>> “أبو الغيط” يؤكد أهمية المواقف الأيرلندية الداعمة لحقوق للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة
اعرب الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط عن تطلعه لأن يكثف الجانب الإيرلندي من اتصالاته مع الأعضاء الآخرين في الاتحاد الأوروبي من أجل المضي قدماً في تفعيل مقترح عقد قمة عربية/ أوروبية خلال الفترة القريبة المقبلة، خاصة في ضوء وجود العديد من الملفات الهامة التي يكتسب تناولها بين الجانبين على مستوى القمة اهمية خاصة خلال المرحلة الحالية من مراحل العمل الدولي، ومع الأخذ في الاعتبار قيام الأمين العام بمخاطبة الجانب الأوروبي في هذا الموضوع بشكل رسمي أكثر من مرة، وتقدم مصر بطلب لاستضافة هذه القمة وهو الطلب الذي أقرته القمة العربية الأخيرة في عمان.
جاء ذلك خلال لقاء ابو الغيط اليوم مع السيد سيمون كوفيني، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والتجارة لجمهورية أيرلندا، والذي يقوم حالياً بزيارة إلى القاهرة في إطار جولة له بمنطقة الشرق الأوسط.
كما عبر الأمين العام عن تطلعه لاستمرار المواقف الأيرلندية الداعمة بقوة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، خاصة في إطار الاتصالات الأيرلندية مع الجانبين الأمريكي والإسرائيلي، وفي دوائر العمل المختلفة للأمم المتحدة، وأيضا في إطار الاتحاد الأوروبي، مؤكداً محورية اتخاذ خطوة الاعتراف بالدولة الفلسطينية باعتبار أنها تجسد عملياً الدعم الحقيقي من جانب الأطراف الدولية لمبدأ حل الدولتين باعتباره الخيار الأمثل والشامل والعادل لتسوية القضية الفلسطينية.
وصرح الوزير المفوض محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، بأن تطورات القضية الفلسطينية شغلت حيزاً هاماً ورئيسياً من النقاش بين الجانبين، حيث جدد الأمين العام التأكيد على ثوابت الموقف العربي في هذا الصدد، بما في ذلك ما يتعلق بوضعية مدينة القدس في ضوء الاعتراف الأمريكي الأخير بالقدس كعاصمة لإسرائيل، مستعرضاً نتائج الاتصالات التي جرت في هذا الشأن على مدار الفترة الماضية وما تمخض عنه اجتماع المجموعة الوزارية السداسية العربية المعنية بهذا الموضوع والذي عقد أول أمس السبت في العاصمة الأردنية عمان بمشاركة الأمين العام.
وأشار المتحدث إلى أن أبو الغيط نبه في ذات الوقت إلى خطورة التداعيات المترتبة على اعتراف الإدارة الأمريكية بالقدس كعاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، إضافة إلى وقف الدعم الأمريكي في ميزانية وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا)، مشيراً إلى أن مثل هذه الإجراءات لن تؤدي في حقيقة الأمر سوى إلى إنهاء فرص قيام تسوية سلمية وحقيقية وشاملة للقضية الفلسطينية، إضافة لكونها يمكن أن تزكي من تيارات التطرّف والإرهاب، خاصة لدى قطاعات الشباب، وهو الأمر الذي سيكتوي بناره الجميع.
وقد حرص المسئول الأيرلندي بدوره على تأكيد استمرار دعم بلاده القوي لحقوق الشعب الفلسطيني وهو ما يتجسد في نمط التصويت الأيرلندي على القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية في الأمم المتحدة وأخرها القرار الصادر عن الجمعية العامة بشأن وضعية القدس، مشيراً إلى أنه ينقل هذا الموقف في كافة الاتصالات التي يجريها مع مختلف الأطراف، بما في ذلك مع الطرفين الأمريكي والإسرائيلي، وهو ما سيحرص أيضاً على تأكيده خلال الزيارتين التي سيقوم بهما إلى كل من إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة في إطار جولته الحالية في المنطقة.
من ناحية أخرى، أشار المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد أيضاً تبادل وجهات النظر حول المجرى الحالي للعلاقات العربية/ الأيرلندية في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك وسبل الارتقاء بهذه العلاقات خلال المرحلة المقبلة، أخذاً في الاعتبار إيجابية العلاقات السياسية تاريخياً وأيضاً خلال الفترة الحالية التي تربط الجانبين، بما في ذلك ما يتعلق بسبل استشراف كيفية تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية في ظل وجود فرص وإمكانات مناسبة وجيدة لتطويرها، إضافة إلى توثيق العلاقات بينهما في المجالين العلمي والتكنولوجي واللذين تتمتع أيرلندا بميزة نسبية ملموسة فيهما على المستوى الدولي يمكن أن تستفيد بها الدول العربية في تطوير قطاعات هامة لديها على غرار قطاعي البرمجيات والدواء.