مازال حادث سقوط الطائرة المروحية التي كانت تقل الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي ورفاقه تثير الجدل وأسئلة لم تتوقف عن السبب الحقيقي لسقوط طائرة “رئيسي” تحديدا، حيث رافقه مروحيتان أخرتان ضمن موكبه بعد أن قام بافتتاح سد “قيز قلعة سي” في محافظة أذربيجان الشرقية التابعة لجمهورية إيران.
وما يثير التكهنات والشكوك حول احتمال عمل تخريبي مدبر للطائرة قبل إقلاعها هو سلامة رحلة الوصول إلى محافظة أذربيجان الشرقية، حيث افتتاح سد “قيز قلعة سي”، بينما في طريق العودى سقطت الطائرة بالقرب من مدينة جلفا، على الحدود مع دولة أذربيجان، على بعد حوالي 600 كيلومتر (375 ميلا) شمال غرب العاصمة الإيرانية طهران.
وقد أخذت السلطات الإيرانية وقتا طويلا لتحديد موقع سقوط الطائرة وإعلان خبر وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي ومرافقيه، وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، وإمام جمعة تبريز آية الله آل هاشم ومحافظ أذربيجان الشرقية مالك رحمتي، ورئيس وحدة حماية الرئيس، وأحد عناصر الحرس الثوري، حيث تجاوز الوقت 16 ساعة، طلبت فيها إيران المساعدة من دول أوروبية وتركيا بعد تعثرها في تحديد الموقع.
وتكتمت السلطات الإيرانية على تحديد خبر سقوط الطائرة وما إذا كانت هناك احتمالية لنجاة الرئيس ومن معه وظل الأمر مرتبكا حتى تم العثور على حطام الطائرة وتأكد مصرع جميع من كانوا على متن الطائرة.
وفي خضام ذلك ذهبت تكهنات إلى احتمالية أن يكون هناك عمل تخريبي واتجهت الاتهامات إلى جهاز الموساد الإسرائيلي، على خلفية الضربات الأخيرة المتبادلة بين إيران وإسرائيل، ولم تستبعد التكهنات أن تكون هناك نيران صديقة هي من دبرت الحادث. ولكن حتى الآن لا توجد أي دلائل مادية ملموسة على احتمالية المؤامرة وأن الحادث يصنف كونه حادث اغتيال.
وفي هذا الملف الخاص عن مصرع “رئيسي” تتجه كل الأسباب إلى عطل فني أصاب الطائرة أو سوء الأحوال الجوية في تلك اليوم.
=================================
عطلا فنيا طارئا
إعلام إيراني يكشف سبب تحطم مروحية رئيسي
أفادت وكالة الأنباء الإيرانية، في اليوم الثاني لحادث سقوط طائرة الرئيس إبراهيم رئيسي ومرافقيه، بأن سبب تحطم المروحية التي كانت تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومن معه، كان عطلا فنيا طارئا.
وذكرت الوكالة في منشورها: “استشهد رئيسي يوم الأحد (19 مايو 2024) في حادث تحطم مروحية بسبب خلل فني أصابها”.
وكانت المروحية تقل بالإضافة إلى الرئيس رئيسي، وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان وممثل الولي الفقيه في محافظة آذربايجان الشرقية السید محمد علي آل هاشم ومحافظ أذربيجان الشرقية مالك رحمتي إلى جانب مرافقيهم وطاقم المروحية.
واستغرقت عملية البحث للوصول إلى حطام المروحية الرئاسية قرابة 16 ساعة بمشاركة فرق الإنقاذ والحرس الثوري والجيش والشرطة.
وأعلنت الرئاسة الإيرانية صباح اليوم عن مقتل رئيسي وعبداللهيان والمسؤولين الآخرين خلال عودتهم من منطقة “خدا آفرين” على الحدود المشتركة مع أذربيجان باتجاه مدينة تبريز.
=================================
جواد ظريف: واشنطن مسؤولة عن سقوط طائرة الرئيس الإيراني
>> العقوبات الأمريكية تمنع إيران من صيانة واستيراد قطع غيار الطائرات
>> كندا أوقفت العمل بنوع الطائرة التي كانت تقل “رئيسي” ورفاقه” لعيوب فنية
قال وزير الخارجية الإيراني السابق، محمد جواد ظريف، إن الولايات المتحدة الأمريكية هي المتسببة في سقوط مروحية الرئيس الإيراني لأنها فرضت عقوبات على قطاع الطيران في إيران ومنعت إدخال قطع تحديث الطائرات. حسب وكالة الأنباء الإيرانية.
