دعت جهات غير معلومة في ليبيا إلى ما أطلقت عليه “الانتفاضة الكبرى” بهدف إنقاد ليبيا من الانهيار السياسي وإخراجها نهائيا من أزمتها القائمة، وذلك باسقاط جميع الأجسام السياسية المتهالكة على حدّ وصفها التي سببت في انهيارها.
وأعلنت الجهات التي لم تفصح عن هويتها في بيان غير موقع، عن جملة من الأهداف لهذه الانتفاضة، داعية جميع الليبيين من الشرق والغرب والجنوب للمشاركة يوم 27 يوليو الجاري بأعداد كبيرة لاسترداد السيادة الليبية المنهوبة وتقرير مصير بلادهم بإرادة داخلية خالصة.
وأكد المحلل السياسي عبد الحكيم معتوق أن هذا الحراك يحمل مؤشرات النجاح لاعتبارات كثيرة مضيفا : أن من سماهم الشباب “جادين هذه المرة بعد أن توفرت لهم عوامل مختلفة عن محاولات التظاهر السابق، فقد إلتفوا حول شخصيات محترمة وملتزمة مشهود لها بالوطنية والكفاءة والنزاهة وتمتلك قاعدة شعبية عريضة، لأن الركائز الأساسية التي بنيت عليها فكرة الحراك هي السيادة الوطنية، خاصة بعد سلسلة الانتهاكات التي عشناها خلال السنوات الماضية شرقا وغربا وجنوبا ومن جهة البحر، فضلا عن الفساد المستشري الذي أصبح شجرة وارفة الظل وكل شيء قابل للبيع، وهنا نستدل بستيفاني وليامز المبعوثة الأممية السابقة التي قالت قبل أيام أن “النخبة الحاكمة في ليبيا تميل نحو مقايضة سيادة بلادهم بثمن بخس”.
وفي ذات السياق شدد البيان على إيقاف نزيف نهب وسرقة المال العام ومحاسبة كافة الفاسدين وابعادهم من مفاصل الدولة وتعيين كفاءات وطنية، بعيدا عن المحاصصة والمنفعة الشخصية والمناطقية. كما دعا البيان إلى إبعاد الدول الخارجية والأمم المتحدة من التدخل المباشر في مصير ليبيا السياسي، ووضع خارطة طريق واضحة المعالم، واقعية التطبيق من الليبيين تقوم على مبدأ وضع أساسيات البناء في مستقبل ليبيا السياسي، وذلك بانهاء المرحلة الانتقالية والذهاب إلى مرحلة الدولة وإقامة دستور ينظم الحياة السياسية للوصول إلى انتخابات نزيهة وبناء مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية.
وأوضح معتوق : “إن أساس هذا الحراك هو إسقاط كل الأجسام السياسية بما فيها الجيش بقيادة خليفة حفتر، وإذا لم يحيد نفسه فسيكون هو الآخر في دائرة الاسقاط ، لأن هذا الحراك يريد إنتاج معادلة سياسية جديدة تفرز حكومة توافق حقيقية تتكون من شخصيات وطنية تلملم شتات هذا الوطن وتحلحل بعض المشاكل كصياغة دستور جديد واجراء انتخابات خلال سنة”.
وأضاف المحلل السياسي عبد الحكيم معتوق : “أن حالة الاحتقان في ليبيا كبيرة جدا والرغبة جامحة، ونقطة الانطلاق ستكون من الزاوية والقرى القريبة منها، وهناك تفاعل من بعض المدن الاخرى للانضمام لهذه الانتفاضة مثل بني وليد ترهونة وزليطن وحتى داخل مصراتة، والاتصالات قائمة مع مدن الشرق مثل طبرق والبيضاء وبنغازي وبانتظار تفاعل الليبيين المقيمين بتونس والقاهرة، اما التدابير الاحترازية المتخذة في حال فكر البعض في قمع هذا الحراك، هناك مفرزة تشكلت جيدا من الشباب المتطوعين لحماية المتظاهرين”.
ولكن يبقى السؤال من الذي يقف وراء هذا الحراك سيما وأن الكل يتخفى ولا يرغب في الاعلان عن نفسه؟
المثير في الأمر وفي ظل هذه التساؤلات تم الإعلان عن تشكيل مسلح بين عدد من المليشيات لدخول العاصمة طرابلس يوم 27 يوليو تاريخ ما سمي بالانتفاضة الكبرى أو الحراك الشبابي .
هذا الإعلان جاء اثر اجتماع بمدينة الزاوية بالغرب الليبي، ضم عدد من أمراء الحرب بقيادة العضو الراديكالي بالجماعة الليبية المقاتلة شعبان مسعود خليفة هدية المكنى “أبو عبيدة الزاوي” المطلوب دوليا والعائد من تركيا قبل أشهر .
ويرى مراقبون ليبيون أن الحرب المؤجلة حان وقتها وبدعم خارجي بين فريقين، فريق يرفع شعار حماية الشرعية، بقيادة رئيس الحكومة عبد الحميد دبيبة، مدعوما بجهاز دعم الاستقرار الذي يقوده غنيوة الككلي وآمر جهاز قوة الردع الشيخ الملازم عبد الرؤوف كاره، وآمر ما يسمى ميليشيا 301 عبد السلام الزوبي وغيرها من الميليشيات المسلحة.
وفريق ثان يرفع شعار إسقاط حكومة الدبيبة وتشكيل أخرى ، يقوده تحالف مليشاوي عريض مكون من أبوعبيدة الزاوي وأسامة الجويلي الذي شغل مناصب عسكرية عدة بالمنطقة الغربية، والجنرال خليفة حفتر قائد عملية الكرامة ورئيس المجلس الاعلى للدولة السابق خالد المشري وقائد لواء ثوار طرابلس هيثم التاجوري وميليشيا النصر التي يقودها محمد كشلاف المعروف بـ”قصب” المتورط في تهريب المنتجات النفطية من مصفاة الزاوية وأخرين.
وتابع المرابقون أن ليبيا اليوم ساحة للفوضى والصراع العبثي وخيوط اللعبة مكشوفة أمام الجميع بالداخل والخارج ..