بعد أن اقتربنا من نهاية الشهر الثاني من الحرب في غزة هناك خمس من الحقائق على الأرض تابعها كل المراقبين يمكن سردها على النحو التالي في:
أولا، أثبتت حرب غزة أن إسرائيل ليست هي الدولة الأقوى في الشرق الأوسط كما يروج حكاما وميديا تل أبيب، وأن جيشها لا يقهر رغم أنه خلال الخمسين سنة الأخيرة هزم عسكريا ولم يشهد انتصارا عسكريا واحدا ولجنة أجرانات تشهد على ذلك.
ثانيا، أعتقد أن الهدنة الإنسانية التي تم الاتفاق عليها بين حماس ودولة الاحتلال برعاية مصرية قطرية أمريكية أثبتت بما لا يدع مجالا للشك هزيمة إسرائيل شكلا وموضوعا في حرب غزة وان المقاومة الفلسطينية صامدة وقادرة على دحر العدوان رغم أن الفاتورة التي دفعها الشعب الفلسطيني في غزه كبيرة 50,000 شهيد وجريح ومفقود.
ثالثا، أن هذه الحرب في غزة أثبتت أن العمل الجماعي خاصة العربي غير قادر على الفعل بدليل أن مؤتمري أحدهما دولي والآخر عربي وإسلامي عقد ولم ينجم عنهما أي نتيجة لوقف العدوان على غزة ولكن التعاون الثنائي هو الأكثر فاعلية بدليل أن مصر وقطر لعبتا الدور الأهم في إنجاز الهدنه الانسانيه بين دوله الاحتلال وحماس.
رابعا، اثبتت حرب غزة عدم فاعلية التنظيم الدولي المنوط به تحقيق الامن والسلم الدوليين وكذلك الحفاظ على حقوق الإنسان خاصة حقوق الطفل واقصد الامم المتحده بكل مجالسها واجهزتها ووكالاتها المتخصصة نقول فشلت فشلا ذريعا في القيام بادوارها في وقف العدوان وحماية حقوق الإنسان في فلسطين.
خامسا، نلاحظ ان الاعلام كان له دور متميز في تحقيق علاقه اتصاليه مباشرة مهمه ومتطورة بين المتلقي ووسيله الاتصال خلال تغطية احداث الحرب في غزة فتم نقلها الحرب على الهواء للمره الاولى ان جميع الحروب التي شهدها العالم ومنطقة الشرق الاوسط على وجه الخصوص كانت التغطيات لاحقة وليست آنية وهذا يعني ان النقل على الهواء للاحداث الكبرى مثل الحروب والكوارث الانسانيه واصبح اليوم متاحا في عصر الاعلام الرقمي وهو من الامور الإيجابية لحرب غزة.