احد اساليب نظام الملالي وكل رموز نظامه الرئيسيين كانوا يحاولون على مدى ال ٣٩ سنة الماضية اظهار أن منظمة مجاهدي خلق غير قادرة على التأثير الفعال في المجتمع الايراني ولا يحسبون لها أي حساب.
ولكن هذه الخدعة قد ولى زمنها الان تكشفت ولم يعد احد يشتريها حتى بين اكثر القوات الرئيسية للنظام نفسه. الان بعد تلقي النظام للضربات الموجعة والساحقة والهادفة للانتفاضة الايرانية الاخيرة اجبرت الحكومة من رأسها حتى اخمص قدميها أن تضع هذه الخدعة جانبا وان تعترف وتذعن بالتأثير الخلاق لدور مجاهدي خلق في المجتمع الايراني. والى جانب هذا الاذعان الذي لا مفر منه اقر الخامنئي نفسه في تاريخ ٩ يناير بشكل صريح عن مكانة ودور مجاهدي خلق ايضا.
بعد ذلك، کرّر بقية الرموز والمتحدثين باسم الحكومة أيضا ما تحدث عنه “الزعيم المؤقت” کل لما يتناسب مع وظيفته ووضعه فی الحكومة وموقعه، ووفقا لما يتناسب مع الفرصة والضرورة، والأمر مستمر على هذا النحو.
الملا احمد خاتمي نائب رئيس مجلس الخبراء واحد أئمة الجمعة في طهران والذي يجسد دائما مواقف الخامنئي ويمثلها، عبر عن ذعره في صلاة الجمعة في تاريخ ٢٦ يناير طهران من استمرار الشعلة المتقدة لانتفاضة الشعب الايراني الشاملة وقال ايضا: لا تظنوا أن الإطاحة قد انتهت،لا لم تنته واعدائنا لن يتخلوا عن فكر وثقافة الإطاحة واسقاط النظام ولو للحظة واحدة ويجب ان نكون متنبهين دوما وقال محبطا لجمهوره الذي هو عبارة عن حفنة من طفيليي نظام الملالي لنفس هذه المسرحیات قال: لقد قضیتم علی فتنة مجاهدي خلق في السنوات الماضية حینما دللتم على عناويين محالهم وبيوتهم والان يجب أن يتم نفس هذا العمل وجمعهم كلهم. وأضاف وهو یعترف بالغضب والانزعاج لدی الشعب الايراني من حكومة الملالي قائلاً: خطة عملهم الجديدة (مجاهدي خلق ومناصريهم) هو اضعاف رجال الدین .. كما رأيتم أن مثيري الشغب كيف قاموا بالهجوم على بعض الحوزات العلمية.
قبل اسبوعين من حديث هذا الملا، قال ملا آخر يحمل اسم غياث الدين طه محمدي في صلاة الجمعة في مدينة همدان: خلال مسيرة الانتفاضة تعرض حوالي ٦٠ مكتبا لائمة الجمعة للهجوم.
الملا دُري نجف آبادي امام جمعة مدینة اراك وعضو هيئة رئاسة مجلس الخبراء ووزير سابق لمخابرات نظام الملالي في تاريخ ١٧ يناير قال: خلال مسيرة الانتفاضة في اراك هجموا على منزلي وانا كنت موجودا فيه.
وفي اجراء اخر، عرض تلفزيون النظام في تاريخ ٢٧ يناير تقريرا خاصا عن الوضع الحالي والانتفاضة والذي استضاف احد شخصيات النظام باسم علي عليزاده قال فيه: مجاهدو خلق یتموقعون على رأس هرم الانتفاضة، والغرب لايملكون لغرض الاسقاط سوى خيار رئيسي ليس اكثر ألا وهو مجاهدي خلق. هؤلاء مجموعة لا يزال عددهم كبيرا ويملكون خبرات عن امور الدفاع ولهذا السبب يتربعون على قمة الهرم.
وكالة انباء فارس التابعة لقوات الحرس في تاريخ ٢٨ يناير اظهرت في تقريرها مختلف اشكال الرعب الذي يتملك رجل الدين تويسركاني ممثل الخامنئي في منظمة البسيج من دور المجاهدين في الانتفاضة الايرانية الاخيرة حيث صرح: ” كان للمجاهدين دور في تنظيم المظاهرات في مختلف المدن لذلك ان نكون متنبهين ويجب ان نبين بشكل واضح وجيد للجيل الايراني الشاب انجازات الثورة الاسلامية…” فيما يتعلق بدور الشباب وحضور النساء في المظاهرات والانتفاضة الايرانية كتبت وكالة أنباء مهر الحكومية في تاريخ ٢٧ يناير نقلا عن النائب السياسي لشؤون قوات الحرس: مجاهدو خلق كانوا الحلقة الرئيسية في الاضطرابات. ٨٠ بالمئة من الاشخاص الذين تم اعتقالهم تحت سن ٣٠ سنة وعدد من النساء المعتقلات متوسطات العمر، في عقد العام ١٩٨٠ اولئک الذین قادوا تظاهرات مجاهدي خلق في الشوارع، اكثرهم كانوا من النساء والان الحلقة الرئيسية لتحريك وبدء المظاهرات كانوا من النساء ايضا.
حاول نظام الولي الفقيه استخدام كامل قدرته من اجل قمع الانتفاضة الايرانية وقد قتل اكثر من ٥٠ شخصا في الانتفاضة وكما تم اعتقال اكثر من ٨٠٠٠ شخص وزجهم بالسجون قابعين تحت التعذيب ولكن مع وجود هذا الشعب الطافح کیل صبره والمنتفض الذي لا يحمل وزنا لقوات النظام القمعية ستستمر حركة التظاهرات في مختلف مدن ايران يوما بعد يوم.
وبهذا النحو كل رؤوس ورموز النظام الديني المستبد قد أجبروا على الاعتراف والاذعان بالدور المؤثر جدا لمجاهدي خلق في المجتمع الايراني وبخاصة في دورها في اسقاط النظام.
المقاومة الإيرانية وفي محورها الرئيسي منظمة مجاهدي خلق الايرانية وعلى مدى ٣٦ سنة بدون توقف ولا هواده ومع دفعها لاثقل الاثمان بما في ذلك 120 ألف شهيد، 30 الف فقط منهم قتلوا واعدموا خلال وقت قصير في صيف عام 1988 بقيت وفية ومخلصة لشعبها وتعهدت أن لا تعرف طعم الراحة حتى اسقاط نظام الملالي المعادي للشعب الايراني و تشكيل الحكومة الشعبية.
إذا كان المجاهدون أنفسهم قد اقروا في أوقات سابقة فقط بالتزاماتهم ودورهم، فإن أعدائهم الآن – يعني نظام ولاية الفقيه بأسره – يشهدون صراحة وبلسان واضح على هذا الالتزام وهذا الدور ألا هو ان القوة الوحيدة القادرة على اسقاط النظام المستبد هي منظمة مجاهدي خلق الايرانية.