشٍ فارغٍ بلا رأس ، ويتصادم بينهم السجال حول مواصفات الرئيس .
ما رأيكم ، لو أنّ المجلس النيابي يحدّد مواصفات الرئيس في منشور يُلصَقُ على باب المجلس ، على غرار ذلك الفرنسي الذي كتبَ على باب متجرهِ : “كاتبٌ عمومي : ينظمِّ الحسابات ، يترجمُ اللغات ، ويبيع البطاطا المقليّة ..”
***
بيضـة القبّـان
رئيس التيار الوطني الحـر النائب جبران باسيل : ماليء الدنيا وشاغل الناس ، وسيـّد الرشاقة في سياسة المعاكسة .
في السنة الجديدة يطرح وعـداً جديداً ، يفتح أبواب الإنفتاح على كـلِّ الذين ناصَبهُمْ العداء ، على الخصوم قبل الحلفاء .
يفتّش عن رئيس ثالث لإقصاء سليمان فرنجية وقائد الجيش جوزف عـون، يتمرّد على المردَة ، ويرفض خلافة عـون لعـون ، ينافس وليد جنبلاط على بيضة القبّان ، والقبان لا يحمل بيضتين ، وليس من الممكن أن تتحوّل كـلُّ بيضةٍ إلى ديـك .
***
جـاء في جريدة “الأخبار” (17/12/22) “أنّ مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق ديفيد هيل خلال زيارته لبنان في كانون الأول الماضي إلتقى عدداً من النواب والشخصيات السياسية اللبنانية وطلب منهم تمويل مركزه الجديد :”ويلسون للدراسات” وقد نجح في تمويل مركزه الأميركي بالمال اللبناني.
من الطبيعي أنْ يكون هؤلاء من الذين نهبوا خزينة الدولة اللبنانية وأموال الشعب ، واستفادوا من فوائد الودائع وتهريب الأموال إلى الخارج ، فيصحّ فيهم قـولُ من قال :
أمُطْعِمةَ الأيتامِ منْ مالِ عرضِها
بربّكِ لا تزني ولا تتصدَّقي
*كاتب المقال: وزير لبناني سابق.