>> تأثرت بكلمة صديقة حسيني والتي أكدت أن نضالنا ضد الاستبداد أهم من الحفاظ على أنفسنا
>> “لا للمحتال – لا للجلاد” أثارت الشارع الإيراني وكان لها تأثيرها الواضح في انتخابات الرئاسة الأخيرة
>> أزمة النظام الكبرى أنه يواجه مقاومة منظمة .. و”خامنئي ارتعدت فرائسه من قوة المعارضة
>> نجحنا في تحويل النقاش بشأن الانتخابات الرئاسية إلى أزمة وطنية في الداخل الإيراني
نشر موقع مجاهدي خلق، أكبر فصائل المعارضة الإيرانية، والتي تتخذ من العاصمة الفرنسية، باريس، مقرا لها حوار مع محمد علي توحيدي، رئيس لجنة الإصدارات في المقاومة الإيرانية، حيث سلط “توحيدي” الضوء على عدد من الأزمات التي يعاني منها النظام الإيراني، وكيف كان لمؤتمر المقاومة الأخير والذي عقد في الأول من يوليو المنصرم بباريس صدى كبيرا أدى إلى هزة في أركان النظام الذي يتزعمه المرشد الأعلى علي خامنئي، وذلك بعد أن غير مؤتمر هذا العام شعار “أين صوتي” إلى “الموت لمبدأ ولاية الفقيه” وهو ما شددت عليه زعيمة المقاومة الإيرانية مريم رجوي أمام الحشد الغفير لمؤتمر هذا العام، وقد أبرزه إعلام الحرس الثوري لنظام “ولاية الفقيه” في دلالة واضحة على أن النظام بدأ يترنح أمام المقاومة.
قضايا وملفات عديدة تناولها الحوار مع “توحيدي” .. وفيما يلي نص الحوار:
- لاحظنا خلال الأسبوع المنصرم أن قضية تجمع المقاومة أصبحت التحدي الأولى بالنسبة للنظام .. ماذا يجري داخل النظام وما الذي حدث هناك وما هو سببه؟
محمدعلي توحيدي: ينعقد المؤتمر السنوي العام للمقاومة منذ الذكرى السنوية الأولى لانقلاب 17حزيران/ يونيو 2003 والذكرى السنوية لقصف قواعد مجاهدي خلق وجيش التحرير الوطني ـ في الأراضي العراقية ـ حتيى الآن. وتم تسليط الضوء في مؤتمر هذا العام في ذروة الحملات التي أجريت خلال السنوات المنصرمة. كما لاحظنا أن المؤتمر أقيم في موازين مختلفة بمعنى أننا وفي ذروة الحملات التي قمنا بها وصلنا في هذا المؤتمر إلى نقطة لم يعد يكون المشهد ما كان عليه في الماضي. وخلافا للظروف السابقة، تم شطب اسم مجاهدي خلق من قائمة المنظمات المحظورة في كل من أوروبا وأمريكا حيث يجري الحديث عن تصنيف قوات الحرس التابعة للنظام والعدو في قائمة المنظمات الإرهابية. والأمر الأهم هو مشاركة المجاهدين الأشرفيين هذا المؤتمر عبر الاقمار الصناعية هذه المرة ـ حيث كانت الشعارات والتأكيدات وحالات الدعم الدولي كلها تهدف إلى توفير الحماية لهم وإحباط ما كان العدو يحاك من المؤامرات وإلى إيقاف الهجمات الصاروخية ضدهم وما شابه ذلك من قضايا ـ وشاهد الكل ـ بدءا من مواطنينا الإيرانيين الأعزاء إلى أنصار المقاومة ـ أنه تم إحباط جميع المؤامرات وتكللت المؤتمرات بالنجاح وذلك جراء نقلهم بشكل ناجح ومنظم.
والآن أمامنا مشهد آخر نشاهده، وكان مثيرا أنه وفي إحدى الذروات لهذا المؤتمر صعدت الأخوات الأمينات العامة لـمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المنصة وأدلين بكلمات. وأنا تأثرت للغاية على وجه التحديد حينما أكدت الأخت المجاهدة صديقة حسيني مرة أخرى ـ كما كانت قد أعلنت في أشرف في وقت سابق ـ على أن مجاهدي خلق ومهما يكون مكانهم في العالم ـ سواء كانوا في أشرف أو ليبرتي أو ألبانيا أو أي مكان آخر ـ ليست قضيتهم الحفاظ على أنفسهم بل أن قضيتهم هي نضال أكثر فأكثر وبقوة أكثر وعزم أكثر في مواجهة الاستبداد الديني ومن أجل حرية الشعب الإيراني. ويتابع ويشاهد العدو هذه المشاهد لا محالة.
وبالنتيجة، (لقد ولّت) فترة كانت في السابق حيث كنا في حالة الدفاع متعرضين لمؤامرات العدو، ولكن الآن وكما كانت واضحة من خلال رسالة هذا المؤتمر وخلال الكلمات، كانت الحالة في منتهى الهجوم نتيجة تغيير، قضية «تغيير النظام».
