»» القضاء الفرنسي ينتصر لرجل الأعمال الطيب بن عبد الرحمن ويطالب قطر بعدم تنفيذ الحكم بإعدامه أو ما يهدد حياته
قبل أيام قليلة استقبل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمير دولة قطر، تميم بن حمد آل ثاني في إطار زيارة دولة هي الأولى منذ توليه الحكم سنة 2013.
إلى هنا يبدو الخبر عاديا سيما وأن الزيارة كانت ناجحة سياسيا حسب تصريحات الطرفين، كما حظيت باهتمام بالغ من وسائل الإعلام الفرنسية المقروءة والمرئية والمسموعة.
لكن ما أثار حفيظة المتابعين لللشأن السياسي في باريس هو الدعوة التي وجهها ماكرون لكل من اللاعب كيليان امبابي ورئيس نادي باريس سان جيرمان لحضور حفل العشاء الذي أقيم على شرف الأمير الضيف تميم بنحمد آل ثاني.
صحيفة Le Parisien أكدت خبر الدعوة ولمحت لاحقا إلى أن الدعوة قد تكون بسبب إثناء النجم الفرنسي امبابي نجم فريق باريس سان جيرمان، عن الالتحاق بصفوف نادي برشلونة الإسباني، خلال فترة الميركاتو الصيفية المقبلة مشيرة الى أن نجم باريس سان جيرمان سبق وان دخل قصر الإيليزيه عدة مرات.
قطر الوسيط الرئيسي بين حركة حماس وإسرائيل، وقع أميرها في تسللبين أروقة الايليزيه أمام الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي شدد على إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين قائلا : “انها أولوية مطلقة بالنسبة لباريس”،بينما أدان أمير قطر الشيخ تميم “الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني” و”التهجير القسري”.
أمام مراوغة الرئيس ماكرون، لم يكن أمام الشيخ تميم من مفر غير اقتحام ملعب السياسية بقوانين كرة القدم، ممّا يستوجب توظيف حكم يفصل بين تكوير السياسة وتسييس الكرة، والانتصار لمن ينادي : لا للتهجير القسري للفلسطينين أو لمن ينادي لا لتهجير اللاعب امبابي من باريس إلى برشلونة”!!
أما دعوة المسؤول الأول عن ميركاتو بيع وشراء اللاعبين، المثير للجدل ناصر الخليفة رئيس نادي باريس جان جيرمان، فقد خلفت استياء كبيرا لدى البعض، واعتبرها ناشطون حقوقيون استفزازا صريحا لمشاعر الفرنسيين المطالبين برد الاعتبار والنظر في حكم الإعدام الصادر غيابيامن محكمة قطرية ضد المواطن الفرنسي من أصول جزائرية الطيب بن عبدالرحمن وثلاثة آخرين على خلفية حيازة وثائق تورط ناصر الخليفة في قضايا فساد لازالت منشورة أمام القضاء الفرنسي.
وتعود تفاصيل القضية إلى شهر يناير من سنة 2020 حيث أكد رجل الأعمال الطيب بن عبد الرحمن في الدعوى التي رفعها أمام القضاء الفرنسي، أن ناصر الخليفة قام بخطفه خلال تواجده بدولة قطر واحتجازه لمدة ستة أشهر.
جلوس المليونير القطري ناصر الخليفة على طاولة الرئيس ماكرون لم ينقذه ودولته من الإدانة، فقد أصدرت محكمة التحكيم الدائمة قبل أيام أمرا لصالح الطيب بن عبد الرحمن الذي عانى من المعاملة الغير انسانية والاعتقال والتعذيب على يد السلطات القطرية.
ويعد هذا القرار التحكيمي انتصارا كبيرا لبن عبد الرحمن كما يبرز الالتزام الراسخ للمحكمة بحماية الحقوق الفردية وإنفاذ العدالة الدولية.
وقد ألزمت المحكمة دولة قطر بشروط صارمة لضمان الأمن والعدالة لرجل الاعمال الفرنسي، ومن بين النقاط الرئيسية، طلب المحكمة من قطر الامتناع عن أي سلوك يهدد حياة أو أمن الطيب بن عبد الرحمن، وتعليق كل الإجراءات الجنائية الجارية ضده، وعدم اتخاذ أي إجراء يهدف إلى تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحقه في مايو 2023. كما يجب على دولة قطر الحفاظ على جميع الأدلة والوثائق المصادرة وتقديمها إلى المحكمة.
ويعد قرار محكمة التحكيم رسالة قوية إلى الدول التي تحاول استخدام قوتها لقمع وترهيب الأفراد، مؤكدة أن مثل هذه الأفعال لن يتم التسامح معها على الساحة الدولية.