قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، الثلاثاء، إن الإيرانيين لهم مطالب سياسية واقتصادية واجتماعية ينبغي الإنصات إليها وذلك في واحد من أكثر بياناته صراحة عن حق الشعب في التعبير عن شكاواه منذ أن استخدمت السلطات القوة لإخماد مظاهرات في ديسمبر ويناير.
وقال روحاني في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون “الناس لديهم انتقادات واعتراضات على الشأن الاقتصادي ولهم الحق. لكن الاعتراضات ليست اقتصادية فقط. لديهم أيضا ما يقولونه بشأن القضايا السياسية والاجتماعية والعلاقات الخارجية”.
وتابع “ينبغي أن تكون آذاننا صاغية للإنصات ولمعرفة ما يريده الناس. الحكومة تحاول حل المشكلات بكل ما لديها من قوة”.
واندلعت الاحتجاجات في أواخر ديسمبر بسبب المصاعب الاقتصادية وانتشرت إلى أكثر من 80 مدينة وبلدة إيرانية.
ولقي 25 شخصا على الأقل حتفهم في الاضطرابات التي كانت أكبر تعبير عن السخط الشعبي منذ الاحتجاجات التي عمت البلاد عام 2009.
وعبر المتظاهرون في بادئ الأمر عن غضبهم من ارتفاع الأسعار ومزاعم فساد لكن الاحتجاجات أخذت أيضا بعدا سياسيا نادرا حيث دعا عدد متزايد من الناس إلى تنحي الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.
وأعلن مسؤولون في القضاء احتجاز أكثر من ألف شخص في أنحاء البلاد. وقال عضو في البرلمان الشهر الماضي إن 3700 شخص على الأقل احتجزوا.
وفي المؤتمر الصحافي قال روحاني إن الشباب أغلبية في إيران حاليا ولهم الحق في التعبير عن آرائهم. وأضاف أن حجب مواقع على الانترنت ومصادرة أطباق لاقطة لبث الأقمار الصناعية لن يوقف تدفق المعلومات.
وقال “اليوم قبلنا الاحتجاج ولحسن الحظ كل السلطات في البلاد قبلت مبدأ الاحتجاج” وذلك في إشارة على ما يبدو إلى بيان نادر لخامنئي في الشهر الماضي قال فيه إن الناس لهم الحق في التعبير عن مخاوفهم المشروعة.
وفي سياق منفصل، قال روحاني إن إيران لن تنسحب من الاتفاق النووي الذي وقعته مع القوى العالمية في عام 2015، ووافقت بموجبه على كبح برنامجها النووي في مقابل رفع معظم العقوبات الدولية.
ولم يصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي ينتقد الاتفاق الذي أبرمه سلفه باراك أوباما، إلى حد الانسحاب منه لكنه أبلغ الحلفاء الأوروبيين والكونغرس بضرورة التعاون معه من أجل تغييره وإلا فسينسحب منه.
وقال روحاني “يظن السيد ترامب خطأ أن الاتفاق النووي هو اتفاق مع الحزب الديمقراطي. الاتفاق النووي مبرم مع الحكومة الأمريكية بصرف النظر عن الحزب الذي يتولى السلطة. الاتفاق ثابت والولايات المتحدة ما زالت ملزمة به”.
وأعرب عن ارتياحه لأن ترامب لم يتمكن بعد مضي عام على دخوله البيت الأبيض، من تحقيق الهدف الذي كان ينادي به في تمزيق الاتفاق النووي، مؤكدا أن الاتفاق النووي بات اتفاقا متينا لدرجة جعلته على الأقل يقاوم أمريكا بصورة جيدة خلال هذا العام.
وأضاف أن هذه الخطوة لم تكن ذكية لأن الدول الأربعة دائمة العضوية في مجلس الأمن (الصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا) بالإضافة إلى ألمانيا شاركت في الاتفاق.
وأوضح أنه لا بلاده ولا أقرب الحلفاء من الولايات المتحدة، يعرفون بما يخطط له الرئيس الأميركي بشأن الاتفاق، واتهم روحاني، ترامب بأنه يحاول بكل السبل تخريب الاتفاق وبالتالي إضعاف إيران.
كما أشار إلى أن ترامب لم يتمكن حتى الآن من إقناع أحد بسياسته المعادية لإيران، “سوى إسرائيل والسعودية”. يذكر أن الرئيس ترامب وصف الاتفاق النووي بالكارثي وهدد بالغائه.
وردعلى تصريحات ترامب، هدد قائد الثورة الإسلامية الإيرانية اية الله على خامنئي بحرق الاتفاق حال تخلى ترامب عنه .