وجاء اتهام ظريف لكون الولايات المتحدة تفرض عقوبات على إيران، يمنعها من استيراد الطائرات، وقطع الغيار والصيانة للطائرات، ومن بينها المروحية أمريكية الصنع التي كان يستقلها “رئيسي”، وهي من طراز بيل-212.
وقال إنه على الرغم من كل هذه الصعوبات، إلا أن الشعب الإيراني وقف إلى جانب النظام والثورة في الظروف الخاصة التي تمر بها البلاد، مؤكدا على أن الأوضاع ستتحسن وسيتفهم الشعب الظروف الأفضل.
وأضاف أن “الشعب الإيراني بتضامنه ووحدته الوطنية، قد أظهر انه شعب يقظ ومتفهم وسيتحد في المواقف الصعبة من أجل غد أفضل”.
في سبتمبر 2021، قال “رئيسي” للأمم المتحدة إن “العقوبات هي طريقة الولايات المتحدة الجديدة في الحرب مع دول العالم”.
يذكر أن المروحية التي كانت تقل الرئيس الإيراني والتي تحطمت في شمال غربي إيران كانت أمريكية من طراز Bell 212.
وBell 212، هي مروحية أنتجت في 1968 بالولايات المتحدة. من صناعة شركة بيل للمروحيات. وهي ثنائية المحرك وكذلك ثنائية الشفرة تتميز بوجود مقعد واحد للطيار و14 مسافر وحجمها الداخلي يصل إلى 6.23 متر مكعب. أقصى حمولة لهذه الطائرة هي 2268 كيلو جرام.
وفي عام 2021 أصدرت هيئة النقل الكندية تحذيرا بشأن هذا الطراز من الطائرات، وأوقفت العمل بها في البلاد لحين فحص مسامير ربط شفرات المروحية التي قالت إنها تعاني من خلل ويجب استبدالها والتأكد من عملها بشكل سليم.
====================================
تراجع شعبيته، سوء إدارة البلاد، تردي الأوضاع الاقتصادية.. أهم الأسباب “خبراء القيادة” استبعد “رئيسي” من خلافة “خامنئي” قبل 6 أشهر
>> مقتل الطالبة مهسا أميني ما زال عالقا في أذهان المجتمع الإيراني
>> محللون: ملايين الإيرانيين فقدوا الأمل في إنقاذ رجال الدين للوضع الاقتصادي
أفادت وكالة أنباء رويترز نقلا عن مصدرين، أنه قبل 6 أشهر، قام مجلس خبراء القيادة في إيران بشطب الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، من قائمة المرشحين المحتملين لخلافة المرشد الأعلى علي خامنئي.
وأوضح المصدران أن شطب اسم رئيسي من قائمة الخلفاء المحتملين للمرشد الإيراني بسبب تراجع شعبيته وسوء إدارته للبلاد والوضع الاقتصادي الرديء الناجم عن العقوبات الأمريكية.
وفي يوم الثلاثاء الموافق 21 مايو الجاري، عقد أعضاء مجلس خبراء القيادة الفائزون بانتخابات مارس الماضي الجلسة الأولى للمجلس الجديد من دون حضور “رئيسي” و”آية الله آل هاشم” اللذين لقيا حتفيهما في تحطم مروحية الرئيس الإيراني يوم الأحد الموافق 19 مايو الجاري في محافظة أذربيجان الإيرانية.
وجاءت وفاة الرئيس الإيراني في وقت تتفاقم فيه الأزمة بين القيادة الدينية والمجتمع ككل حول قضايا تتراوح من تشديد الضوابط الاجتماعية والسياسية إلى الصعوبات الاقتصادية.
ومن أجل استعادة الشرعية المتضررة في أعقاب نسبة المشاركة المنخفضة تاريخياً في الانتخابات البرلمانية التي جرت في مارس الماضي، والتي بلغت حوالي 41%، فيتعين على حكام إيران أن يعملوا على بث الحماس وسط الشعب من أجل ضمان مشاركة عالية في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي من المقرر أن تعقد في الثامن والعشرين من يونيو.
