شنّت إيران اليوم الثلاثاء هجوما صاروخيا على تل أبيب ردّا على اغتيال حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله البناني، بينما أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن إطلاق نحو 200 صاروخ من إيران على إسرائيل، فيما قال مسؤول إيراني كبير إن الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي أصدر أوامره بتنفيذ العملية، مضيفا أن طهران “مستعدة تماما لأي رد” وأنها سترد على أي هجوم إسرائيلي بهجوم ساحق.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني أن الهجوم الصاروخي على إسرائيل يأتي ردا على اغتيال الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الأسبوع الماضي وزعيم حركة حماس إسماعيل هنية في يوليو.
وقال الحرس الثوري في بيان نشرته وكالة فارس للأنباء “ردا على استشهاد اسماعيل هنية وحسن نصرالله وعباس نيلفورشان استهدفنا قلب إسرائيل”.
وأمر الرئيس الأميركي جو بايدن الجيش بمساعدة الدفاعات الإسرائيلية وإسقاط الصواريخ الإيرانية التي تستهدف الدولة العبرية، حسبما أفاد البيت الأبيض في بيان.
وقال البيان إنّ بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس المرشحة الديموقراطية للانتخابات الرئاسية، يتابعان الهجوم الإيراني على إسرائيل من غرفة العمليات في البيت الأبيض.
وأعلنت هيئة المطارات الإسرائيلية إغلاق المجال الجوي وتحويل الرحلات إلى مطارات بديلة في الخارج، وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت”. ودعا الجيش سكان مناطق الجنوب والوسط إلى دخول الملاجئ “على الفور”، بينما دوَّت صفارات الإنذار في عشرات المدن والبلدات بجنوب ووسط إسرائيل، حسب صحيفة “هآرتس” والقناة السابعة العبرية.
ووفق صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أصيب مبنى جراء سقوط صاروخ شمال تل أبيب، بينما أفاد جهاز الإسعاف الإسرائيلي بإصابة 3 أشخاص جراء سقوط صواريخ إيرانية على تل أبيب، حسب صحيف “معاريف”. وفي ظل القصف الإيراني أعلن كل من الأردن والعراق إغلاق أجوائهما بشكل مؤقت أمام حركة جميع الطائرات حفاظا على سلامة الملاحة والطائرات العابرة. ودعا الجيش الأردني، في بيان، المواطنين إلى البقاء في بيوتهم حفاظا على سلامتهم وسلامة عائلاتهم.
وأكّدت فصائل عراقية مسلحة موالية لطهران الثلاثاء أن جميع القواعد والمصالح الأميركية في العراق والمنطقة ستكون هدفا لها في حال الهجوم على إيران.
وقالت الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية التي تضمّ فصائل موالية لإيران “إذا ما تدخل الأمريكان في أي عمل عدائي ضد الجمهورية الإسلامية أو في حال استخدم العدو الصهيوني للأجواء العراقية لتنفيذ أي عمليات قصف لأراضيها، فستكون جميع القواعد والمصالح الأمريكية في العراق والمنطقة هدفا لنا”.
وأكد مسؤول أميركي كبير في وقت سابق إنّ الولايات المتحدة لديها مؤشرات تفيد بأنّ إيران تستعد لشنّ هجوم وشيك بصاروخ باليستي على إسرائيل، فيما يترقب العالم ردّ طهران على اغتيال حليفها حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله اللبناني الذي تسلحه وتموله منذ عقود.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، “نحن ندعم بنشاط الاستعدادات الدفاعية الإسرائيلية”، مؤكدا أنّ “هجوما عسكريا مباشرا من قبل إيران على إسرائيل ستكون له عواقب وخيمة بالنسبة إلى طهران”.
وتابع أن “الهجوم الإيراني المحتمل بصواريخ باليستية على إسرائيل قد يكون بحجم الضربة الإيرانية في أبريل/نيسان أو أكبر منها”، مضيفا أن “ذلك التقييم مستند إلى مؤشرات أولية ومن الصعب التأكد منه”.