- هل يمكن القول إن أزمة طالت النظام تجعله تثير هكذا ردود أفعال تجاه التجمع الضخم للمقاومة؟
محمدعلي توحيدي: لا شك في أن التجمع الضخم للمقاومة وما قامت به المقاومة من الحملات ـ وأضخمها الذي تمثل وتجسد في هذا التجمع على وجه التحديد ـ تؤثر على أزمة النظام وتهز أركان العدو غير أن القضية لا تقتصر على هذه القضية.
وكان عدد من المتكلمين من مختلف بلدان العالم وعند مشاهدتهم المشهد يشيرون إلى النشاطات التي أجريت داخل البلاد طيلة العام المنصرم، إلى صور عن الطرق والشوارع، إلى شعارات كتبت على الجدران ـ وخاصة شعار «لا للمحتال ـ لا للجلاد» وتأثيره على انتخابات النظام ـ كما كانوا يشيرون إلى هذا التأثير الفعال. وعلى سبيل المثال ولا الحصر كانوا يؤكدون على أن تأثير “مجاهدي خلق” والمقاومة على المشهد الإيراني والتطورات التي تشهدها إيران بات واضحا وظاهرا إذ يعتبر هذا التجمع رمزا لذلك. كما كان الإيرانيون المشاركون أيدوا وجهة النظر هذه. وفضلا عن تأثيره على تفاقم الأزمة في النظام من شأن هذا التجمع أن يلقي بظلاله على التطورات في الساحتين السياسية والاجتماعية لإيران. وكان ذلك صلب الموضوع.
والأمر اللافت هو أن إحدى وسائل الإعلام التابعة لقوات الحرس كتبت في واحد من تحليلاتها خلال ما يتراوح بين 13 إلى 14 عنوانا تقول: «تم نشر لقطات من كلمة أدلت بها مريم رجوي في فيلبنت بباريس بشكل كلب فيديويي في الأجواء المجازية حيث تلوح إلى تعابير لا يمكن غض الطرف عنها. ولقد اختارت رجوي شعارها بعنوان تغيير النظام (change regime) وأشارت إلى ما قام به مثيرو الفتنة في عام 2009 زاعمة أن هذه المجموعة هي التي شكلت البؤرة الرئيسية لأعمال الشغب خلال تلك الأحداث حيث تمكنت من تحويل شعار ”أين صوتي؟“ إلى ”الموت لمبدأ ولاية الفقيه“ ». وتتابع وتشير إلى تسجيل صوتي لمنتظري واختتمت بالقول: «إن الإعلان عن هكذا تصريحات يتحدى مرة أخرى أحد المعضلات السياسية في البلاد طيلة السنوات الأخيرة مما يعرض جزءا من التيارات السياسية في البلاد للمساءلة… وفي الحقيقة من الذي هتف خلال تلك الأعوام شعارات ضد الهكلية (للنظام)؟ ومن الذي حول النقاش بشأن نتائج الانتخابات إلى أزمة وطنية؟ ويمكن مشاهدة استمرار هذا الوضع خلال انتخابات عام 2017 أيضا بأنه كيف ثنائية القطب المفتعلة من قبل مجاهدي خلق، تحول إلى محور الدعايات لإحدى التيارات السياسية».
ويعتبر ذلك قضية تفتح فيما يتعلق بمسألة الاستقطاب الحقيقي. وكالتحليل النهائي تعد الأزمة الداخلية للنظام ناجمة عن الأزمة العالقة بينه وبين المجتمع الإيراني والمقاومة الإيرانية. لأن هذا النظام يعجز عن حل مسألة لأنه تعرض ولا يزال للكراهية العامة من قبل المواطنين، كما يجد أمامه مقاومة منظمة وبالتالي يطغى هكذا أزمات عليه حيث تعتبر أزمات خطيرة بالنسبة له ويساوره الخوف وتتحول القضية إلى قضية سياسية مما يجعل ظروفه متأزمة. وبالنتيجة لا يمكن خلاصة القضية في حماقة النظام لأن الأزمات هي عديدة، وكما يذعن النظام نفسه أن الانتخابات تحولت إلى أزمة وطنية! بينما الحقيقة هي أن الأزمة الوطنية لا تعني إلا الإسقاط وأزمة نظامه.
- ينبغي أن نشاهد ونستمع إلى هذا الجزء من كلمة مريم رجوي رئيسة الجمهورية للمقاومة وبعد ذلك أسأل سؤالي الأخير:
مريم رجوي: قوة هذا البديل تكمن في تحويل الحالة المتأزمة الى ظروف إسقاط النظام. ففي العام 2009 كانت هذه القوة هي التي شكلت النواة الرئيسية للانتفاضات وحولت الشعارات من «أين صوتي» الى «الموت لمبدأ ولاية الفقيه».