لكن لا يزال لدى الإيرانيين ذكريات مؤلمة عن طريقة التعامل مع الاضطرابات على مستوى البلاد التي أثارتها وفاة شابة الكردية مهسا أميني في الحجز في عام 2022، والتي تم قمعها من خلال حملة قمع عنيفة من جانب قوات الأمن شملت اعتقالات جماعية.
ويقول بعض المحللين إن الملايين فقدوا الأمل في أن يتمكن رجال الدين الحاكمون في إيران من حل الأزمة الاقتصادية التي أثارها مزيج من العقوبات الأمريكية وسوء الإدارة والفساد، وفق رويترز.
وخرج آلاف لتشييع جثمان الرئيس إبراهيم رئيسي في مدينة تبريز بعد مقتله في حادث تحطم مروحية بالقرب من حدود أذربيجان مع وزير خارجيته وسبعة آخرين.
وبث التليفزيون الحكومي صورا حية للمعزين، وكثير منهم يرتدون ملابس سوداء، وهم يضربون صدورهم بينما كانت شاحنة مغطاة بالزهور البيضاء تحمل النعوش الملفوفة بالعلم الإيراني تسير ببطء وسط الحشد.
وقال النائب مسعود بيزشكيان من تبريز: “لقد جاء الجميع لتوديع الرئيس الشهيد ورفاقه بغض النظر عن فصيلهم أو عرقهم أو لغتهم”.
ومع ذلك، على الرغم من أن التلفزيون الرسمي قال إن حشدًا كبيرًا ظهر في تبريز، إلا أن بعض المراقبين يرون تناقضًا صارخًا في الحزن العام مقارنة بالإحياء السابق لذكرى وفاة شخصيات بارزة أخرى في عمر النظام الإيراني الممتد 45 عامًا.
وبينما أعلنت إيران الحداد لمدة خمسة أيام على “رئيسي”، لم يكن هناك سوى القليل من الخطاب العاطفي الذي صاحب وفاة قاسم سليماني، القائد الكبير في الحرس الثوري الإيراني الذي قُتل بصاروخ أمريكي عام 2020 في العراق، والذي اجتذبت جنازته حشودًا كبيرة من المشيعين، وفق رويترز.
وتم نقل جثمان “رئيسي” جوا من تبريز، أقرب مدينة رئيسية إلى موقع الحادث النائي، إلى مطار طهران قبل أن يتوجه إلى مدينة قم. ومن هناك، سيعود إلى المسجد االكبير في طهران قبل أن يتم نقله، حيث دفنه في مسقط رأسه “مشهد”، شرقي إيران.
وحمل المشيعون ملصقات تحمل صور “رئيسي” ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان وإمام صلاة الجمعة في مدينة تبريز ومسؤولين آخرين قتلوا أيضا في الحادث.
===============================
مسلسل إسرائيلي يثير الريبة بشأن “وفاة رئيسي”.. ودور “الموساد”
> مسلسل “طهران” أعاد للأذهان القدرات الإسرائيلية ضد إيران
> “واشنطن بوست”: من الصعب تحديد السبب الحقيقي لتحطم الطائرة نظرا لتلاعب السلطات الإيرانية
أعاد مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، قبل أيام، للأذهان، أحداث المسلسل الإسرائيلي الشهير “طهران”، وأعاد بعض الشكوك للمراقبين، بشأن تدخل جهاز “الموساد” في مقتل عناصر الحكومة الإيرانية.
أدى مصرع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وعدد من القيادات في البلاد إثر تحطم طائرة إلى حالة من التكهنات بشأن الأسباب الحقيقية وراء الحادث. وأوضحت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أنه من غير المرجح معرفة ما حدث بالضبط للمروحية التي كانت تقل رئيس البلاد وكبار المسؤولين على رأسهم وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان وسقطت لتودي بحياتهم جميعا.
التقرير أشار إلى أن سجل السلطات الإيرانية في التلاعب بمواقع تحطم كوارث الطيران لا يسهم كثيراً في غرس الثقة بشأن النتائج التي تتوصل إليها، الأمر الذي يؤدي حتماً إلى المزيد من التساؤلات. على رأس هذه التساؤلات هو كيف يمكن لطائرة تنقل كبار المسؤولين في دولة كبيرة أن تختفي ببساطة داخل حدودها ولفترة طويلة؟
تعد إسرائيل هي الجاني المحتمل، ورغم نفي تل أبيب ذلك إلا أن هناك حالات سابقة قتلت فيها مسؤولين إيرانيين رئيسيين.
