الذكاء الاصطناعي بين الخوف وطموح العلم !

آخر تحديث : الثلاثاء 25 يوليو 2023 - 11:37 مساءً
بقلم: إبراهيم الصياد
بقلم: إبراهيم الصياد

زاد الحديث في الآونة الأخيرة بشكل كبير عن استخدامات الذكاء الاصطناعي artificial intelligence المعروف اختصارا ب ( AI ) واختلط الأمر على البعض واعتقد أنه بديل للعقل البشري الذي يعتبر وديعة الله في البشر ودعونا نتفق أنه لم يكن هناك وضوح في التعريف بمفهوم الذكاء الاصطناعي ما أدى إلى أنه أثيرت مخاوف من احتمالات أن الذكاء الطبيعي أو الإنساني سيصبح في زمن كان وسوف تسيطر الروبوتات وماشابه من الكائنات الآلية على كوكب الأرض وتخوف الكثيرون – ولديهم حق – من التأثيرات السلبية لهذا الموضوع على عملية تنشئة الاجيال الجديدة !

ولهذا كان من الضروري وضع النقاط فوق الحروف لتضح الصورة ويمكن تلخيص القضية في أنها نوع من التطور العلمي واي تطور له وجهان وجه سلبي وآخر إيجابي لماذا نحصر أنفسنا في الجوانب السلبية هذه هي مشكلتنا مع الحداثة والتطور ؟! .

من وجهة نظري يعتبر الذكاء الإصطناعي نظاما آليا يقوم بتوظيف البيانات الوارده إليه من العقل البشري في شكل معادلات خوارزمية والخوارزميات ( هي عبارة عن مجموعة من الإرشادات الواضحة والمحددة التي يمكن لجهاز الكمبيوتر الآلي تنفيذها وتكتب الخوارزميات باستخدام لغات البرمجة وأشهرها لغة برمجة بايثون) ! إذن هي تساعد في ايجاد حلول لمشكلات تواجه المشتغلين التنفيذيين أو حتى على مستوى صنع القرار تساعد الحلول في تمكين صانعه من وضع مدخلات عملية صنع القرار وبالتالي تسهل عملية اتخاذه !

وبالتالي نلاحظ أن العقل البشري لم يغيب عن المشهد بل نجده ماثلا في اختيار وتبويب المعلومات واذا ماتم تصدير بيانات خطأ فان آلية الذكاء الاصطناعي لن تستطع أن تقدم أي حلول !

لهذا يجب على المستخدمين أو Users توفير البيانات الصحيحة له ومن ثم نجد أنه يستخدم في ما يسمى التعلم الآلي ML وهو تقنيه موجوده في كثير من المجالات التعليمية !

▪️التعليم والذكاء الاصطناعي:

هنا الاشكالية التي تتمثل في احتياج مراحل التعليم الأساسي معلما بشريا مستعينا بذكائه الطبيعي ليخرج أجيالا تعرف كيف تفكر وكيف تبحث وتقارن ؟

ولهذا التعلم الالى غالبا لا يصلح في مراحل الأساسي أو الأولي ولكن اعتقد أنه من الأفضل أن ينحصر في التعليم الجامعي ومجالات التخصص التي تحتاج صقل المهارات مثل كورسات التدريب في بعض المجالات التي لا تتطلب وجود معلم بشري مثل تعلم اللغات والحاسبات والبرمجه وماشابه !

▪️مجالات الذكاء الإصطناعي:

ولا شك أننا نحتاج الذكاء الإصطناعي في أمن المعلومات وإجهاض برامج التجسس والهجمات السيبرانيه Haking Attacks ! إذن توجيه الذكاء الإصطناعي يتم عبر الحاسبات الآلية بأشكالها المختلفة والهواتف الذكية من خلال (العقل البشري) وفي اعتقادي أن الذكاء الإصطناعي يصلح في مجال الانتخابات وتنظيم آلية التصويت ولهذا هو يناسب جدا كل مايتعلق بعلم الإحصاء statistics !

▪️الذكاء الاصطناعي والإعلام :

ولكن هل يصلح الذكاء الإصطناعي في الإعلام ؟ أقول يصلح بكل تأكيد في توفير الوقت والجهد لحظة اختيار الأخبار المتدفقة على مدار الساعة للمساعدة في التبويب والترتيب وتحديد الاهم فالمهم ! وذكرت وكالة اسوشيتدت برس AP الأمريكية للأنباء أنها عندما إستخدمت الذكاء الإصطناعي في حصر الأخبار كان هناك تغطيات متعدده وواسعة.

إذن يمكن لهذه التقنية أن تقدم حلولا لعملية مثل تحديد سلم الاولويات في انتاج نشرة الأخبار أو سرعة تحرير الأخبار وتخزينها أو اختيار أفضل المتحدثين في البرامج الحوارية !

حيث يتم إخبار آلية الذكاء الاصطناعي بموضوعات معينه ومعها الأسماء والسيرة الذاتية، وعلى المعد أو رئيس التحرير ان يقوم بالاختيار النهائي ويفاضل من قائمة المتحدثين التي يرشحهم الحاسوب !

ويساعد الذكاء الاصطناعي في اعداد التقارير التي تحتاج ارقاما واحصائيات حول موضوع ما او في الغوص في الارشيف للبحث عن مادة مرئية أو مكتوبة قديمة داخل مكتبة الأخبار !

لكن هل يمكن ان يقوم الذكاء الإصطناعي بدور المذيع أو مقدم البرامج أو المحاور أو المراسل من موقع الحدث ؟ لا اعتقد لأن وجود العامل البشري هنا ضروري لتحقيق التفاعل مع الجمهور !

واظن انه ليس هناك للذكاء الاصطناعي دور في المكان الذي لا يمكن فيه الاستغناء أو تحييد الذكاء الطبيعي !

▪️باختصار يمكن القول إن هناك طريقين لا ثالث لهما بشأن استغلال الذكاء الإصطناعي

١- في المجالات التي تعود بالنفع على البشرية وهو أمر محمود ويجب البناء عليه

٢- أما استغلاله في الشر بما يضر بالانسان أمر مرفوض فالإعلام الإجتماعي أو social media قد يكون مفيدا اذا أردنا وقد يكون ضارا جدا إذا أردنا أيضا! ▪️خلاصة القول إن العقل البشري الطبيعي هو الذي يحدد أما طريق الخير أو طريق الشر !

*كاتب المقال: رئيس قطاع الأخبار الأسبق بالتليفزيون المصري.

رابط مختصر
2023-07-25
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر