»» المقاومة الفلسطينية كبدت دولة الاحتلال خسائر باهظة بنحو ٦٠ مليار دولار
»» سقوط مؤكد للأمن القومي الإسرائيلي.. واستمرار حجز ١٣٢ أسيرا لدى المقاومة في غزة
»» حكومة الحرب الإسرائيلية مصيرها السجن في حال توقف الحرب
»» تنامي التأييد الدولي الواسع للحق الفلسطيني وإعادة إحياء قضيته
»» تدمير همجي وممنهج ل٨٥٪ من الوحدات السكنية والبنية التحية والمستشفيات والجامعات في غزة
»» ارتكاب ما يقترب من ٥٠٠ مجزرة ضد المدنيين والأطفال والنساء
»» أكثر من ثلاثين ألف جريح فلسطيني أصيبوا بإعاقات وعاهات دائمة
»» أكثر من 30ألف طفل فلسطيني فقدوا أباءهم ومعيليهم وأصبحوا أيتام الأب
عقد مركز يافا للدراسات والأبحاث في القاهرة ( اليوم 9/3/2024) ندوة استراتيجية مهمة تضامنا مع الشعب والمقاومة الفلسطينية في صمودهم الأسطوري ضد العدوان الصهيوني الوحشي المستمر منذ ستة أشهر.
الندوة حملت عنوان “حصاد الحرب وسناريوهات اليوم التالي لإيقاف العدوان”.
شارك في الندوة خبراء وسياسين وقانونيين مصريين وفلسطينين قدم بعضهم من غزة قبل أيام وقدموا شهادتهم الحية وحقائق الحرب ونتائجها من داخل غزة.
ومن أبرز المشاركين في الندوة د. محمد بسيسو مقررلجنة فلسطين ومقاومة التطبيع في اتحاد المحامين العرب، ولواء د. محمد أبو سمرة رئيس تيار الاستقلال في غزة، ود. صلاح عبدالعاطي المحامي من غزة ورئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، ود. عصام حلمي رئيس الحملة الأهلية في غزة لإنقاذ مرضي السرطان، ود. فتحي حسين عامر الخبير الإعلامي المصري، ود.عواطف أبو شادي أستاذة العلوم السياسية.
أدار الندوة د. رفعت سيدأحمد رئيس المركز.. هذا وقد قدم المشاركون في الندوة دراسات متخصصة ووثائق حول حصاد الحرب وخسائرها إسرائيليا وفلسطينيا، حيث أجمعت الدراسات على أن العدو الإسرائيلي، تكبد نتيجة المقاومة الباسلة ضده خسائر وصلت إلى 6.6% من الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل مع تراجع النمو الاقتصادي للعام الجاري بمقدار 1.1 نقطة مئوية بعد خسائر متوقعة قدرها 1.4 نقطة مئوية العام الماضي، فيما قدر الخبراء الخسائر المالية للحرب بعد ستة أشهر من اندلاعها بنحو (60 مليار دولار)، هذا بالإضافة الي أن الخسائر المالية ليست فقط هي ما خسره الإسرائيلي إذا ثمة خسائر أخرى كبيرة حيث، سقط مفهوم الأمن القومي الإسرائيلي بشكل مؤكد رغم الدم والمجازر التي يحاول جيش الاحتلال استعمالها للتغطية علي سقوط هذا الأمن واهتزازه تاريخيا، فضلا عن أنه لا يزال 132 أسيراً إسرائيلياً محتجزين في غزة.
كما أن شعبية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تراجعت بشكل مزلزل وكبير وسط خلافات كبيرة تعصف بتماسك حكومة الحرب المصغرة، والتي مصيرها السجن إن توقفت الحرب ولذلك هو يرفض ذلك ويستمر في الايغال في الدم الفلسطيني.
كما ذكر الخبراء في الندوة-إلى ذلك، غصت العديد من العيادات النفسية في البلاد بمرضى سواء من الجيش أو غيره من المستوطنين.. كذلك من خسائر الحرب تنامي التأييد الدولي الواسع للحق الفلسطيني وإعادة إحياء القضية بعد سبات طويل مع صعود دور القانونين الدوليين ضد إسرائيل وخاصة بعد قرارات ومحاكمات ( محكمة العدل الدولية ).
يضاف إلى كل ذلك، خسائر في صفوف جيش الاحتلال زادت علي الألف قتيل مع إطلاق أكثر من ١٥ ألف صاروخ من غزة ولبنان وسوريا نحو القلب ( العسكري والاستيطاني )للكيان المحتل.
أما على مستوى الخسائر الفلسطينية ففضلا عن عشرات الألوف من الشهداء والمصابين فثمة تدمير همجي وممنهج ل٨٥٪ من الوحدات السكنية والبنية التحية والمستشفيات والجامعات في غزة وارتكاب ما يقترب من ٥٠٠ مجزرة ضد المدنيين والأطفال والنساء.. هذا مع تخلي عربي وإسلامي ( رسمي وليس شعبيا) شبه كامل عن الدعم والمساندة للشعب والمقاومة الفلسطينية.
ووفقا للورقة البحثية بالغة الأهمية التي قدمها اللوء دكتور محمد أبو سمرة، فقد أسفر العدوان المتواصل عن استشهاد سبعين ألف شهيد %70 منهم من الأطفال والنساء، وإصابة أكثر من مائة ألف جريح، من الفلسطينيين الأبرياء المدنيين العُزَّل من الأطفال والنساء والفتيات والشبان والشيوخ والعجائز والمرضى والمقعدين والعَجَزة، أكثر من نصفهم أصيبوا بجراحٍ خطرة، من بينهم أكثر من ثلاثين ألف جريح أصيبوا بإعاقات وعاهات دائمة، وفقد أكثر من 30ألف طفل فلسطيني أباءهم ومعيليهم وأصبحوا أيتام الأب، وهناك من الأطفال من فقد الأبوين أو جميع أفراد الأسرة والعائلة، ومسح الاحتلال المجرم أكثر من خمسة ألاف أسرة من السجل المدني بشكلٍ كامل، ودمرَّ البنية التحتية بشكلٍ كامل في قطاع غزة وحوالي 80% من المباني والمساكن والأحياء، وجميع الجامعات والمقار والمؤسسات والأجهزة الحكومية والبلدية، ومعظم المدارس والمساجد والكنائس والمؤسسات والجمعيات الخيرية والاجتماعية ، إضافة إلى المقابر ومقامات الأولياء والصالحين، وكذلك قصف وتدمير جميع الأماكن والمباني والمواقع الحضارية والأثرية والتاريخية، في مقدمتها المساجد الأكثر قِدَماً وعراقةً في فلسطين والعالم الإسلامي، وفي مقدمتها المسجد العمري الكبير في غزة، والذي تم بناءه في الأعوام الأولى للهجرة النبوية الشريفة، وهو أول مسجد بُني خارج الجزيرة العربية وفي فلسطين وبلاد الشام وعلى ساحل المتوسط، ومسجد السيد هاشم الذي شُيدَّ على أكناف مقام الجد الأكبر للرسول (صلى الله وبارك وسلم عليه واله)، وهو ثاني المساجد التي تم بناءها في فلسطين وبلاد الشام. وسرق ونهب الجنود المجرمون البيوت وخاصة الأموال والمجوهرات وجميع المقتنيات الخاصة الثمينة والمؤسسات والبنوك والوثائق والمخطوطات التراثية والآثار وكل شيء له علاقة بالتاريخ والحضارة، ودمَّروا الأرشيف البلدي والوطني، وسرقوا شهادات وسجلات الملكية (شهادات الطابو) والأرشيف والسجلات القضائية، وسرقوا كل ما طالته أياديهم القذرة على امتداد قطاع غزة، وبلغت الإحصائية التقديرية الأولى لحجم مسروقاتهم من البيوت (فقط)، مالا يقل عن مليار دولار، بينما زادت قيمة مسروقاتهم من بنك فلسطين وبعض البنوك الأخرى من الأموال السائلة والودائع النقدية أكثر من نصف مليار دولار، بينما المقتنيات الثمينة والوثائق التاريخية والمخطوطات والكتب النادرة والنفائس التي سرقوها من المنازل والمساجد والمؤسسات، لا يمكن تقديرها بثمن.
خلصت الندوة الي أنه لكي تعود غزة الي دورها و لكي يتم إفشال مخطط الإبادة الهادف لإخراج غزة من ( الجغرافيا).. إلى ( التاريخ).. هو في المشاركة العربية العسكرية والاقتصادية في ردع العدو وإفشال مخططاته التي ستبدأ من اليوم التالي لإيقاف الحرب والتي منها إنهاء الدور الجغرافي الاستراتيجي لمعبر رفح واحتلال أمريكا لميناء غزة وتحويل القطاع إلى مخيمات متفصلة ومقسمة وفرض العشائر المتحالفة مع إسرائيل في حكم غزة مع إنها دور المقاومة ووجودها تماما في غزة.. كل هذة المخططات – كما خلصت الندوة في توصياتها النهائية -تحتاج لكي يتم إفشالها إلى رؤى وتحرك فلسطيني وحدوي وإلى مساندة عربية واسعة.