وقال مراسل لموقع “أكسيوس” الأميركي في وقت سابق من اليوم الثلاثاء على منصة “إكس”، نقلا عن مصدر غربي مطلع، إنه من المتوقع أن تهاجم إيران إسرائيل بصواريخ باليستية يمكنها الوصول إلى أهدافها في غضون 12 دقيقة وليس بطائرات مسيرة أو صواريخ كروز التي تستغرق وقتا أطول.
ووجهت السفارة الأميركية في القدس اليوم الثلاثاء جميع موظفي الحكومة وأفراد أسرهم في إسرائيل والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة بالتزام أماكنهم حتى إشعار آخر.
وكانت الدفاعات الجوية لإسرائيل والقوى المتحالفة معها قد اعترضت أغلب الصواريخ والمسيرات التي أطلقتها إيران في أبريل/نيسان ردا على غارة جوية نسبت إلى إسرائيل دمّرت مبنى ملحقا بالسفارة الإيرانية في دمشق وأسفرت عن مقتل 7 من أعضاء الحرس الثوري من بينهم القيادي البارز رضا زاهدي.
وكان المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي قد تعهد بأن “دم نصر الله لن يذهب هدرا”، وقال النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا عارف إن مقتله سيؤدي إلى “تدمير إسرائيل”.
وتواجه إيران تحدي الحفاظ على نفوذها الإقليمي، لا سيما وأنها لم تردّ بعد على اغتيال إسرائيل لإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خلال مراسم تنصيب الرئيس مسعود بزشكيان.
وتجنبت طهران طيلة الأشهر الماضية الانخراط بشكل مباشر في الصراع الدائر، في وقت تسعى فيه إلى تخفيف العقوبات الغربية والأميركية التي أنهكت اقتصادها وإحياء الاتفاق النووي المبرم في العام 2015 والذي انهار عندما انسحبت الولايات المتحدة منه بشكل أحادي بعد ثلاث سنوات من إبرامه.
وفي إسرائيل أعلنت الجبهة الداخلية التابعة للجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء فرض قيود على تجمع الأشخاص في تل أبيب الكبرى والقدس ومستوطنات شمال الضفة الغربية ومناطق أخرى، خشية استهدافها بصواريخ أبرزها يطلقها حزب الله من لبنان. وكانت الجبهة الداخلية فرضت قيودا على التجمعات في مدن وبلدات شمال إسرائيل قبل أيام، لكنها وسّعتها لتشمل مناطق الوسط إضافة إلى القدس ومستوطنات شمال الضفة الغربية المحتلة.
وقالت في بيانها اليوم “وفقًا لتقييم الوضع من قبل قيادة الجبهة الداخلية، تقرر تغيير المبادئ التوجيهية للجمهور”. وبحسب البيان اقتضت التغييرات “الحد من النشاط والتجمعات في الكرمل، وادي عارة، منشيه، السامرة (شمال الضفة الغربية)، شارون، دان (منطقة تل أبيب)، يركون، شفلح، القدس”. وأشارت إلى أنه “بموجب هذه التعليمات يمكن إجراء الأنشطة التعليمية في مكان يتيح من خلاله الوصول إلى مساحة محمية كالملاجئ”.
وقالت الجبهة الداخلية إنه يمكن التجمع بحد يصل إلى 30 شخصًا في منطقة مفتوحة وإلى 300 شخص في المبانى كما شملت التعليمات إغلاق الشواطئ. وقالت “في ما يخص أماكن العمل، فإنه من الممكن العمل في مبنى أو في مكان يمكن من خلاله الوصول إلى مساحة محمية”.
وذكرت أنه “تسري هذه السياسة من ظهر اليوم الثلاثاء وحتى مساء السبت 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري”. وتتخذ الجبهة الداخلية للجيش هذه الإجراءات تحسبا لهجمات بصواريخ، خاصة من حزب الله على الحدود مع جنوب لبنان.
وتشن إسرائيل منذ 23 سبتمبر أعنف وأوسع هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع حزب الله، ما أسفر حتى صباح الثلاثاء عن سقوط 1073 قتيلا و2955 جريحا، وفق بيانات السلطات اللبنانية.