ومنذ شهر تموز (يوليو) من العام الماضي فإن هذه القوة رفعت راية المقاضاة من أجل مجزرة السجناء السياسيين التي وقعت قبل 29 عاما، لتجعلها النقطة المحورية في السياسة الراهنة. وفي مسرحية الانتخابات الأخيرة، جعلت شعار «لا للجلاد ولا للمحتال» شعارا جماهيريا، بحيث أرقت شعبية هذا الشعار مضاجع خامنئي الولي الفقيه ليرفع صراخه لاستبدال مكانة الشهيد بالجلاد، حسب قوله… نعم، حان وقت فضح الجلادين، الى أن يحين وقت محاسبتهم أمام الشعب الايراني».
- ما هو أهم التأثيرات لهذا التجمع؟
محمد علي توحيدي: تترتب على هذا التجمع مكاسب وتأثيرات عديدة للغاية. ولكن ومن وجهة نظري أن طرح القضية الحقيقية أي الاستقطاب ومسألة التغيير ونشرها في المجتمع يعتبر من أهم التأثيرات لهذا التجمع. واللافت هو أن صحيفة كيهان التابعة للنظام ـ وهي محسوبة على خامنئي ـ نشرت عنوانا وكتبت: عقد تجمعهم في فرنسا هو نتيجة استبدال مكانة الشهيد بالجلاد! وهذا يعني أنها كانت قد نشرت كلام خامنئي الذي يترادف مع شعار «لا للجلاد ـ لا للمحتال» بأحرف كبيرة وواضحة في صفحتها الأولى وذلك تحت عنوان أن التجمع انتهى بهذه النتيجة.
ويكمن نجاح هذا التجمع في أنه ذهب بهذه القضية مع رسالتها إلى داخل المجتمع الإيراني وأعلن عنها على الصعيد الدولي. ومضمون هذه المجموعة من ردود أفعال النظام التي تلاحظونها هي تشير وبشكل واضح إلى أنهم تحدثوا في التجمع عن تغيير النظام. كما تناول التجمع قضية ضرورة التغيير وانتقلت هذه القضية إلى داخل المجتمع.
وإذا أردت أستخلص، فيمكنني ذكر ثلاث نقاط:
1ـ إن هذا التجمع أثبت الاستقطاب السياسي الحقيقي، بدءا من منتظري وخميني وإلى يومنا هذا بين روحاني وخامنئي أو قبل ذلك بين رفسنجاني وخامنئي، الاستقطاب السياسي الحقيقي هو بين المقاومة والنظام برمته حيث يلقي بظلاله على داخل النظام. إذا، سلط التجمع على القضية وجعلها تظهر بحيث أننا نلاحظها الآن.
2ـ إن هذا التجمع أثبت أنه ورغم وجود هذا الاستقطاب منذ 38عاما، لقد حان وقت الحسم، حان وقت التغيير. وفي زمن كان لهذا النظام خميني وإمكانياته بمثابة أشرس قوة رجعية شهدها تاريخ إيران كما كان له قرار المجزرة، ولكن الآن طالت المجزرة ذاتها النظام. والآن حل خامنئي محل خميني حيث كسرت شوكته داخل نظامه. ورغم أنه يقوم بالمجازر ويقتل ورغم أننا شاهدنا خلال الأسبوع المنصرم 20حالة إعدام ولكن العدو يعيش ظروفا ضعيفة للغاية وحان وقت الحسم وخاصة في الوقت الذي لا يجد فيه النظام داخله حلولا له وهي كلها إوراق محروقة.
وكانت المناورة أمام خامنئي، من قبل روحاني ولكن هل له من سمعة في المرحلة الثانية؟ والآن يطلقون الأنات والآهات بأن العالم يضربه عرض الحائط. ويؤكدون على ارتفاع عدد الإعدامات خلال تلك الأعوام الأربعة. إذن تعتبر كلتا العصابتين في النظام بمثابة أوراق محروقة حيث يشير كل من الزمن والحل إلى تغيير النظام. كما يكتبون في صحفهم أن كلامهم حول وقت التغيير لا يقتصر على هذا التجمع وإنما يؤكدون على ذلك في كل مكان.
3ـ وجود البديل، ـ كما تمت الإشارة إليه في كلمة رئيسة الجمهورية للمقاومة ـ البديل وقوة التغيير هما حقيقة! مقاتلو الحرية هم حقيقة! الرد السياسي هو حقيقة! وهذا البديل قادر على الرد أمام العدو.
وأنا أعتقد أن هذا التجمع جعلت القضية الإيرانية تسود المجتمع والصعيد الدولي حيث ظل بداية لحملة عظيمة لا بد لنا من انتظارها في المستقبل. ومن هذا الجانب كان التجمع ناجحا بامتياز كما يعتبر هزيمة ثقيلة تعرض لها العدو حيث لم يتمكن ورغم كل ما قام به من تمهيدات من الحيلولة لدون عقده.