حرضت القوى السياسية المعارضة السودانيين على التظاهر والنزول إلى الشارع احتجاجا على مضاعفة أسعار الخبز بسبب موازنة العام 2018 التي رفعت سعر الدولار الجمركي إلى 18 جنيها وزادت تعرفة الكهرباء.
واعتبارا من يوم الجمعة رفعت المخابز سعر قطعة الخبز إلى جنيه بدلا عن 50 قرشا، بعد أن ارتفع سعر جوال الدقيق زنة 50 كيلوجرام من 167 جنيها إلى 450 جنيه، فضلا عن ارتفاع مدخلات صناعة الخبز الأخرى.
وفي سبتمبر 2013 سقط العشرات في مظاهرات بالخرطوم وعدة مدن سودانية، احتجاجا على رفع الدعم الحكومي عن الوقود والخبز.
وبحسب موقع “سودان تربيون”، دعا حزب المؤتمر السوداني المعارض، الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والتنظيمات الشبابية والطلاب وكافة السودانيين إلى النهوض و”مواجهة تحدي التغيير بالوسائل السلمية من خلال ثورة شعبية مطلبها الرئيسي رحيل نظام (الإنقاذ)”.
وقال الحزب في بيان، الجمعة، إن “النظام بإنفاذ زيادات الأسعار الأخيرة يكون قد أعلن بسفور عن تحديه لإرادة الشعب وعن استهتار بهذه الإرادة، ويكون قد دعا بنفسه إلى امتحان قدرة شعبنا على مواجهته”.
وطالبت الحركة الشعبية ـ شمال، جناح مالك عقار، بالتصدي لما اسماه “ميزانية الإفقار” بتكوين أوسع جبهة لمقاومتها.
وأفاد المتحدث باسم الحركة مبارك أردول في بيان، يوم الجمعة، أن “ميزانية الفقر والتجويع التي أعلنها النظام والتي تعتمد على الجبايات والأتاوات والضرائب بدأ بتطبيقها بزيادة أسعار كل السلع الضرورية والخدمات”.
واعتبر حزب الأمة القومي في بيان، الخميس، أن الحكومة استهدفت المواطن وطعامه لتجرؤها على زيادة الدولار الجمركي وتحرير سعر القمح والسلع الغذائية الأخرى.
وتابع “هذا يمثل استهدافا سافرا للمواطن وتجاوز للخط الأحمر، فهل سيدفع المواطن فاتورة الفشل والفساد والاستبداد ؟”.
وحث حزب الأمة السودانيين وكل القوى ذات المصلحة في التغيير لمقاومة الميزانية بكل الوسائل السلمية “ليس لأنها تؤثر بصورة مباشرة على قدرة المواطن الشرائية المتدهورة أصلا وإنما لوقف عبث النظام واستخفافه بالشعب”.
وقال إن “الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر أبدا مهما كانت التضحيات فقد بلغت الروح الحلقوم ولا بد من نظام جديد يضع الشعب نصب عينه ويولي رفاه الناس أولويته القصوى”، وزاد “حزب الأمة القومي يدعو كل القوى السياسية إلى نداء الخلاص الوطني”.
وحرض رئيس الجبهة الوطنية العريض علي محمود حسنين، السودانيين لإبتدار ثورة سلمية حاسمة لإسقاط “النظام” لأن أبجديات العيش المتمثلة في الخبز باتت غير متوفرة.
وناشد حسنين أي متظاهرين بعدم تخريب المنشاءات، قائلا إنه لا بأس أن تبدأ الاحتجاجات بمظاهرات ليلية محدودة تستمر حتى تتجمع وتصير مظاهرات كبرى.
من جانبه قدم الحزب الشيوعي مرافعة ضد موازنة العام 2018، وقال اللجنة المركزية للحزب في بيان لها إن الموازنة الجديدة رفعت السعر الرسمي للدولار بنسبة 230% من 6.9 جنيها إلى 18 جنيها فاتحة الباب واسعا لزيادة أسعار كل السلع المستوردة الاستهلاكية ومدخلات ووسائل الإنتاج.
وأشار إلى أن الميزانية تعاني من عجز ضخم يصل إلى 83 مليار جنيه وما يساوي 40% من الميزانية العمومية البالغة 210 مليار؛ ويبلغ 4.5% من اجمالي الناتج القومي وهذا خلاف ما تدعيه من أن العجز يبلغ فقط 28 مليار (2.1% من اجمالي الإنتاج الإجمالي) لأنها تخفي العجز الأضخم (55 مليار جنيه) تحت بنود التمويل من الاستدانة الداخلية والخارجية.
ووجه المنسق العام لتيار الأمة الواحدة محمد علي الجزولي انتقادات قاسية لحكومة الوفاق الوطني، وقال على صفحته في فيسبوك وتحت عنوان (ثورة الجياع): ” يا أحزاب الحوار استوزرتم وازداد شعبنا جوعا وما زال مسلسل الحديث والتكسب باسم الشعب مستمرا”.
وأكد الجزولي أن أسوأ موازنة تمت إجازتها منذ مجيئ “الإنقاذ” هي التي أجيزت في عهد حكومة الحوار الوطني.
وتابع قائلا “أيها المغرورون بإحتواء المعارضين والمغترون بالسيطرة الأمنية أحذروا ثورة الجياع”.