>> البرنامج النووي الذي كان من المفترض أن يكون “ضمان بقاء” للنظام، تحول إلى عامل للأزمات
>> خامنئي الآن في مأزق ولا يمكن للنظام استعادة قدراته المتضررة
بالتزامن مع الذكرى السادسة والأربعين للثورة ضد دكتاتورية الشاه في إيران، انعقد الاجتماع نصف السنوي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية يومي الاثنين 10 والثلاثاء 11 فبراير، بحضور السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس لفترة انتقال السيادة إلى الشعب الإيراني.
في مستهل الاجتماع، أعربت السيدة رجوي عن تقديرها العميق للمشاركة الواسعة والحماسية للإيرانيين، ولا سيما الشباب، في المظاهرة الكبرى التي شهدتها باريس. كما أشارت إلى التطورات المهمة التي شهدتها الأشهر الأخيرة، بما في ذلك تصاعد موجات الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية الغاضبة، إضافة إلى فشل استراتيجية خامنئي الإقليمية، وخسارته لنفوذه في سوريا ولبنان. وأكدت أن هذه التحولات والهزائم أدت إلى فقدان النظام لمجالات نفوذه وأدوات مناورته في المنطقة بشكل كبير.
وأضافت أن البرنامج النووي، الذي كان يُراد له أن يكون “ضمان بقاء” للنظام، أصبح عاملاً مضاعفاً للأزمات، حيث بات خامنئي في مأزق، غير قادر على التراجع أو التقدم، مع تضرر قدرات النظام إلى حد لا يمكن إصلاحه.
وعلى الجانب الآخر، أكدت السيدة رجوي أن تصاعد أنشطة وحدات الانتفاضة داخل إيران، واتساع نطاق نشاطات المقاومة على الصعيدين السياسي والدولي، إلى جانب الإقبال المتزايد من الشباب والنساء على صفوف المقاومة، كلها مؤشرات على مكانة البديل الديمقراطي المستقل الوحيد، والذي يحمل على عاتقه مسؤولية تحقيق الهدف العظيم بإسقاط النظام وتحرير إيران.
وتابعت السيدة مريم رجوي أن المكانة التي يحتلها هذا البديل الديمقراطي اليوم هي ثمرة نضال طويل ومعقد ضد الاستبداد الديني، يتم دفع ثمنه بدماء الشهداء وتضحيات أعضاء المقاومة وداعميها عبر أجيال متعاقبة. وقد جعل هذا النضال رسالة المقاومة تمتد على المستويين الداخلي والدولي. وتتمثل هذه الرسالة في شعار “لا للشاه – لا للملالي، وإقامة جمهورية ديمقراطية مستقلة تقوم على فصل الدين عن الدولة، والمساواة بين المرأة والرجل، والحكم الذاتي للقوميات المضطهدة” . وهي رسالة قوية وملهمة تحظى بدعم الشعب الإيراني، ولا سيما النساء والشباب.
وخلال الاجتماع، خلد أعضاء المجلس، ذكرى الثورة المناهضة للشاه، وأكدوا أن مظاهرة باريس أظهرت بوضوح أن البديل الديمقراطي والمستقل قد رسّخ مكانته الحاسمة في المشهد السياسي الإيراني، رغم كل محاولات القمع والتآمر. وشهدت المظاهرة حضوراً ضخماً ومتماسكاً، ضم مختلف الفئات والقوميات، وثلاثة أجيال من الإيرانيين، وخاصة الشباب، الذين تجمعوا بوعي وإصرار وطني نحو إيران حرة وجمهورية ديمقراطية.
كما أشاد الاجتماع بالتصاعد الملحوظ في نشاطات وحدات الانتفاضة داخل إيران، وحيّى شجاعة وإصرار أعضائها في مواجهة قوات القمع، وصمودهم في السجون أمام التعذيب والاضطهاد.
وأكد المجلس قناعته الراسخة بأن هذا النظام، رغم أزماته الداخلية والخارجية، لن يُسقط عبر القصف أو الضغوط الخارجية، بل إن التغيير وإسقاط النظام لن يتحقق إلا على يد الشعب والمقاومة المنظمة. وقد شكلت مظاهرة باريس تجمعاً ضخماً للإيرانيين الذين أعربوا عن دعمهم القوي لكفاح وحدات الانتفاضة من أجل الحرية.
أكد أعضاء المجلس أن مصدر انتصارات المقاومة يكمن في تمسكها الراسخ بمبادئ الحرية واستقلال الوطن، ورفضها القاطع منذ البداية لكلٍّ من دكتاتوري الشاه ودكتاتورية الملالي. واليوم، لم يعد لدى الشعب الإيراني أي شك في أن جذر جميع الأزمات والمشاكل الاجتماعية يكمن في فساد وإجرام نظام ولاية الفقيه. وفي ظل الأوضاع الراهنة، فإن وحدات الانتفاضة تشكّل الحل الحقيقي للأزمات، بالتزامن مع انتفاضة الفئات المحرومة المطالبة بحياة كريمة. وهذه القوة الثورية هي التي ستتمكن من إسقاط نظام ولاية الفقيه، وفتح الطريق أمام الشعب الإيراني نحو التحرر من الظلم والتمييز وانعدام العدالة.
وأشار أعضاء المجلس إلى أن تقدم المقاومة وتعاظم دور وحدات الانتفاضة دفع النظام إلى تكثيف حملاته الدعائية. فبالإضافة إلى نشاط عملائه المخترقين ضمن دوائر “نجل الشاه”، قام حرس النظام ومكتب خامنئي بتشكيل جيش إلكتروني يضم آلاف الحسابات المزيفة تحت شعار “مريدو الشاه”، بهدف الترويج لنجل الشاه السابق وتشويه صورة المقاومة الإيرانية.
ورغم هذه المحاولات اليائسة، جاءت المظاهرة الكبرى في 8 فبراير لتثبت العكس، حيث هتف الإيرانيون الأحرار بشعارات واضحة مثل: “الموت للظالم، سواء كان الشاه أو خامنئي!”، مما وجه رسالة قوية إلى العالم بأن عصر نظام الملالي البائد وفلول الديكتاتورية السابقة قد انتهى، وأن إيران تقف على أعتاب فصل جديد من تاريخها.