وصل التوتر في المنطقة الجنوبية المغربية (الصحراء) إلى درجات متقدمة، بعدما انتقلت دوريات الدرك الحربي إلى منطقة الكركارات ومروحيات خفيفة تابعة للجيش المغربي ردًا على عناصر جبهة “البوليساريو”، التي وضعت حاجزًا عسكريًا في المركز الحدودي الذي يربط بين المغرب وموريتانيا، وعمدت إلى نشر أفراد من ميليشياتها، ومحاولتها عرقلة المرور في المنطقة العازلة في تحدّ لمجلس الأمن، وخرق لقواعد قانونية دولية.
هذا، وقد أوضحت صحيفة “المساء” المغربية أن المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة العسكرية الجنوبية، أمرا برفع درجات اليقظة والاستنفار إلى أقصى حد، كما أمر بحشد الجيش المغربي لمئات الجنود والآليات العسكرية على بعد أمتار قليلة من الحدود الموريتانية، بعدما شوهدت دوريات لمليشيات تابعة لـ”بوليساريو” تجول في المنطقة، إضافة إلى التهديدات بعرقلة المرور ومنع سباق السيارات موناكو- دكار الذي يمر بالصحراء المغربية في اتجاه موريتانيا.
وتم إعطاء تعليمات لنقل أسلحة ثقيلة إلى المنطقة الحدودية الكركارات، بعدما عمدت عناصر جبهة البوليساريو إلى وضع حاجز عسكري، وشرعت في توقيف سائقي الشاحنات المغاربة، قبل إنزالهم منها وتفتيشهم، بعد سحب هواتفهم النقالة منهم.
.. و”كوهلر” يسارع إلى احتواء استفزازات “بوليساريو”
من جانبه سارع المبعوث الشخصي للأمين العام إلى الصحراء، هورست كوهلر، الخطى، لاحتواء الأزمة، عبر برمجته زيارات عمل متتالية إلى مجموعة من مؤسسات الاتحاد الأوروبي، بهدف إعادة المفاوضات إلى مسارها الصحيح، والحيلولة دون عودتها إلى نقطة الصفر.
وقال المحلل السياسي عبد المجيد بلغزال إن الطرفين (المغرب والجبهة) في وضعية إيقاف إطلاق النار، وهذا يعني أن الحرب مازالت قائمة، مرجحًا أنه في حالة تسرب وحدات عسكرية من “بوليساريو” إلى المحيط الأطلسي، سيضطر المغرب إلى استخدام السلاح، وهذا ما تسعى الجبهة إلى جر المغرب إليه.