أصدر الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، قرارًا باختيار الدكتور أحمد علي سليمان، عضوا بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بجمهورية مصر العربية.
ويأتي هذا القرار تتويجا لجهود “سليمان”، في خدمة الدين والوطن التي تمتد إلى ربع قرن من الزمن، وهو كاتب وأكاديمي وداعية وإعلامي مصري، أحد خبراء اللغة العربية، وأحد المهمومين بهموم الدعوة وإشكالياتها وسبل تجديد الخطاب الإسلامي، وبناء منظومة القيم الأخلاقية والإيمانية في المجتمع.
ولد يوم الخميس 15 شوال 1394هـ / 31 أكتوبر 1974م في قرية بِلُوس الهوى، التابعة لمركز السنطة محافظة الغربية، وبدأ مسيرته العلمية في مدرسة قريته، ثم التحق بمعهد السنطة الديني الأزهري في بداية من المرحلة الإعدادية حتى أتم الثانوية الأزهرية بتفوق واقتدار، كما درس الخط العربي وبرع فيه كتابة وتدريسًا، وظهر نبوغه في دراسته للعلوم العربية والشرعية، فالتحق بقسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية جامعة الأزهر، وحصل على ليسانس الآداب والتربية بتقدير عام جيد جدًّا، ثم الماجستير في أصول التربية الإسلامية بتقدير ممتاز، ثم الدكتوراه في أصول التربية.
سافر في جولات دعوية ممثلا لرابطة الجامعات الإسلامية للتعريف بالإسلام في عدد من الدول الأوروبية والآسيوية وقارة أستراليا، إبان المشكلات التي تعرض لها العالم الإسلامي في السنوات الأخيرة، فأسهم في تصحيح المفاهيم المغلوطة وتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام هناك، وقدم نموذجًا دعويًّا حضاريًّا للداعية المسلم.
وتكونت لديه خبرة كبيرة في العلاقات الإسلامية الغربية، ودراية بطبيعة الدول الغربية وثقافتها وخصائصها ومشكلات المسلمين هناك، وكان من أوائل العلماء الذين عملوا في حقل جودة الدعوة، وطالب بضرورة إيجاد مقاييس معيارية لجودة الأداء الدعوي؛ لقياس جودة العمل الدعوي وتقييمه، وتقويمه، وتجويده وتحسينه المستمر.
اشترك “سليمان” في صياغة “الوثيقة الوطنية لتجديد الخطاب الديني ونبذ العنف والتطرف”، التي أصدرها المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف المصرية، يوم 25 مايو 2015م، واختير رئيسًا لتحرير سلسلة إصدارات الهيئة العالمية لضمان جودة الدعوة وتقييم الأداء ITQAN ببروكسيل، وأيضا سكرتيرًا لتحرير مجلة “الجامعة الإسلامية”، وسلسلة “فكر المواجهة”، وسلسلة “دراسات الأسرة”، وسلسلة “التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية في القرن الحادي والعشرين” التي تصدرها رابطة الجامعات الإسلامية.
تولى عدة مناصب كان أبرزها “المدير التنفيذي لرابطة الجامعات الإسلامية” ومستشار لعدد من المؤسسات والمراكز الإسلامية، وكتب تسعة مشروعات لتطوير عدد من قطاعات عمل المؤسسات الدينية، وهو عضو في اتحاد كُتَّاب مصر، وعضو في اتحاد المؤرخين العرب بالقاهرة.
وعلى الرغم من جهوده المتواصلة في مجال الدعوة وتجديد الخطاب الديني، فإنه لم يبتعد عن التربية والتعليم، فيعمل خبيرا في جودة التعليم الأزهري، وظل ملتصقًا بالمؤسسة الأزهرية، فاختير عضوًا بمكتب جامعة الأزهر للتميز الدولي.
وقدم للمكتبة العربية عددا من الكتب والأبحاث والدراسات، منها: “دور الجامعات في الوقاية من التطرف والإرهاب، ومناهج البحث العلمي وآلياتها الحديثة، والأمن التربوي ودوره في الحفاظ على الهوية الإسلامية وتحقيق الأمن الشامل، وفلسفة الإصلاح التربوي عند الإمام بديع الزمان سعيد النورسي، والتعليم للحياة في الفكر التربوي المعاصر.
وكتب عدة دراسات في الثقافة الإسلامية والدراسات الاجتماعية، منها: مكانة الشهادة ومنازل الشهداء عند الله، منهج الإسلام في علاج العنوسة، ومنهج الإسلام في مواجهة أوبئة العصر، وإشراقات ليلة القدر، كما اهتم بالتراجم الإسلامية، حيث نشر كتابين: الأول عن الإمام الليث بن سعد، والثاني بعنوان: أبو عبيدة بن الجراج أمين الأمة، كما كتب كتابًا في أدب الرحلات بعنوان: (إندونيسيا.. أرض التسامح والمستقبل والسلام)، وكتب للأطفال قصة بعنوان: (سماحة الإسلام مع غير المسلمين)، إضافة إلى اهتمامه بقضايا استراتيجية وعلى رأسها: قضية المياه، حيث صدر له أربعة كتب في هذا الملف، وهي: منهج الإسلام في مواجهة مشكلات المياه، ومستقبل الأمن المائي العربي في عصر العولمة، والماء والأمن القومي المصري، وسد النهضة الأثيوبي ومستقبل الأمن القومي المصري.. وفي مجال الإعلام كتب عن: دور الإعلام في التعريف بالنبي (صلى الله عليه وسلم)، كما ألف مؤخرًا كتابا بعنوان: (التربية الإعلامية للدعاة).
جدير بالذكر أن “أحمد علي سليمان” اختير منذ 23 عاما لتمثيل جامعة الأزهر في معسكر أبي بكر الصديق للطلاب المتميزين، وحصل في هذا المعسكر وقتذاك على لقب “الطالب المثالي على الجامعات المصرية”، ثم تمر الأيام ويختاره المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، محاضرًا؛ ليحاضر للطلاب في نفس المكان، في معسكر أبي بكر الصديق بالإسكندرية، ثم يُختار عضوا بلجنة التثقيف العام بالمجلس.