ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الجمعة (12 كانون الثاني/يناير 2018) إلى أنه لم يستخدم العبارات المسيئة التي أثارت غضب الأمم المتحدة ودفعتها إلى وصف كلامه بأنه “عنصري”، وقيل إنه تهجم فيها على دول أفريقية وأميركية لاتينية.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” ذكرت أن الملياردير الجمهوري أستقبل في مكتبه عددا من أعضاء مجلس الشيوخ بينهم الجمهوري ليندسي غراهام والديموقراطي ريتشارد دوربن للبحث في مشروع يقترح الحد من لم الشمل العائلي وممن يسمح لهم دخول القرعة على البطاقة الخضراء.
في المقابل سيسمح الاتفاق بتجنب طرد آلاف الشبان الذين وصلوا في سن الطفولة إلى الولايات المتحدة. ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها أن ترامب سأل خلال المناقشات “لماذا يأتي كل هؤلاء الأشخاص القادمين من حثالة الدول إلى هذا البلد؟” وأضافت أن ترامب كان يشير بذلك إلى دول أفريقية وإلى هايتي والسلفادور، موضحا أن الولايات المتحدة يجب أن تستقبل بدلا من ذلك مواطنين من النروج التي التقى رئيس حكومتها الخميس. وسأل الرئيس أيضا “لماذا نحتاج إلى مزيد من الهايتيين؟”.
وقالت الأمم المتحدة إن تصريحات ترامب “صادمة ومعيبة” و”عنصرية”. وصرح المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان روبرت كولفيل لصحافيين في جنيف “في حال تأكدت، فإنها تصريحات صادمة ومعيبة من رئيس الولايات المتحدة”. وأضاف “لا أجد كلمة أخرى غير ‘عنصرية’ لوصفها”، مشيرا إلى أن هذه التصريحات “تكشف الجانب الأسوأ للإنسانية عبر قبول وتشجيع العنصرية وكره الأجانب”.
ولكن ترامب المح بعدها في تغريدة إلى انه لم يستخدم الكلمات المنسوبة إليه تماما. وكتب أن “اللهجة التي استخدمتها في الاجتماع كانت قاسية لكنني لم استخدم هذه الكلمات”.
ولم يعترض البيت الأبيض على هذه التصريحات ولم ينف أن يكون الرئيس قد أدلى بها. لكن ناطقا بسم الرئاسة قال في بيان إن “بعض الشخصيات السياسية في واشنطن تختار العمل لصالح دول أجنبية لكن الرئيس ترامب سيعمل دائما من اجل مصلحة الشعب الأميركي”.
وأضاف “مثل أمم أخرى لديها هجرة تستند إلى الكفاءة، الرئيس ترامب يكافح من أجل حلول دائمة تعزز بلدنا عبر استقبال الذين يساهمون في مجتمعنا وفي نمو اقتصادنا ويندمجون في أمتنا الكبيرة”.
على صعيد متصل، ندد الاتحاد الأفريقي الجمعة بالعبارات المنسوبة إلى الرئيس الأميركي. وقالت إبا كالوندو المتحدثة باسم رئيس الاتحاد الأفريقي موسى فقي لفرانس برس “هذا ليس جارحاً فحسب، باعتقادي، للشعوب ذات الأصول الأفريقية في الولايات المتحدة، وإنما بالتأكيد للمواطنين الأفارقة كذلك”. وأضافت “انه جارح اكثر بالنظر إلى الحقيقة التاريخية لعدد الأفارقة الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة كرقيق”.