وبغض النظر عما إذا كانت إسرائيل قد لعبت دورا فإن الإيرانيين العاديين لن يستبعدوا احتمال أن تكون هذه رسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي مفادها بأن القوات الإسرائيلية تبدو قادرة حقاً على القيام بكل ما يحلو لها داخل إيران.
يعتبر مسلسل “طهران” واحدا من أقوى الأعمال الدرامية في إسرائيل، منذ انطلاق عرضه في 2020، وحتى اليوم، حيث يستعد لإطلاق الموسم الرابع.
وتعرض منصة “أبل تي في” المسلسل المثير للجدل، والذي يحكي قصة عميلة لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي، “الموساد”، تذهب إلى طهران للمساعدة في تدمير برنامج إيران النووي. وبينما استعرض المسلسل الشهير القدرات الإسرائيلية داخل طهران، لم يتردد المتابعون في ربط الأحداث الأخيرة بالمسلسل.
بطلة المسلسل نيف سلطان، أدت دور عميلة لجهاز الموساد، ذات أصول إيرانية، وتعد من أفضل قراصنة الحواسيب “الهاكر”، وترسل في مهمة سرية وحساسة في إيران، لاختراق برنامج طهران النووي والمساهمة في القضاء عليه.
وأشارت “فورين بوليسي” إلى أن الحبكة لا تقوم فقط على العداء بين البلدين، إذ إنها تستعرض أيضا نحو 140 ألف مواطن إسرائيلي تعود جذورهم إلى إيران، فيما لا يزال يعيش قرابة 10 آلاف يهودي هناك كأقلية، بعدما كانت أعدادهم تتجاوز الـ80 ألفا في أربعينيات القرن الماضي. ويضيف التقرير أن العديد من أصابع الاتهام كانت توجه في الواقع إلى إسرائيل بأنها مسؤولة عن تفجيرات أو حرائق وقعت في منشآت إيرانية نووية، وهو أمر لم تؤكده إسرائيل أو تنفه، وهذا العمل الدرامي قد يجعل المشاهد يجري مقاربة لما يحدث ما بين الواقع والخيال.
================================
صحيفة ألمانية: صعوبة الملاحة قد تكون السبب في تحطم طائرة “رئيسي”
ذكرت صحيفة “بيلد” نقلا عن الخبير الألماني جوليان روبكه أن مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه قد تكون اصطدمت بجبل بسبب صعوبة الملاحة لقدم معداتها التقنية.
ونشرت الصحيفة عبر قناتها على “تلغرام” نقلا عن خبير تحليل البيانات الطيار الألماني جوليان روبكه، أنه “من المحتمل أن تكون المروحية الرئاسية المصممة في عام 1994، قد اصطدمت بجبل بسبب المعدات التقنية القديمة التي تسمح لها بالتحليق فقط عبر التضاريس الأرضية الواضحة، مشيرا إلى أنه “من الصعب للغاية على الطيارين التحليق بهذه المروحية باستخدام وضع الطيران الأعمى (أي بالاستعانة بالمعدات و أجهزة الملاحة أثناء الظروف الجوية السيئة) دون رؤية واضحة”.
ووفقا لروبكه: “جعلت التضاريس الجبلية الصعبة والضباب الكثيف الملاحة صعبة لدرجة أن المروحية يمكن أن تصطدم بأحد الجبال.. وعلى أحد الممرات الجبلية، وقبل السقوط إلى الوادي، وعلى ارتفاع 2250 مترا، اصطدمت المروحية بأحد الجبال”.
وأوضح روبكه أن “المروحيتين السوفيتيتين الأخريين من طراز Mi-8 المصاحبتين للرئيس، ربما لم تلاحظا سقوطه من الموكب ولم تكتشفا ذلك إلا عند وصولهما إلى النقطة الأخيرة”.
==========================
الطائرة المنكوبة
حسب المعلومات المتوفرة، كان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يستقل مروحية من طراز “بيل-212″، أميركية الصنع، خلال الحادث الذي تعرضت له الطائرة في محافظة أذربيجان الشرقية. تعمل المروحية “بيل-212” بمحركين. الطائرة التي بمقدورها أن تنقل 14 شخصًا، تصل سرعتها إلى 190 كلم، فيما يبلغ سقف الطيران فيها 17 ألف قدم. ويبلغ طول المروحية 17 مترًا، فيما يبلغ ارتفاعها 3 أمتار، وتزن حوالي 5 أطنان.