أصدرت السلطات المغربية توضيحات بشأن قبول أو رفض عروض الدول للمساعدة في عمليات الإغاثة الخاصة بالزلزال المدمر الذي ضرب البلاد السبت الماضي.
وقال مصدر رسمي مغربي، في بيان وصل لـ “سبوتنيك” نسخة منه، إن “المملكة في هذه المرحلة لا تعاني من أي خصاص على مستوى إمدادات المواد الغذائية للمناطق المتضررة”، مشيرا إلى أن “قبول المساعدات من دول قليلة يرجع للتحكم في عملية تنسيق الجهود ما بين فرق الإنقاذ المغربية ونظيرتها من هذه الدول، وبالتالي ضمان نجاعة التدخلات”. وأضاف البيان أن “المغرب يقبل فقط الدعم الذي يأتي عن طريق الدول”، مشددا على ضرورة أن “يمر الدعم عبر تعاملات دبلوماسية معينة، وأن يكون الاتصال بوزارة الخارجية المغربية في هذا الشأن”.
وأكد أن “المغرب لديه سابقة في التعامل مع الكوارث الطبيعية، على غرار الزلازل والفيضانات، وبالتالي فقد تكونت لديه تجربة مهمة في هذا الإطار”.
وتابع: “المقاربة التي اعتمدها المغرب في التعاطي مع عروض المساعدات التي تلقاها من عدد من الدول هي مقاربة تقنية بالدرجة الأولى وليس لديه أي خصاص على هذا المستوى، ذلك أن أغلب المراكز المنتجة لهذه المواد لم تضرر”.
وأوضح المصدر أن “قبول المساعدات من كل من الإمارات وإسبانيا والمملكة المتحدة وقطر راجع بالأساس إلى كون المساعدات التي عرضتها هذه الدول ذات طبيعة تقنية، خاصة فيما يتعلق بتقنيات البحث تحت الأنقاض”.
وختم البيان بالقول إن “الرباط لم تتعامل بصيغة انتقائية سلبية مع عروض المساعدات، وإنما قاربتها من زاوية احتياجاتها على المستوى التقني، ذلك أن الأدوية والأغذية تمكنت السلطات بمعية المجتمع المدني من توفير ما يلزم منها”.
وضرب زلزال مدمر المغرب، ليل الجمعة/ السبت الماضي، بلغت شدته 7 درجات، وبعدها بدقائق وقعت هزة أرضية ثانية.
وأعلنت وزارة الداخلية المغربية، في وقت سابق، “ارتفاع عدد ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد إلى أكثر من 2500 حالة وفاة وما لايقل عن 3000 إصابة”.
من جهتها، قالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن زلزال المغرب وقع على عمق 18.5 كم ومركزه جبال الأطلس، فيما قال المعهد الوطني للجيوفيزياء في المغرب إن الزلزال الذي ضرب جنوب غرب مراكش هو الأعنف منذ قرن.
وحذر مركز رصد الزلازل الأورومتوسطي، السكان في المغرب من العودة إلى منازلهم في مناطق وقوع الزلزال المدمر، خوفا من الهزات الارتدادية.
وأثر الزلزال المدمر على أكثر من 300 ألف شخص في مدينة مراكش المدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وفق منظمة الصحة العالمية.
وأصدر عاهل المغرب الملك محمد السادس، مساء السبت، سلسلة من التعليمات لمواجهة تداعيات الزلزال، الذي ضرب عدة مدن في المملكة، مخلفا ما يزيد عن الألف قتيل. وبحسب بيان للديوان الملكي، رفع المسؤولون خلال الجلسة “ﺗﻔﺎﺻﯾل اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗم اﺗﺧﺎذھﺎ ﻣن أﺟل اﻟﺗﻌﺎﻣل اﻟﺳرﯾﻊ ﻣﻊ ھذه اﻟﻛﺎرﺛﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ”.
وشملت هذه الإجراءات “تعزيز اﻟوﺳﺎﺋل وﻓرق اﻟﺑﺣث واﻹﻧﻘﺎذ ﻣن أﺟل ﺗﺳرﯾﻊ ﻋﻣﻠﯾﺔ إﻧﻘﺎذ وإﺟﻼء اﻟﺟرﺣﻰ، وتزوﯾد اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻣﺗﺿررة ﺑﺎﻟﻣﺎء اﻟﺻﺎﻟﺢ ﻟﻠﺷرب، وتوزيع ﺣﺻص ﻏذاﺋﯾﺔ وﺧﯾﺎم وأﻏطﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻛوﺑﯾن، واﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﺳرﯾﻊ ﻟﻠﺧدﻣﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ”.