شهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بالقرب من صيدا جنوب لبنان، اشتباكات عنيفة طوال اليوم الاثنين، واشتعلت جميع المحاور داخل المخيم بين حركة فتح ومجموعات إسلامية متشددة أبرزها “الشباب المسلم، وجند الشام”، استعملت خلال الاشتباكات القذائف الصاروخية وقذائف الهاون إلى جانب الأسلحة الرشاشة المتوسطة والخفيفة والقناصات. وسجل سقوط عدد من القذائف والرصاص الطائش في أماكن متفرقة خارج المخيم، حيث سجل سقوط قذيفة على مقربة من مدخل المخيم وسقطت أخرى في شارع داخلي دون تسجيل أي إصابات، بينما أصاب الرصاص الطائش مكتب أمن الدولة في سراي صيدا الحكومي مما تسبب في تحطيم زجاج نوافذه.
ونتج عن الاشتباكات 10 قتلى و128 جريحًا، بالإضافة إلى 5 جرحى من الجيش اللبناني نتيجة سقوط 3 قذائف في مركزين عائدين لوحدات الجيش المنتشرة في محيط المخيم، عوضا عن نزوح مئات العائلات من المخيم وأطرافه إلى مراكز إيواء آمنة. وكان قد اجتمع المدير العام للأمن العام اللبناني بالإنابة، العميد الياس البيسري، مع الفصائل الفلسطينية وهيئة العمل الفلسطيني المشترك، بعد ظهر اليوم، ونتج عن الاجتماع اتفاق على وقف فوري لإطلاق النار في مخيم عين الحلوة.
وقال مكتب شؤون الإعلام في المديرية العامة للأمن العام في بيان إنه “بتاريخ 11 أيلول/ سبتمبر 2023، اجتمعت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان بدعوة من مدير عام الأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري وبحضور رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الدكتور باسل الحسن، وقد تم الاتفاق على وقف فوري ودائم لإطلاق النار، ومتابعة تسليم المطلوبين باغتيال اللواء العرموشي ورفاقه، وكذلك عبد الرحمن فرهود (ينتمي للشباب المسلم) للسلطات اللبنانية وفق آلية تم التوافق عليها”. واستمرت الاشتباكات وبشكل عنيف عقب الاجتماع، حيث تم رصد 4 خروقات لوقف إطلاق النار. وتسود الآن حالة من الهدوء الحذر في المخيم، وسط مخاوف من تجدد الاشتباكات بعد فشل وقف إطلاق النار لأكثر من مرة في الأيام السابقة.
وأعلنت عدد من المدارس وفروع الجامعة اللبنانية ومؤسسة مياه لبنان الجنوبي تمديد قرار إقفالها حفاظاً على السلامة العامة، وحتى التأكد من استتباب الأمن وعودة الأمور إلى طبيعتها في المدينة.