> الرئيس عبد الفتاح السيسي:
نأمل في التوصل إلى حل توافقي لعودة اتفاقية الحبوب تحقيقا لمصالح جميع الأطراف
>> الوضع العالمي الحالي يهدد أمن القارة الأفريقية وحقوق الأجيال القادمة
اختتمت القمة الروسية الأفريقية أعمالها، أمس الأول الجمعة، في سان بطرسبورج، وسط تعهدات بتعزيز الشراكة بين الجانبين في مجالات التجارة والأمن والغذاء والتكنولوجيا.
وعبر البيان الختامي للقمة عن القلق إزاء ارتفاع أسعار المواد الغذائية والأسمدة.
وقد اعتمدت القمة خطة للتعاون في مكافحة الإرهاب، وخطة لتنشيط التنسيق في السياسة الخارجية.
وقد تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين – في اليوم الختامي للقمة- بإرسال الغذاء والسلاح لأفريقيا وتعزيز التعاون مع أجهزتها الاستخباراتية.
وفي مؤتمر صحفي بعد اختتام القمة، تعهد بوتين بأن تكون هناك آلية عمل وتنسيق بين روسيا وأفريقيا في المرحلة المقبلة. وقال “سنقدم مساعدة للدول الأفريقية لمحاربة الأوبئة، وقد وصلت المبالغ المخصصة إلى 1.5 مليار روبل”.
وأضاف أن الشركات الأفريقية منفتحة على تمكين الشركاء الأفارقة من التكنولوجيا وزيادة التعاون الثقافي والرياضي، وأن لدى موسكو خطة عمل مع أفريقيا حتى عام 2026 تهدف لزيادة التبادل التجاري وبنيته التحتية والتعامل بالعملات المحلية.
وقال الرئيس الروسي “اتخذنا موقفا موحدا بالقمة الأفريقية الروسية على تحدي النظام الاستعماري ومحاولات القضاء على القيم”.
وفي وقت سابق، قال بوتين إن بلاده وأفريقيا “تؤيدان إنشاء عالم متعدد عادل مبني على احترام الشرعية الدولية”. وأضاف أن موسكو تعارض فرض بعض الدول منظومة قائمة على القواعد التي تلائمها وليس على القانون الدولي.
وأكد بوتين أن روسيا مستعدة لتزويد أفريقيا ببعض الأسلحة مجانا لتعزيز الأمن في القارة والعمل بشكل أوثق مع أجهزة إنفاذ القانون والمخابرات الأفريقية.
وأضاف أن بلاده ستزيد الصادرات الزراعية وستظل موردا للغذاء يمكن الاعتماد عليه. وذكر أن موسكو ألغت ديونا على أفريقيا بقيمة 23 مليار دولار، من دون أن يوضح الفترة الزمنية أو يحدد الدول المعنية.
وأشار بوتين إلى أن أفريقيا تتحول إلى مركز قوة جديد وينبغي للجميع أخذ ذلك في الحسبان. وقال “لنأخذ على سبيل المثال مبادرة عدد من الدول الأفريقية بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية. هي مشكلة حادة ونحن لا نتغاضى عن النظر فيها. هذه الخطوة تدل على الكثير، إذ إن كافة عمليات الوساطة في السابق كانت حصرية على الدول التي يّقال إنها ديمقراطيات نامية، أما الآن فلا”.
وأضاف “اليوم أفريقيا مستعدة للمساعدة في معالجة مشاكل تقع خارج نطاق مصالحها الأساسية. بكل احترام نتعامل مع مبادرتكم، وسندرسها بكل اهتمام”.
أما رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، فشدد على أن الاتحاد يولي أهمية كبيرة لسلامة الدول وسيادتها والتسوية السلمية للأزمات عبر المفاوضات.
وقال فكي إن روسيا أول دولة قدمت الدعم لأفريقيا في مواجهة الاستعمار والعبودية، ونوه بالتزام روسيا بالمساعدة والتدريب وتعزيز قدرات الكادر البشري في القارة.
من جانبه، أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن تطلعه إلى التوصل لحل توافقي لعودة مبادرة الحبوب، التي أعلنت روسيا توقف العمل بها في وقت سابق من يوليو الجاري.
وقال السيسي خلال كلمة ألقاها في القمة “أتطلع للتوصل إلى حل توافقي بشأن اتفاقية تصدير الحبوب يأخذ في الاعتبار مطالب كافة الأطراف ومصالحها ويضع حدا للارتفاع المستمر في أسعار الحبوب”.
واعتبر أن الوضع العالمي الحالي يفرض تحديات كبرى على الدول الأفريقية، مضيفا أن هذه التحديات تهدد أمن القارة وحقوق الأجيال القادمة.
وتابع السيسي أن “الدول الأفريقية دول ذات سيادة تنشد السلام والأمن وتنأى بنفسها عن الصراعات، كما تبحث عن التنمية المستدامة لصالح شعوبها”.
وفي السياق، ندد السيسي بالعقوبات غير الشرعية خارج إطار القوانين الدولية، التي تُفرض على بعض الدول.
كذلك شدد على التزام مصر وانخراطها في جهود تعميق الشراكة الإستراتيجية مع روسيا، من خلال تسخير الأدوات والإمكانيات المصرية، وتفعيل التعاون القائم بين الشركات المصرية ونظيراتها الروسية.
وفي السياق ذاته، حذر رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي من تفاقم أزمة توريد الغذاء، ودعا إلى تجاوز الخلافات والاستجابة بواقعية إلى كل طرف لضمان التوصل إلى اتفاق بشكل عاجل.
وقد انطلقت الخميس الماضي النسخة الثانية من القمة الروسية الأفريقية في مدينة سان بطرسبورج الروسية، في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز العلاقات الإستراتيجية بين موسكو ودول القارة السمراء والارتقاء بها لمستوى جديد.
وشارك في القمة -التي تختتم أعمالها اليوم- عدد من قادة الدول الأفريقية، بينها مصر وجنوب أفريقيا.
وأكد يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي للشؤون الدولية مشاركة 49 دولة أفريقية من أصل 54 في القمة، التي عقدت نسختها الأولى في مدينة سوتشي الروسية عام 2019.