حذر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي من أن الممارسات اللاشرعية التي تقوم بها سلطات الإحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة ستقوض حل الدولتين الذي أجمع العرب والعالم عليه سبيلا وحيدا لتحقيق السلام الدائم والشامل، مؤكدا أن إسرائيل بذلك تهدد الأمن والسلم في المنطقة والعالم.
جاء ذلك في كلمة الصفدي اليوم الخميس أمام الجلسة الافتتاحية لاجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية الـ29 برئاسة السعودية.
وقال الصفدي إن السلام خيارنا العربي الاستراتيجي، وسنقوم بدورنا كاملا لتحقيقه ، منوها في هذا الإطار إلى مبادرة السلام العربية وضرورة إنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس على خطوط الرابع من يونيو 1967 ، معتبرا أن ذلك هو طريق السلام الوحيد.
وأكد أن القدس الشريف خط أحمر وهي عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة وأننا نريد القدس المقدسة عند أتباع الديانات السماوية الثلاثة، المسلمين والمسيحيين واليهود، رمزا للسلام لا ساحة للقهر في ظل سلام دائم، على أساس حل الدولتين، الذي يضمن دولة فلسطينية مستقلة تعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.
وأكد الصفدي على ضرورة أن يستعيد العرب زمام المبادرة في جهود إنهاء المأساة السورية ، وأنه لا حل عسكريا للأزمة، داعيا إلى ضرورة تكثيف الجهود من أجل التوصل لحل سياسي يكون للعرب التأثير فيه .
ودعا الصفدي إلى ضرورة العمل على وقف القتال، ودعم مسار جنيف للتوصل لحل سياسي على أساس القرار 2254، يحفظ وحدة سوريا وتماسكها واستقلاليتها ويقبل به الشعب السوري الشقيق.
وحذر الصفدي من خطورة الإرهاب ، قائلا :” إن الإرهاب عدونا المشترك ونقيض ثقافتنا وقيم السلام والمحبة واحترام الآخر التي يمثلها ديننا الإسلامي الحنيف” ، مشيرا إلى أن الحرب المشتركة على الإرهاب حققت إنجازات مهمة في العام الماضي.
وأشاد بجهود العراق في القضاء على العصابات الداعشية حيث أنجزوا انتصارا للعرب جميعا ، كما تراجعت سيطرة الإرهابيين المكانية في سوريا، لكن الحرب ما تزال مشتعلة أمنيا وفكريا وأن حسمها يتطلب شمولية في الطرح تقضي على الإرهاب حيث وجد، وتعري ظلاميته وضلاله عبر جميع المنابر.
وأكد الصفدي التزام الأردن بالمضي في هذه الحرب بشراكة كاملة مع الأشقاء العرب ومع المجتمع الدولي حماية الأمن العربي المشترك وقيم وحقوق الشعوب العربي في العيش بأمن واستقرار.
وأشار الصفدي إلى أن الأردن على مدى رئاستها للقمة العربية استمرت في جهودها المستهدفة لتفعيل العمل العربي المشترك خدمة لمصالحنا المشتركة وسعيا دؤوبا لتجاوز أزماتنا.
ونوه إلى أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني يقود تحركات لا تتوقف، وبالتنسيق مع القيادة الفلسطينية والأشقاء العرب، وبالعمل مع المجتمع الدولي، لإنصاف الأشقاء الفلسطينيين وتلبية حقهم في الحرية والدولة.
ولفت إلى أن هذه الجهود والاتصالات مستمرة وتستهدف أيضا حلا سياسيا في سوريا، ونهاية للأزمة في اليمن على أساس القرار 2216 ووفق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، وتوافقا وطنيا في ليبيا يضعها على طريق صلبة نحو مستقبل مستقر أفضل.