١٤ أغسطس عام ٢٠١٣ تاريخ لابد أن نتوقف أمامه ففي هذا اليوم تم فض اعتصامي ميداني النهضة ورابعة التي حاولت جماعة الإخوان بهما أن تسقط الدولة المصرية وتفرض شرعية مزعومة حيث يخلط البعض بين مفهومين من أدبيات العلوم السياسية هما شرعية ومشروعية اي نظام سياسي فالاول يعني الأسس القانونية و السياسية التي يستند إليها هذا النظام وتعطي مقومات استمراره أما الثاني يعني مدى قانونية شرعية النظام حيث يصبح النظام السياسي متأرجحا بين المشروعية وعدم المشروعية حتى ولو امتلك مقومات الشرعية !
▪️مشروعية نظام الإخوان
لدينا مثال واضح في العام الذي حكمت فيه جماعة الإخوان مصر بين 30 يونيه 2012 – 30 يونيه 2013 إذا افترضنا أن د.محمد مرسي مرشح الجماعة قد نجح فعلا في الانتخابات – وانا شخصيا اشك في ذلك لأسباب عديدة شرحتها في كتابي اللحظات الحاسمة شهادة من قلب ماسبيرو الذي صدر عام 2015 – اقول نجح بفارق ليس كبيرا عن منافسه الفريق أحمد شفيق إذ حصل الاخير على 12٬347٬380 صوتا في حين حصل مرسي على 13٬230٬131 صوت كما جاء في اعلان نتيجة الانتخابات على اي حال ماذا حدث خلال العام المشار إليه حتى افقد جماعة الإخوان مشروعية حكمها بالشكل الذي جعله يسقط على النحو الذي عشناه جميعا وكنا شاهدي عيان عليه ؟
▪️التعاطي الغربي مع مصر
الإعلام الغربي وصف ثورة 30 يونيه بأنها انقلاب على الشرعية والطريف أن هذا الإعلام نفسه لما سقط نظام الرئيس مبارك في 11 فبراير 2011 أقام الدنيا ولم يقعدها وهلل للثورة على هذا النظام التي كانت إحدى ثورات نظرية الفوضى الخلاقة أو ما يعرف إعلاميا ب (ثورات الربيع العربي)، ما يعني أن الإعلام الغربي نهج مسارا ليس غريبا علينا فيما يتعلق بسلوكه المتناقض الذي يقوم على سياسة الكيل بمكيالين !
إن الأمر واضح بالنسبة لحكم مبارك لم يكن على هواهم في أيامه الأخيرة وتم تصدير الثورة لمصر التي وجدت صدى في الشارع المصري نتيجة ضعف النظام من جهة والممارسات غير الديموقراطية التي كانت تمارس من قبل النظام لاسيما بعد أن تم التزاوج بين المال والسلطة من ناحية اخرى هذا في عام 2011 !
▪️لماذا سقط حكم المرشد؟
أما في عام 2013 تم اقتلاع حكم الإخوان بثورة حقيقية أسقطت شرعية نظام فقد مشروعيته اولا لانه فشل في حكم البلاد وفتح الباب على مصراعيه للإرهاب والمتطرفين يعيسون فسادا وترويعا للامنين خاصة في شبه جزيرة سيناء بمباركة (حكم المرشد ) وثبت أن الجماعة لم يكن ولاؤها لمصر إنما الولاء للتنظيم الدولي الموجود خارج حدود الوطن الذي يعتبرونه حفنة من تراب عفن !
أن الوطن في نظرهم وثن وأن العلم ليس سوى صنم هذا من صميم عقيدتهم القطبية واعترف في إحد التسريبات قيادي منهم وهو المهندس خيرت الشاطر أن إعلانهم عن عدم رغبتهم في الحكم يعود إلى أن الجماعة ترتبط بالتنظيم الدولي للإخوان والسؤال ما الذي جعلهم يعدلون عن رأيهم ويخوضون انتخابات 2012 ؟
أليس كل ماسبق كافٍ لإسقاط مشروعية حكمهم وبالتالي الشرعية التي يتمسكون بها قد جبتها الشرعية الجماهيرية في 30 يونيه!
ويكفي القول إن عدد المواطنين الذين كانوا في الميادين وتم تصويرهم جوا تجاوز 32 مليون مصري أي أكثر من ضعف الأصوات التي حصل عليها مرسي في الانتخابات !
ودعونا نتحدث بلغة المنطق اليس من حق الناخب أن يسحب تأييده للمرشح الذي اختاره في حال فشله وهذا بالضبط ما حدث في 30 يونيه و 3 يوليه 2013 !
لكن كما قلنا إن الإعلام الغربي الذي يحكمه الهوى كان يرى أن الإخوان أداة لتنفيذ مخطط إسقاط الدولة المصرية وبالتالي جاءت ثورة الشعب لتجهض المخطط وتكشف ابعاد مؤامرة تقسيم وتجزأة ليس مصر وحدها إنما العالم العربي كله !
إذن على النحو المتقدم أصبحت الصورة واضحة أن المصريين لفظوا حكما ادخل الوطن في نفق مظلم وأنهوا عهد الظلام والظلاميبن وفوتوا الفرصة على كارهي مصر من أن ينفثوا سمومهم !
*كاتب المقال: رئيس قطاع الأخبار الأسبق بالهيئة الوطنية للإعلام.