أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس أن القوات التركية تستطيع أن تدخل «في أي لحظة» مدينة عفرين، معقل الفصائل الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، في شمال غربي سورية، مشيراً إلى أن المدينة باتت «محاصَرة».
وقال أردوغان خلال كلمة في مقر «حزب العدالة والتنمية «الحاكم في العاصمة أنقرة إن «هدفنا الآن هو عفرين، ومنذ الآن باتت عفرين محاصَرة. يمكننا دخول عفرين في أي لحظة، بمشيئة الله».
وأعلن الرئيس التركي غداة سيطرة قوات بلاده على بلدة جنديرس الاستراتيجية على بعد نحو عشرين كيلومتراً من المدينة، أن القوات المسلحة التركية ستتقدم لتطهر كامل الحدود مع سورية من المقاتلين الأكراد بعد إتمام عمليتي عفرين ومنبج.
وقال: «اليوم نحن في عفرين وغداً سنكون في منبج، وبعد غد سنطهر شرق الفرات حتى الحدود مع العراق من الإرهابيين».
وشدد أردوغان على عدم إنهاء العملية العسكرية شمال سورية بسبب الضغوط الدولية على أنقرة، مشيراً إلى أنه «مثلما لم نأخذ إذن أحد من أجل البدء بعملية «غصن الزيتون فإننا لن نرضخ لضغوط أحد لإنهائها». وزاد: «لسنا في هذه الأراضي من أجل الاحتلال إطلاقاً، بل من أجل تطهيرها من الراغبين في احتلالها والمنظمات الإرهابية وإعادتها إلى أصحابها الحقيقيين».
وبدأت تركيا عملية في عفرين في 20 كانون الثاني (يناير) الماضي وتهدد بالتقدم شرقاً إلى منبج، التي يتمركز فيها مقاتلو «وحدات حماية الشعب» الكردية، وهي خطوة قد تضع القوات التركية في مواجهة القوات الأميركية المنتشرة في أنحاء المدينة.
وذكر الرئيس التركي أن «أكثر من 815 كيلومتراً مربعاً باتت منطقة آمنة» في شمال سورية، معلناً «وصول عدد الإرهابيين الذين تم تحييدهم لغاية الآن إلى 3171 إرهابياً في إطار عملية غصن الزيتون».
وكان أردوغان سأل مساء أول أمس عن سبب «حشد الولايات المتحدة كميات ضخمة من الأسلحة في الشمال السوري».
وأضاف: «لماذا تحشدون كل هذه الأسلحة، ما دمتم تقولون إنكم طهّرتم المنطقة من داعش، هل تحشدون هذه الأسلحة كي تستخدموها ضدّنا؟». وأوضح أنّ «الولايات المتحدة أسّست في الشمال السوري 20 قاعدة، وأرسلت إلى تلك المنطقة أسلحة وذخائر كثيرة عبر 5 آلاف شاحنة وألفي طائرة شحن».
ميدانياً وغداة السيطرة على جرابلس، أفادت وكالة أنباء «الأناضول» التركية بأن جنود الجيش التركي ومسلحي «الجيش السوري الحر» طردوا المسلحين الأكراد من قرية، وسيطروا على سدّ 17 نيسان الذي يزود عفرين بالماء.
ولفتت الوكالة إلى أن قوات «غصن الزيتون» سيطرت على القرية التابعة لبلدة شران، شمال شرقي عفرين، وموقع السد، فيما لا تزال الأجزاء الغربية للبحيرة التي يطل عليها السد تحت سيطرة الأكراد.
ويقع سد 17 نيسان شمال عفرين ويعدّ المصدر الوحيد الذي يوفر الكهرباء والمياه في منطقة عفرين.
من جانبه، لفت «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى تعرض قرية كفرصفرة قرب جندريس ومناطق في ناحية بلبلة ومناطق أخرى في الريفين الشمالي والشرقي لعفرين إلى قصف من الطائرات التركية، ما أدى إلى مقتل مدنيَين وإصابة 27 آخرين بجروح.
وأعلن ارتفاع حصيلة القتلى إلى 201 شخصاً من 20 كانون الثاني (يناير) الماضي، إضافة إلى إصابة مئات آخرين بجروح.
وأكد «المرصد» تمكّن القوات التركية في تحقيق تقدم في قريتين في ريفي عفرين الشمالي والشمالي الغربي، بعد تمكنها من السيطرة على بلدة جنديرس، مشيراً إلى سيطرة أنقرة بذلك على 5 بلدات رئيسة هي جنديرس وشرا وراجو وبلبلة والشيخ حديد إلى جانب سيطرتها على 114 قرية منذ بدء «غصن الزيتون»، ما يشكل نحو 34 في المئة من مجموع قرى عفرين.
وتُعد جنديرس أكبر بلدة تمكنت القوات التركية وحلفاؤها من السيطرة عليها في المنطقة منذ بدئها في 20 كانون الثاني (يناير) الماضي عملية «غصن الزيتون» التي تقول إنها تستهدف المقاتلين الأكراد الذين تصنفهم أنقرة بـ «الإرهابيين».
ومنذ بدء الهجوم، حاولت هذه القوات اقتحام جنديرس التي تعرضت لقصف كثيف منذ أسابيع ما دفع الآلاف من سكانها إلى النزوح تدريجياً. ومع سيطرتها على جنديرس، باتت القوات التركية والفصائل الموالية لها تسيطر على البلدات الخمس الرئيسية في المنطقة.
ويتصدى المقاتلون الأكراد الذين أثبتوا فعالية في قتال تنظيم «داعش»، للهجوم التركي لكنها المرة الأولى التي يتعرضون فيها لعملية عسكرية واسعة بهذا الشكل يتخللها قصف جوي. وطلب الأكراد من قوات النظام السوري التدخل، وبعد مفاوضات دخلت في 20 شباط (فبراير) الماضي قوات محدودة تابعة للنظام انتشرت على جبهات عدة، لم تسلم من القصف التركي.