أكد المؤتمر الشعبي اللبناني أن لا مجال لنهوض العرب من أزماتهم والكوارث التي تعصف بهم إلا بالوحدة التكاملية العربية وعلى قاعدة المشروع النهضوي العربي الذي أطلق ثوابته المعلم الراحل جمال عبد الناصر، لافتاً الى أن العصبيات القطرية والطائفية والمذهبية هي طريق الخراب وأن العروبة الحضارية الجامعة هي سبيل البناء.
وقال بيان صادر، تلقت “العربي الأفريقي” نسخة منه، عن مكتب الإعلام المركزي في “المؤتمر” لمناسبة الذكرى الـ60 لقيام الجمهورية العربية المتحدة: تأتي ذكرى الوحدة بين مصر وسورية هذا العام متزامنة مع مئوية ميلاد رائد هذه الوحدة القائد المعلم جمال عبد الناصر، لتشدنا الى ذلك الزمن الجميل بهدف استخلاص عبره، والإضاءة على حقيقة ساطعة وهي أن أوضاع العرب ستكون مغايرة تماماً للواقع الراهن لو لم تتعرض هذه الوحدة لغدر الإنفصاليين ومؤامرات أعداء الأمة.
وأضاف البيان: لقد كانت تلك الوحدة استجابة للأمر الطبيعي بين مصر وبلاد الشام، وترجمة لآمال الشعب الذي تحرّك في كل ساحات الوطن العربي تضامناً مع مصر عبد الناصر في مواجهة العدوان الثلاثي عام 1956، حيث انطلقت على وهج هذا الانتصار الحركة القومية العربية لتنهي حقبة الاستعمار الاوروبي عن الأمة كلها، وترد على معاهدة سايكس بيكو التقسيمية بإعلان الجمهورية العربية المتحدة في شباط 1958، فضلاً عن تحصين سورية من الحصار التركي والحلف الاطلسي، وتكوين كماشة تحيط بالعدو الصهيوني من الشمال والجنوب.
وتابع البيان: إذا كان الانفصاليون قد نجحوا بالنيل من هذه الوحدة عام 1961 بفعل التدخل الاستعماري وعملاء الداخل، ما أدى لاحقاً إلى نكسة عام 1967، فإن إستعادة إحدى صور هذه الوحدة من خلال التضامن العربي في قمة الخرطوم عام 1968، مكّن الرئيس عبد الناصر من قيادة حرب إستنزاف أنهكت العدو الصهيوني طيلة ثلاث سنوات، ثم حقق هذا التضامن انتصار حرب تشرين/ أكتوبر عام 1973، قبل أن تعود العصبيات القطرية للتفشي في المنطقة بعد معاهدة كامب دايفيد المشؤومة، لتوصل الأمة الى حالنا المأساوية في هذه الأيام.
وبحسب البيان، إن قراءة بسيطة لأوضاع العرب منذ عام 1958 الى يومنا هذا، تؤكد أن الوحدة على قاعدة المشروع النهضوي العربي الذي طرح ثوابته المعلم جمال عبد الناصر، هي القلعة الحصينة الوحيدة القادرة على مواجهة الاستعمار والصهيونية وقوى التطرف، وأن العصبيات القطرية والحركات الطائفية والمذهبية التي طرحت نفسها بديلاً من الوحدة، أضاعت بوصلة فلسطين ولم تنتج إلا الانقسام والتدمير والتبعية والتدخل الأجنبي.
وأكد البيان أن الوحدة التي يتطلع إليها العروبيون الوحدويون ليست اندماجية تذيب الخصائص بين الدول، ولا تكون بأسلوب الضم القسري أو القهري أو حكم الحزب الواحد أو العائلة الواحدة، بل هي تكامل بين الوطنيات القائمة، إستناداً إلى إيمان لا يتزعزع بجوهر الدين الحنيف، وتطوير حديث لجامعة الدول العربية، وتفعيل حاسم لمؤسسات العمل العربي المشترك، عسكرياً وسياسياً وإقتصادياً وإجتماعيا وتربوياً، في إطار نظم ديمقراطية تحافظ على الحريات العامة وحرية المعتقد وحقوق الإنسان.
كما أكد أن مهام الوحدويين العرب إذ تتركز على ردع الأعداء ومواجهة مشروع الاوسط الكبير والدفاع عن الوحدات الوطنية والأمن القومي العربي المستباح، فإن الهدف الأسمى لنضالهم يبقى الوحدة التي بها تنتصر الامة وتنهض وتتحرر فلسطين.
وفي نهاية البيان وجه “المؤتمر” التحية لروح المعلم القائد جمال عبد الناصر ولأرواح الشهداء العرب الذين قاتلوا العدو الصهيوني والإحتلال الأميركي ولم يضيعوا البوصلة، والتحية لكل أحرار الامة الذين يواصلون نضالهم من أجل الحرية والوحدة والعدالة.