وفي تموز كان للرئيس الأسد خطاب

آخر تحديث : الجمعة 19 يوليو 2024 - 11:24 صباحًا
بقلم: جوزف الهاشم
بقلم: جوزف الهاشم

مع العشرين من تموز 2024 من المهمّ أنْ نلتقـطَ اللحظة التاريخية لنستذكر ما جاء في الخطاب الشهير للرئيس حافظ الأسد في 20 تموز 1976.

لمَـنْ تجاهلوهُ في حينِـهِ ، ولمَـنْ لم يقرأوه في حينِنـا ، ولمَـنْ لا يريدون أنْ يتذكروه في حينِـه وحينِنا ، رأيتُ من المفيد أنْ أستعيد بعضَ ما تناوله هذا الخطاب ، وكأنّنا معه نـدور على أنفسنا في ما يدور حولنا من أحداث على مـدى ما يقارب الخمسين من السنين.

نـزوح لبناني إلى سوريـا

يقول الرئيس الأسد : “نتيجةَ الأحداث في لبنان دخل سوريا حوالي مليون نسمة منهم نصف مليون لبناني و150 ألف فلسطيني من المقيمين في لبنان ، نستطيع أن نتصوّر حجم المشكلة التي يسبّبها مليون إنسان إلى بلـدٍ عـددُ سكانه تسعة ملايين ، إنَّ الهند – والكلام للرئيس الأسد – لم تستطع تحمُّلَ ضغط عشرة ملايين لاجيء من بنغلادش وقد كانوا سبب الحرب الهندية الباكستانية ، ومـع أنّ عـدد سكان الهند 500 مليون لم تستطع تحمل عـبْء واحد على ستين من عدد سكانها ، ويتابع الأسد : في حالتنا نحن في سوريا النسبة عندنا واحد على تسعة، فلنتصوّر حجم المشكلة …؟”

*** لو أنَّ الريس الأسد لا يزال حيّـاً ، فكيف كان يتصوّر حجم المشكلة في لبنان ونسبة النزوح السوري فيه تقارب الخمسين على مئـة ، وكيف كان يتصوّر نـزوح الملايين من السوريين إلى دول الجوار ، والنزوح الإرهابي إلى سوريا والنزوح الدولي إليها بما يتسبّب بعزلـةِ النظام.

الأهـداف الصهيونيـة

وعن الأهداف الصهيونية في المنطقة ولبنان ، يقول الرئيس الأسد : “إنّ إسرائيل ترغب في إقامـة دويلات طائفية في المنطقة لتكون هي الدولة الأقوى ، وإنّ تقسيم لبنان هـدف تاريخي للصهيونية العالمية ، لأنـه يسقط عنها تهمـة العنصرية ويسقط شعار الدولة الديمقراطية العلمانية …”

مواجهـة المسيحيين

وعن مواجهة المسيحيين بالحسم العسكري في لبنان يقول الرئيس الأسد : “لو تحقّق ذلك سينتج عنه بـروز مشكلة جديدة في لبنان ، مشكلة شعبٍ ما ، مشكلة دين ما ، وستكون دولـةٌ يتوارث أبناؤها الحقد نتيجة القهـر الذي عانوه ، وسيكفرون بكلِّ القِيمِ العربية وبكلِّ قِيـمِ الإسلام .. إذا كنتُ انطلقت من كوني مسلماً فلا بـدّ من أن أكون ضـدّ الثأر والإنتقام ، لأنّ الإسلام ضـدّ الظلم فهو محّبـة وعدل وليس كراهية وبغضاء ..”

إخرجـوا من لبنـان

وعن الخروج السوري من لبنان يؤكّـد الرئيس الأسد : “نحن في سوريا نقبل بأن يقول لنا لبناني أخرجوا من لبنان ، رئيسُ لبنان أو رئيس الوزراء أو رئيس نواب لبنان ، ويمكن أن نقبل ذلك من أيِّ مواطن لبناني ، ولا يمكن أن نقبل بأن يقول لنا أيُّ مواطن فلسطيني : أخرجوا من لبنان ..”

***

أما أنا ، وقد عرفت الرئيس خافظ الأسد في لقاءات عن قُـرب ، فإنني أعتقد أنـه لو بقي حيّـاً وشهد ما حـلّ عنده وعندنا لكان كـرّر هذا الخطاب نفسه حيال ما يـدور حولنا من خطوب .

*كاتب المقال: وزير لبناني سابق.

رابط مختصر
2024-07-19
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر