في هذه الأزمان المضطربة، حيث تلتف الأخبار والتحليلات السياسية حولنا مثل العواصف، قد نجد أن البساطة هي الحل الأمثل لفهم الوضع. وفي مكان لا يبدو أنه يمكن أن يقدم دروسًا في السياسة، وجدت نفسي في كافيه في مصر، وكان جواري بدوي مثقف يتمتع بفهم عميق للأمور.
عندما سألته عن رأيه في قضية فلسطين، لم يحتاج إلى مقالات طويلة أو تحليلات معقدة للرد. بكل بساطة ووضوح قال: “حبيبي حل دولتين وكل واحد يقبض مذهبه ويقعد وفكونا من أم هالقضية”. كلمات قليلة تحمل في طياتها حلاً عملياً وواقعياً لمشكلة استمرت لعقود.
ربما هو سر الحكمة البدوية، حيث البساطة لا تعني الجهل، بل تعني التركيز على الأساسيات وتجاوز التعقيدات. في الصحاري القاحلة، يتعلم البدو كيفية التعايش مع البيئة المحيطة بهم واستغلال مواردها بأقل الوسائل المتاحة. حتى الطير، كما قلت، يُدرب ليساهم في تأمين قوتهم.
لذا، قد يكون علينا أن نتوقف قليلاً ونتعلم من حكمة البدو. في بساطة الأفكار قد تكون الحلول الأمثل لمشكلاتنا المعقدة.
في الختام، لا أقول هذا لترويج لفكرة أن البساطة تحل كل شيء، ولكن في بعض الأحيان، قد يكون الجواب الأبسط هو الأدق.
*كاتب المقال: كاتب إماراتي.